مصداقية شركات الألبان الطازجة السعودية

مصداقية شركات الألبان الطازجة السعودية

بدأت صناعة الألبان الطازجة في المملكة العربية السعودية بطرق بدائية، وشبه اكتفاء ذاتي لكل أسرة من حليب الأغنام والإبل والأبقار، التي تربى في المزارع أو بالقرب أو داخل المنازل منذ فترة زمنية طويلة، إلا أن هذه الصناعة لم تبدأ بشكل منظم إلا في أواخر الثلاثينيات الميلادية، حيث قام أول مشروع زراعي متخصص للإنتاج الحيواني والنباتي سنة 1938م في محافظة الخرج في منطقة الرياض وفي أواخر الستينيات الميلادية انتشرت معامل تصنيع الحليب المسال من الحليب المجفف المستورد، كما انتشرت في الفترة نفسها المعامل الصغيرة لعمل اللبن وبيعه للمستهلكين في أكياس بلاستيكية أو عبوات يحضرها المستهلك لهذا الغرض، وقد أنشئ أول مصنع للحليب المسال في سنة 1967م في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية. وبعد سنة 1973م انتشرت مشروعات الألبان الطازجة بمختلف الأحجام التي تستخدم التقنية في وسائل الإنتاج والتسويق لمنتجات هذه الصناعة نتيجة للتغير في نمط الإنتاج من إنتاج فردي إلى مشروعات وكذلك شركات عملاقة متخصصة أسهمت في إيجاد نوعية مميزة لمنتجات الألبان الطازجة، وتعد هذه الصناعة ذات كثافة رأسمالية ولا تخلو من وجود بعض المخاطر التي من أهمها التقلبات الموسمية في غزارة الإنتاج من كميات الحليب الخام, حيث تزداد كمياته في موسم الشتاء نتيجةً لإدرار الأبقار، وقد يصاحب تلك التغيرات الموسمية تغير في الأسعار نتيجةً لارتفاع الكميات المعروضة في ظل انخفاض في الكميات المطلوبة وخاصةً في المشروعات الصغيرة، نظراً لقدرة المشروعات الكبيرة على تنوع وتميز الإنتاج.
والمراقب يلحظ أن هذه المنشآت حققت إضافات متنوعة في صناعة الألبان الطازجة وارتبط كل مضاف لمنشأة بأنه يتميز به عن غيرها مما خلق نوعا من الخيارات أمام المستهلك، ونوع من المنافسة الإيجابية، ورسمت هذه المنشآت هوية لمنتجات الألبان الطازجة داخل وخارج المملكة وعلى الرغم من وجود احتكار قلة في سوق هذه المنتجات يميل لصالح المشروعات العملاقة إلا أن هناك التزاما ومحافظة منها على مستوى الأسعار ولم تتغير كما في بعض الدول المجاورة رغم وجود الإغراءات التي تدعو إلى التغيير.
ولفت انتباهي ما أوردته جريدة الاقتصادية من أن شركة المراعي انسحبت من تكتل لرفع الأسعار في دولة الإمارات بنسبة 10 في المائة وهذا يسجل لصالح هذه الشركة التي باستطاعتها الدخول في تكتل رفع الأسعار الإماراتي وزيادة مكاسبها المادية وهي لديها القدرة للمحافظة على مكانتها التسويقية التي رسمتها لدى المستهلك سواء داخل المملكة أو خارجها بعد الدخول في التكتل لتحقق جانب جودة المنتج, إضافة إلى الاستفادة من المتغيرات الايجابية التي تحققت لهذه الشركة سواء بعد تحولها لشركة مساهمة وزيادة قدراتها الإنتاجية والتسويقية التي ستساهم في توسيع دائرة حصتها في سوق مبيعات الألبان الطازجة وتعظيم إيجابية وضعها التنافسي الذي بدوره يولد القدرة على التحكم في خفض التكاليف الإنتاجية والتسويقية، ويضاف إلى ذلك سعيها إلى إيجاد تكتل محلي في مجال إنتاج الألبان بشراء بعض مشروعات الألبان القائمة. وكل هذه العوامل الإيجابية مجتمعة أو منفردة توافرت لهذه الشركة المساهمة التي تغري غيرها للاستفادة من رفع الأسعار إلا أن خبرة القائمين عليها دفعتهم لاختيار جانب المصداقية لإدراكهم أهمية هذه الخاصية، وهي بدورها عكست مصداقية المستثمر السعودي.

[email protected]

الأكثر قراءة