الصين تلتفت إلى مصادر الطاقة المتجددة
تحتل جهود الصين في الحصول على أصول نفطية حول العالم العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام خاصة عندما يتميز الهدف ببعد سياسي واستراتيجي مثل محاولتها الفاشلة شراء شركة أنوكال الأمريكية، لكن بعيدا عن الإثارة الإعلامية فإن ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم تبذل جهودا حثيثة لتنويع مصادر الطاقة لديها والاتجاه إلى مصادر أخرى للطاقة المتجددة من رياح وشمس وغيرها.
في شباط (فبراير) الماضي أجازت الحكومة الصينية قانونا للطاقة المتجددة يطلب من المشرفين على العديد من المرافق التي تستخدم الكهرباء اللجوء إلى الطاقة المولدة من مصادر متجددة، كما أقرت تقديم حوافز وتسهيلات ضريبية وغيرها في مسعى لتقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية التي توفر 70 - 65 في المائة من احتياجات البلاد.
وإلى جانب تزايد الاعتماد على النفط المستورد فإن المتاعب البيئية بدأت تشكل وضعا قلقا يحتاج إلى الالتفات إليه. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن سبعا من أكثر عشر مدن في العالم تعتبر الأكثر تلوثا توجد في الصين، كما أن ثلثي المدن الصينية الكبرى لا تتقيد بالمعايير المتعلقة بتوفير الهواء النظيف، ويعود ذلك بصورة رئيسية إلى الاستخدام المكثف للفحم في توليد الكهرباء. ويقدر تقرير للبنك الدولي أن عمليات التلوث تكلف البلاد 8-12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فيها الذي يقدر بنحو 1.4 ترليون دولار في شكل فقد إنتاجي.
وأخيرا أبدى المسؤولون الصينيون رغبة في التعرف على التقنية الساعية إلى استخدام الفحم النظيف ووضعت الحكومة أهدافا عريضة لاستخدام وسائل الطاقة المتجددة والعمل على تحقيق هدف توفير 12 في المائة من الكهرباء من مصادر متجددة بنهاية العقد الثاني من هذا القرن.
وتعتبر إجازة القانون، الذي سيدخل حيز التنفيذ العام المقبل، الخطوة الأولى في هذا الطريق، حيث سيتم البدء في تقديم حوافز ضريبية وتمويل بعض المشاريع في هذا الجانب. ويؤمل أن يؤدي حجم السوق الصينية الكبير إلى تشجيع الاستثمار في هذه الجوانب. وتشير التقديرات إلى أن سوق الطاقة المولدة من الرياح تنمو بمعدل سنوي يبلغ 35 في المائة.
ويسعى المسؤولون الصينيون إلى الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي قامت مجموعة ياشينق وحجمها السوقي في حدود مليار ونصف مليار دولار وتعمل في الميدان الزراعي بشراء حصة 80 في المائة من شركة أمريكية تعمل في مجال توفير الوقود من الطاقة الخضراء. وللصين أكبر معمل في العالم لإنتاج الوقود الحيوي وتعمل مع شركاء أوروبيين لإيجاد بدائل للوقود الأحفوري من المخلفات البشرية والحيوانية.