الجفاف وملوحة التربة والعزوف تهدد بوقف زراعة الأرز الحساوي
أبدى مزارعون في الأحساء تذمرهم من انحسار الاهتمام بزراعة الأرز الحساوي، مطالبين بإعادة النظر في الطريقة التي يعامل بها هذا المحصول سواء من حيث الإعانات أو الاهتمام الفني والتقني.
وقال المهندس الزراعي جميل العبدي إن الأرز الحساوي من المحاصيل المهمة التي يفضلها المستهلك، لما له من مذاق خاص ورائحة زكية ونكهة خاصة، واحتوائه على نسبة كبيرة من البروتين تقدر بنحو 13 في المائة، ونسبة من النشا تبلغ 75 في المائة, ونسب أخرى من الزيت, الأملاح العضوية والأملاح المعدنية واليود والكالسيوم والحديد وبعض الفيتامينات. كما يمتاز بلونه الأحمر وطول حبته "المتوسط" البالغ 8ملم. كما تحتاج زراعة الأرز الحساوي إلى وجود أرض خصبة وجو حار ورطوبة عالية.
وتشير جميع الدراسات العلمية إلى أن التربة الطينية من أكثر الأراضي المناسبة لزراعته وذلك لاحتفاظها بالرطوبة لمدة أطول وإعطائها بيئة مناسبة للجذور, كما تتحمل الملوحة بنسبة 3 في المائة وكذلك مقاومة الظروف البيئية القاسية. ويعتمد ري الأرز البلدي على الغمر المباشر بالمياه, لذا يحتاج إلى كمية كبيرة من مياه الري. ومن أشهر القرى التي يزرع فيها هذا النوع من الأرز: القرين, البطالية، جليجلة، والشعبة.
وأشار العبدي إلى أن هناك عدة نصائح لزراعة الأرز الحساوي يجب الأخذ بها من حيث اختيار بذور جيدة غير مصابة بالأمراض والآفات واختيار التربة الملائمة لزراعة الأرز. وتعد التربة الطينية من أفضل الترب المناسبة لزراعته. والوقت المناسب لزراعة الأرز الحساوي هو في أواسط شهر آذار (مارس) كما يفضل زراعة مصدات الرياح، مثل أشجار النخيل، وتغطية البذور بعد الزراعة بالقش.
في الجانب ذاته، أكد المزارع محمد البراهيم أن الوضع سيئ منذ فترة طويلة من الزمن، وأن مزرعته كانت تنتج كميات كبيرة من مختلف الثمار والخضراوات، مثل: البصل والليمون والترنج والطماطم والرمان والتين والباميا والقرع، وذلك لوفرة المياه. أما هذه الأيام ومع عدم وفرة المياه أصبح اعتمادهم على زراعة النخيل التي لم تعد كذلك تزرع بالشكل المطلوب وذلك لتدهور الأوضاع الزراعية و كذلك لانخفاض أسعار الثمار بشكل كبير. أما زراعة الأرز الحساوي فتمر بعدة أطوار لنموها وهي طور الإنبات، ويحتاج إلى 80 يوما وطور الاستطالة وطور الداليات وطور الإزهار والإخصاب وطور تكوين الحبوب وطور النضج، وأخيراً تتم عملية الحصاد. كما يزرع الأرز الحساوي في مساحات كبيرة ما بين النخيل تمثل مربعات ومستطيلات لا يوجد فيها نخيل. هذه المساحات هي أحواض زراعية وهو من النوع الذي تزرع فيه البذور في مكان معين ثم تنقل النباتات إلى مكان آخر.
وأكد المزارع عيد الشبيب أن الأرز الحساوي بدأ في الانحسار بشكل كبير إلى درجة الانقراض، وذلك لعدة أسباب، من ضمنها: قلة المياه، قلة الأمطار، زيادة ملوحة التربة بسبب الجفاف, وعزوف الشباب عن الانخراط في مهنة الفلاحة بسبب قلة المردود المادي، لذا فإن عدداً كبيراً من سكان قرى الأحساء تخلوا عن هذه المهنة حتى أصبح الكثير من الميسورين ماديا يسقي شتلات الأرز الحساوي بالماء على نفقته الخاصة، وذلك لتقديمه هدايا لزملائهم في باقي المناطق دليلا على الكرم، كما يقدم كوجبة رئيسية في السحور في شهر رمضان المبارك. و الأرز الحساوي صنفان يختلفان فيما بينهما من حيث موسم الزراعة وحجم الحبة واللون والرائحة، فهناك الأرز الحساوي الأصلي ذو اللون الأحمر والحبة الكبيرة والرائحة المميزة أثناء الطبخ والطعم الجيد عند الأكل، والأرز الهجين. كما أن هناك أرزاً يستورد من بلاد شرق آسيا مثل الصين وتايلاند يشبه الأرز الحساوي بشكل كبير ولكن الاختلاف يكون في المذاق واللرائحة وطول الحبة.
وحول الوسائل والطرق السليمة للمحافظة على الأرز الحساوي من الانقراض، أوضح إبراهيم بن محمد الدوسري رئيس الموارد البشرية في الغرفة التجارية والصناعية في الأحساء، أنه يجب بذل الجهود الكبيرة من قبل عدد من الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزارة الزراعة وبعض الجهات، مثل هيئة الري والصرف لتوعية المزارعين بأهمية زراعة الأرز الحساوي، وكيفية اتباع الطرق العلمية الحديثة السليمة التي توفر الجهد والعناء وكمية المياه وزيادة الإعانات للمزارعين.