ائتلاف لخفض تكاليف الأعلاف
كان المفهوم السائد للأعلاف, هي الأعلاف الخضراء فقط, إلا أن هذه الصناعة تطورت استجابة للتغيرات الإيجابية التي حدثت في صناعتي الدواجن والألبان الطازجة, نتج عنها قيام شركات متخصصة في هذا المجال، لما يمثله هذا العنصر الإنتاجي من أهمية في هاتين الصناعتين. فالأعلاف تُعد أحد العناصر الأساسية التي يتأثر بها إنتاج الحليب حيث تتأثر الكمية المنتجة من الحليب بكمية ونوعية العليقة المعطاة للحيوان سواء من الأعلاف الخشنة (خضراء وجافة) أو أعلاف مركزة. وقُدِر متوسط استهلاك البقرة الواحدة في مشروعات إنتاج الألبان الطازجة في المملكة بـ 11 طنا ( شاملة الفاقد) تتوزع بين أربعة أطنان من الأعلاف المركزة وسبعة أطنان من الأعلاف الخشنة. وتواجه هذه المشروعات, خاصة الصغيرة منها, مشكلة ارتفاع تكاليف الأعلاف كمشكلة إنتاجية. في حين أن هذا العنصر الإنتاجي يُعد أكثر مستلزمات الإنتاج في مشروعات الدواجن تكلفة حيث قد تصل إلى 80 في المائة من إجمالي تكاليف الإنتاج, ويُعزى ذلك إلى الكميات الكبيرة التي تستهلكها الدواجن من الأعلاف, إضافة إلى ارتفاع سعرها. وتُقدر كمية الأعلاف المستهلكة من قبل دجاج اللحم الذي تتم تربيته لمدة 45 يوماً بنحو ثلاثة كيلو جرامات لكل طير لحم تحت ظروف المملكة. ولخفض تكاليف الأعلاف لا بد من الاهتمام بالنظام الغذائي وآلية تقديم العليقة والاستفادة من خبرة المشروعات الرائدة في هاتين الصناعتين وعلى وجه الخصوص, ضبط التكاليف ورفع معدل إنتاجية الوحدة في المشروع.
ويبلغ عدد مصانع الأعلاف في المملكة 43 مصنعاً تنتج مخرجات تُقدر بأكثر من 2.4 مليون طن, تحققت من مدخلات يشكل المستورد فيها أكثر من 84 في المائة تستهلك الدواجن أكثر من 83 في المائة من إجمالي إنتاج هذه المصانع. وعلى الرغم من أن هناك فجوة بين العرض والطلب على مخرجات مثل هذه المصانع, تميل لصالح الطلب إلا أن الكميات المنتجة تذبذبت بين أعوام 2001، 2002، 2003، و2004, حيث بلغت بالمليون طن على التوالي 2.49، 2.47، 2.41 ، و2.43. يعني أهمية أن تطور مثل هذه المصانع من قدراتها الإنتاجية وإمكانية أن يكون لها تكتل فيما بينها والعمل على الشراء الموحد لمدخلات الإنتاج المستوردة لخفض تكاليف هذه المصانع, كما أنها تعد فرصا استثمارية حقيقية للاستثمار في هذا المجال لزيادة المعروض من هذا العنصر الإنتاجي مما سيسهم بدوره في خفض تكاليف الإنتاج للوحدة المنتجة لخلق وضع تنافسي أفضل, وعلى وجه الخصوص في صناعة الدواجن. والحال نفسه ينطبق على صناعة الألبان الطازجة في دراسة إمكانية إيجاد تكتل للقيام بالزراعة الموحدة في بعض الدول العربية المجاورة لزراعة الأعلاف الخضراء، وقد يكون التكتل للمستثمرين في صناعتي الدواجن والألبان الطازجة ومن هنا يأتي دور التكتلات القائمة التي لم تُفعل مثل جمعية منتجي الدواجن ولجنة منتجي الألبان الطازجة, إذا فُعلتا, كما أنه من المؤمل أن يكون للجنة الوطنية الزراعية دور بعد تشكيلها الأخير والمتوقع نجاحها بمشيئة الله لتوافر عنصري الخبرة والمبادرة في أعضائها, وكم أتمنى أن يكون هذا الائتلاف أحد برامجها المستقبلية. وحفظ الله الوطن من كل مكروه. والله ولي التوفيق