خبير سعودي: التركيز على صنف واحد من تقاوي القمح أضر بالزراعة

خبير سعودي: التركيز على صنف واحد من تقاوي القمح أضر بالزراعة

أكد خبير زراعي سعودي أن التركيز على صنف واحد من تقاوي القمح في أغلب المناطق، أدى إلى أضرار كبيرة وقلل بشكل كبير من إنتاجية المزارعين، وخلف نتائج سيئة.
وقال الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الدوس مستشار لجنة منتجي البذور،
إن زراعة القمح عانت من وجود صنف واحد هو صنف اليكورا روجو الذي يزرع في جميع مناطق زراعة القمح في المملكة خلال 25 سنة, حيث أدى استمرار الزراعة بدون تجديد للصنف إلى حدوث تدهور للصنف نتيجة للزراعة المتكررة وعدم وجود برنامج لتقاوي الأساس.
وبين الدوس أن المزارع الواقعة في المنطقة الوسطى عانت من عدم قدرة الصنف على مقاومة الحرارة في نهاية الموسم مما قلل من كمية ونوعية المحصول الناتج، لذلك ساهمت سياسة الصنف الواحد في خفض الكفاءة الإنتاجية لمحصول القمح في المنطقة الوسطى.
وشدد الخبير السعودي على أن الكفاءة الإنتاجية لمحصول القمح تتأثر بالعديد من العوامل بعضها مرتبط بالعوامل البيئية والأرضية للموقع مثل نوع التربة ونوعية المياه وإنتاج البئر، " وهذه تؤثر على الكفاءة الإنتاجية ولكن يصعب تعديلها, لذلك يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تحديد المحصول المستهدف تحت الظروف المحلية، أما التجهيزات الزراعية والموارد البشرية فهي تؤثر في الكفاءة الإنتاجية ويجب أن تتوافق مع حجم المزرعة لتحقيق كفاءة إنتاجية عالية, والمزارع الناجح يحرص على تجهيز مزرعته بالآلات والمعدات اللازمة لنجاح المحصول وبدون توافر المعدات اللازمة للزراعة يصبح المزارع رهن توفير تلك الآليات بالإجارة.
وقال الدوس إن هناك أسسا عديدة يمكن من خلالها رفع الكفاءة الإنتاجية لمحصول القمح من أهمها تطبيق الدورة الزراعية لحقول الإنتاج لتحسن خواص التربة ومكافحة الحشائش مما يساعد على نظافة الحقول من الحشائش كما أن إعداد الأرض للزراعة وريها قبل الزراعة في تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) مع رش مبيد عام للقضاء على الحشائش النامية يساهم في مكافحة الحشائش وتقليل الملوحة في الطبقة السطحية للتربة مما ينعكس على تأسيس المحصول. ووفق الخبير يفضل استخدام آلات الزراعـة الحديثة لأنها تعطي تحكما جيدا في عمق الزراعة ( 2 – 3 سم ) مع تجانس في توزيع البذور في السطور مما ينتج عنه كثافة نباتيـة متجانسـة وعند استخدام طريقة الزراعة المباشرة بدون حرث No -Till تروى التربـة ريا عميقا وتترك الحشاش لتنمو ثم ترش الدائرة بمبيد جلوفوسيت قبل 7 – 10 أيام من الزراعة ثم ينثر السماد وتزرع بآلة رابيد.
وفيما يتعلق بالتقاوي بين الدوس أن استخدام التقاوي المعتمدة الخالية من بذور الحشائش والإصابات المرضية يمثل عنصرا رئيسيا لنجاح المحصول وبالتالي يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية حيث لا تشكل تكاليف التقاوي سوى 4 - 6 في المائة من تكاليف الإنتاج بينما تشكل مكافحة الآفات 20 - 35 في المائة من تكاليف الإنتاج عند وجود حشائش صعبة المكافحة مثل الهيبان المقاوم.
وختم مستشار لجنة منتجي البذور بالإشارة إلى أن العنصر الرئيس في رفع الكفاءة الإنتاجية هو إدارة المحصول وفق برامج محددة المكونات والمواعيد حيث يتم تحقيق الكفاءة الإنتاجية من خلال تطبيق البرامج الإنتاجية التي ترفع الإنتاج وتقنن مدخلات الإنتاج حسب طور نمو المحصول والتي تشمل برنامج الري وبرنامج التسميد وبرنامج مكافحة الآفات، كما يسهم الالتزام بالمواعيد المناسبة للزراعة والحصاد في رفع القدرة الإنتاجية وبالتالي تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد. مشددا على أن تقنين مياه الري يشكل عنصرا أساسيا لخفض تكاليف الإنتاج مع المحافظة على هذا المورد الحيوي وبالتالي رفع كفاءة استخدام مياه الري ويتم ذلك من خلال معرفة الاحتياجات المائية للمحصول تحت ظروف المنطقة، واختبار وتقييم كفاءة نظام الري قبل بداية الموسم، واستخدام منظمات الضغط و الرشاشات الحديثة لرفع كفاءة نظام الري، وجدولة الري حسب عمر المحصول ونوعية المياه المستخدمة.
وقال الدوس يجب التأكيد على أن مستقبل زراعة القمح في المملكة مرتبط بقدرة المزارعين على رفع الكفاءة الإنتاجية لتحقيق عائد اقتصادي حتى يكونون قادرين على التعامل مع المتغيرات المقبلة مع انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وسياسة الدولة في تخصيص بعض الأجهزة الحكومية ومنها صوامع الغلال.

الأكثر قراءة