"كرايسلر" تتأهب لإشهار إفلاسها.. وأوباما يبارك شراكتها مع "فيات"
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن شركة كرايسلر لصناعة السيارات ستتقدم بطلب لحمايتها من الدائنين بمقتضى قانون الإفلاس وستدخل في اتفاق شراكة مع شركة فيات الإيطالية.
وقال أوباما "يسعدني أن أعلن أن شركتي كرايسلر وفيات شكلتا شراكة تتوافر لها فرصة قوية للنجاح"، وأضاف أن عملية إشهار الإفلاس ستكون سريعة وفعالة وعبر عن ثقته بأن "كرايسلر" ستخرج من هذه العملية أكثر قوة وأكثر قدرة على المنافسة.
إلى ذلك، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس أن "كرايسلر" ستشهر إفلاسها، وبحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، فقد قررت "كرايسلر" طلب وضعها تحت قانون الحماية من الدائنين ما يعني إشهار إفلاسها.
وقررت الشركة إشهار إفلاسها بعدما رفض عدد من دائنيها عرض وزارة الخزانة الأمريكية خفض ديونهم من نحو سبعة مليارات دولار مترتبة لهم في ذمة المصنع الأمريكي إلى 2.25 مليار، على ما أوضح المسؤول، وأضاف أن الإدارة أمهلت هؤلاء الدائنين حتى يوم الأربعاء للموافقة على هذا العرض.
وأكد المسؤول أن رفض الدائنين عرض الوزارة "لا يقلل من قيمة ما حققته "كرايسلر" و"فيات" والأطراف المعنية، ولا يمنع "كرايسلر" من الحصول على فرصة جيدة لإعادة هيكلة نفسها والخروج من هذا الوضع أقوي من السابق".
في حين، أفاد باراك أوباما أمس الأول أن مفاوضات اللحظة الأخيرة لإنقاذ "كرايسلر" من الإفلاس أحرزت نتائج معربا عن "تفاؤله الشديد" من إمكانية التوصل إلى اتفاقية مع الدائنين.
وقال الرئيس الأمريكي الذي ترعى حكومته دور الوساطة في المفاوضات إن "التفاصيل لم يتم بلورتها بعد لكنني أشعر بمزيد من التفاؤل عن ذي قبل" للتوصل إلى اتفاق، وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إنني "فعلا متفائل جدا، ويمكننا أن نرى حلا يحافظ على استمرارية نشاط شركة كرايسلر للسيارات".
وكانت "كرايسلر" تجاهد قبل انتهاء المهلة المحددة لإثبات قدرتها على استمرار نشاطها على المدى الطويل أمس أو أن يضيع عليها الحصول على 4.5 مليار دولار في شكل قروض حكومية طارئة، كما تعكف "كرايسلر" على التوصل إلى صفقة اندماج مع شركة فيات الإيطالية للسيارات.
يذكر أن أكبر دائني الشركة وهما بنكا "جي بي مورجان تشيس آند كو" و"سيتي جروب" قد وافقا مبدئيا على اقتراح بالحصول على ملياري دولار نقدا في مقابل شطب ديون بقيمة 6.9 مليار دولار، فيما لا تزال الشركة تنتظر رد الدائنين الأصغر.
وفي حال إشهار إفلاس "كرايسلر" بالفعل والتقدم للمحكمة لحمايتها من دائنيها، قال أوباما إنه سيكون "نوعا سريعا من الإفلاس" الذي يسمح للشركة بإعادة هيكلة ديونها ومن ناحية أخرى الخروج مرة أخرى في وضع أقوى.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس أن المحادثات بين وزارة الخزانة الأمريكية والجهات المانحة لمجموعة كرايسلر فشلت البارحة الأولى ما جعل من شبه المؤكد إعلان إفلاس شركة تصنيع السيارات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة الاقتصادية عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم "إن كل شيء جاهز" بعد هذا الفشل للمحادثات الرامية، لوضع كرايسلر تحت حماية قانون الإفلاس.
وعرضت وزارة الخزانة على المانحين مبلغا نقديا يصل إلى 2.25 مليار دولار للموافقة على التخلي عن نحو 6.9 مليارات دولار من الديون المتوجبة على الشركة، كما أعلنت الصحيفة نقلا عن مصادر "مقربة من المحادثات".
وأمهل بنك "جي بي مورغان تشيز" الذي يدير مجموعة المانحين 45 مصرفا وصندوقا استثماريا 90 دقيقة للتصويت على هذا الاقتراح، لكن "عددا كبيرا من الصناديق صوت بالرفض"، بحسب الصحيفة.
وأمهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما من جهته ثالث أكبر شركة لتصنيع السيارات في الولايات المتحدة، حتى تقديم خطة العودة الدائمة إلى كسب الإرباح، وإلا، فسيتم إعلان إفلاسها.