الإماراتيون يقللون من استخدام السيارات بعد ارتفاع أسعار الوقود

الإماراتيون يقللون من استخدام السيارات بعد ارتفاع أسعار الوقود

كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة "إيه سي نيلسن" لاستشارات التسويق أن الزيادة المستمرة في أسعار الوقود أسفرت عن تحول واضح في عادة استخدام السيارة لدى العائلات في الإمارات، حيث قال نحو 50 في المائة ممن شملتهم الدراسة إنهم يحاولون الحد من استخدامهم للسيارة، لترشيد الإنفاق على الوقود. وشمل الاستطلاع الخاص الذي أجرته الشركة عبر الإنترنت حول تأثير ارتفاع أسعار البنزين في استخدام السيارات نحو 23500 مستخدم في 42 دولة.
وشهدت أسعار البنزين خلال العام الماضي ارتفاعين متتاليين أخرهما في أيلول (سبتمبر) الماضي بنسبة 30 في المائة، حيث يقدر سعر الجالون بنحو 6.25 درهم.
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة مالكي السيارات الخاصة بين مستخدمي الإنترنت في الإمارات هي الأعلى على مستوى العالم، أسوة بالإيطاليين والأمريكيين. وقالت غالبية المشاركين في الاستطلاع من الدول الثلاث - 93 في المائة إنهم يمتلكون سيارة وعليهم تزويدها بالوقود.
وتسبب زيادة أسعار الوقود قلقاً كبيراً في أنحاء أخرى من العالم، وبصورة لا تقتصر فقط على من يمتلكون سيارات ويشترون لها الوقود. فقد أشارت الدراسة إلى أن 71 في المائة من المشاركين في الاستطلاع حول العالم يمتلكون سيارة، بيد أن التأثير السلبي لارتفاع أسعار الوقود طال 82 في المائة من العدد الإجمالي للمشاركين. وحتى في الدول الأقل قلقاً، مثل الدول الاسكندنافية، هونج كونج، سنغافورة، الصين، والمملكة المتحدة، فإن أكثر من 50 في المائة من المشاركين في الاستطلاع يشعرون بوطأة ارتفاع أسعار الوقود على ميزانياتهم. في المقابل، ترتفع هذه النسبة في الإمارات إلى 85 في المائة.
وقال بيوش ماتور، مدير عام "إيه سي نيلسن" في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي إن مستوى المعيشة المرتفع الذي ينعم به سكان الإمارات بالدرجة الأولى يعود إلى ازدهار قطاعي التجارة والسياحة، وليس إلى الاحتياطيات النفطية كما هو الاعتقاد السائد. وبالتالي، من الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق إزاء ارتفاع أسعار الوقود وانعكاسات ذلك على الاقتصاد وتكلفة المعيشة، مثل أي مواطن آخر في العالم".
وأضاف: "يمثل امتلاكك سيارة في الإمارات ضرورة قصوى، خاصة في فصل الصيف الحار. ولكن تأثير ارتفاع أسعار الوقود لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتجاوزه بشكل مباشر إلى المستثمرين الأفراد الذي يمتلكون قوارب ودراجات مائية للتأجير والعاملين في مجال المواصلات البرية".

تنقلات أقل.. توفير أكثر
ومن الواضح أن أفضل طريقة للتعامل مع زيادة أسعار الوقود تكمن في تخفيف المرء من استخدام سيارته الخاصة، وهي الطريقة التي قال 45 في المائة من المشاركين في الإمارات إنهم يتبعونها. ومن الطرق الأخرى، تجميع المهام وإنجاز أكبر عدد منها خلال رحلة واحدة، وهو الأسلوب الذي يتبعه 31 في المائة من المشاركين في الدولة و40 في المائة على مستوى العالم. في المقابل، اختار 25 في المائة من المشاركين الاقتصاد في الكماليات ليتاح لهم الاستمرار في استخدام سياراتهم كالمعتاد.
وأما نسبة الذين يتشاركون في الإمارات مع أقربائهم أو أصدقائهم في استخدام سيارة واحدة، فلم تتجاوز 7 في المائة. ولكن هذه النسبة ترتفع في دول أخرى، مثل تايلاند (23 في المائة)، ماليزيا (17 في المائة)، و (فنلندا 19 في المائة).
وقد اتضح أن التحول إلى استخدام المواصلات العامة ليس خياراً مطروحاً في الإمارات، حيث ذكر 4 في المائة فقط أنهم اضطروا إلى ذلك مقارنة بالنسبة العالمية البالغة 24 في المائة. وأوضح بيوش ماتور السبب في ذلك بالقول: "ينبع مثل هذا القرار عادة من الخيارات المتاحة وليس من باب النزعة الاستهلاكية. ومن المتوقع ارتفاع نسبة مستخدمي المواصلات العامة في الإمارات لتتقرب من النسب العالمية، خاصة في ظل الخطط والاستثمارات الحالية في إنشاء شبكة للمترو".
وتابع ماتور: "هناك فرصة كبيرة أمام تجار السيارات في الإمارات بسبب ارتفاع أسعار الوقود، حيث إن واحداً من كل عشرة مستخدمين محليين للإنترنت لديهم رغبة في استبدال سياراتهم بأخرى أقل استهلاكاً للوقود. ومن المؤكد أن هذه النسبة ستزداد مستقبلاً".
واستبعد جميع المشاركين في الاستطلاع من داخل الإمارات تقريباًً إمكانية استبدال دراجة نارية أو سكوتر أو دراجة هوائية بالسيارة، كما قال 13 في المائة.

الأكثر قراءة