محللون: الأسعار ستهدأ مع تعزيزات "أوبك" ولا تنهار
قد يؤذن سعي "أوبك" إلى تعزيز المخزونات النفطية إلى أعلى مستوياتها في سنوات بانتهاء موجة ارتفاع أسعار النفط المستمرة ولكن من المستبعد أن يدفع الأسعار نحو الانهيار. ويقول المحللون إن حقيقة أن الطلب كان وراء ارتفاع أسعار النفط إلى
مثليها خلال العامين الماضيين تعني أن السوق ستحتفظ بقوتها نسبيا.
وفي أوائل الأسبوع الماضي, قال رئيس "أوبك" ووزير الطاقة الكويتي الشيخ أحمد
الفهد الصباح إن المنظمة تستهدف وصول مستوى المخزونات إلى ما يغطي 56
يوما من الطلب وذلك في محاولة لتأمين الدول المستهلكة هذا الشتاء. وكانت "أوبك" قد وصفت في السابق هذا الغطاء بأنه مبالغ فيه وقالت إنه يتيح مجالا لزيادة هائلة في مخزونات الدول المستهلكة.
ويشير كريج بننجتون مدير أبحاث الطاقة العالمية في مؤسسة شرودرز "إذا
كانوا يستهدفون فعلا تغطية 56 يوما من الطلب المستقبلي فسيوازي هذا سعرا
قدره 25 دولارا للبرميل من خام برنت." لكن بعيدا عن التوقعات بأن "أوبك" ستتحرك لخفض الإمدادات إذا كانت هناك بوادر على انهيار السوق، يقول المحللون إن عوامل أخرى ستحد من هبوط في الأسعار.
ويقول إيفان سميث من "يو.إس جلوبال انفستورز" المتخصصة في إدارة مجموعة
من الصناديق الاستثمارية ومقرها تكساس "إذا كان بإمكان منظمة أوبك فعليا
تعزيز مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتصل إلى ما يغطي استهلاك 56 يوما فإن أسعار النفط قد تهبط عن مستوياتها الحالية ولكن لا أعتقد أننا سنرى انهيارا إلى مستوى عشرة دولارات للبرميل مثلما حدث عام 1999 ."
وأضاف "المسألة هي أننا في دورة يقودها الطلب وهو ما سيدعم الأسعار
عند مستويات مرتفعة." ورغم بعض عمليات البيع على المكشوف يشير سميث إلى أنه لم يحدث تحول ملموس في شراء أصول أخرى. وأضاف "لم نلحظ أي تحول ملموس في أي أصول أخرى. أسواق الأسهم والدخل الثابت لا تزال مضطربة... وقطاع العقارات بدأ يهدأ."
وأفاد ديبورا وايت من "إس. جي. كوموديتيز" في باريس أن أرقام المؤسسة
تشير إلى أن المستوى المستهدف لزيادة المخزونات إلى ما يغطي احتياجات 56
يوما سيتحقق بحلول أيار (مايو) المقبل إذا حافظت "أوبك" على طاقتها الإنتاجية عند المستويات الحالية حول 30 مليون برميل يوميا. وجادلت وايت بأن زيادة المخزونات أمر ضروري لإعادة التوازن بين مخزونات الخام المتزايدة والإمدادات المحدودة نسبيا من المنتجات المكررة في ضوء النقص المزمن في الاستثمارات في الطاقة التكريرية والمشاكل التي تعرضت لها طاقة التكرير الأمريكية بسبب الأعاصير في وقت سابق من هذا العام.