يوم أسود للأسهم الإماراتية: انخفاضات بالحد الأقصى ودعوات متجددة للإنقاذ

يوم أسود للأسهم الإماراتية: انخفاضات بالحد الأقصى ودعوات متجددة للإنقاذ

يوم أسود جديد للأسهم الإماراتية على حد وصف المستثمرين الغاضبين والمذهولين في قاعة تداول سوق دبي المالي التي شهدت لليوم الثالث على التوالي أمس واحدة من أقسى موجات الهبوط التي أطاحت بكافة الأسهم المتداولة بالحد الأقصى 10 في المائة واختفت تماما ولساعات طويلة من الجلسة طلبات الشراء.
حالة من الذهول والوجوم والغضب ارتسمت على وجوه المتعاملين دفعتهم إلى حد التصفيق بطريقة لا شعورية ولسان حالهم يقول "شر البلية ما يضحك" مع انحدار سهم "إعمار" دون أربعة دراهم مسجلا انخفاضا بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 3.74 درهم وهو السعر الذي كان عليه السهم منتصف عام 2003، ليخسر السهم 75 في المائة من أعلى سعر سجله مطلع العام و87 في المائة من أعلى سعر سجله عند 29.10 درهم في الربع الأخير من عام 2005.
وقال لـ "الاقتصادية" المحلل المالي حمود عبد الله مدير شركة الإمارات للوساطة "حان الوقت لعمل شيء وإلا ستكون العواقب وخيمة"، وفي الوقت ذاته أقر مجلس إدارة شركة صروح العقارية الظبيانية خفض نسبة ملكية الأجانب من 20 في المائة إلى 15 في المائة بهدف حماية المساهمين الراغبين في الاستثمار طويل الأجل، وبعدما أَضرت المضاربات قصيرة الأجل - كما قالت الشركة - بالسهم الذي فقد أكثر من 60 في المائة من سعره.
ولليوم الثالث تتصدر سوق دبي الأسوأ أداء بين أسواق الخليج قائمة الأسواق الهابطة, وانخفض مؤشرها 7.3 في المائة لتصل نسبة تراجعها في ثلاثة أيام 18 في المائة ومنذ بداية العام 60 في المائة , ولم تكن سوق العاصمة أبو ظبي بأفضل حالا من مثيلتها في دبي حيث تراجع مؤشرها بنسبة 5 في المائة, وانخفض العديد من أسهمها بالحد الأقصى 10 في المائة كما ارتفع عدد الأسهم التي تتداول دون قيمتها الاسمية (درهم واحد).
واستمرت موجة الهبوط الحادة تضرب بقية الأسواق الخليجية, وسجلت سوق الدوحة ثاني أكبر تراجع بعد سوق دبي بنسبة 6.2 في المائة، تليها سوق البحرين 2.7 في المائة وسوق الكويت 2.1 في المائة بعد أن قلصت الكثير من خسائرها التي تجاوزت 3 في المائة تليها سوق مسقط بانخفاض نسبته 2 في المائة.
وتوقفت حركة التعاملات تقريبا في سوق دبي قبل إغلاق الجلسة بأكثر من ساعة بعدما وصلت غالبية الأسهم المتداولة إلى الحد الأقصى هبوطا 10 في المائة دون تقدم مشتر واحد للشراء, وانهالت الاتصالات الهاتفية على مكاتب الوسطاء ما بين غاضبة ومستفسرة حول مسببات الهبوط الذي لم يكن أحد يتخيله، خصوصا سهم "إعمار" الذي يتداول تحت الدراهم الأربعة.
وارتسمت على وجوه العديد من المستثمرين حالة من الذهول والحيرة, ووصل الحال ببعضهم إلى التصفيق الحاد مع استمرار سهم "إعمار" في تسجيل المزيد من الانحدار إلى أن وصل إلى الحد الأقصى 10 في المائة هبوطا.
وسجلت كافة الأسهم المتداولة 23 شركة نسب هبوط بالحد الأقصى أيضا واختفت طلبات الشراء عليها حتى إغلاق الجلسة، من بينها سهم "أرابتك" عند سعر 4.12 درهم و"أملاك" عند 1.37 درهم و"دبي الإسلامي" عند 3.14 درهم و"دبي للاستثمار" عند 1.42 درهم, وانضم سهم "سلامة للتأمين" إلى قائمة الأسهم التي تتداول تحت القيمة الاسمية منخفضا 9.7 في المائة إلى 93 فلسا و"تبريد" 9.3 في المائة إلى 87 فلسا و"الخليج للملاحة" 9.4 في المائة إلى 86 فلسا و"ديار" 9.5 في المائة إلى 85 فلسا وبات سهم "العربية للطيران" على مقربة بعدما أغلق عند الدرهم.
الحال نفسه تكرر في سوق أبو ظبي الذي تخلى عن مستوى ثلاثة آلاف نقطة وشهد انضمام سهم "الأغذية" إلى قائمة الأسهم المتداولة دون الدرهم حيث انخفض السهم بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 0.91 درهم , وواصلت أسهم "دانة غاز"، "رأس الخيمة العقارية"، و"الواحة" انحدارها بعدما تراجعت مطلع الأسبوع دون الدرهم.
وقرر مجلس إدارة شركة صروح العقارية خفض نسبة ملكية الأجانب في السهم من 20 في المائة إلى 15 في المائة بسبب ما قالته الشركة الحد من المضاربات قصيرة الأجل التي تسببت في الإضرار بالمساهمين الباحثين عن استثمار طويل الأجل, وخسر السهم في الربعين الثاني والثالث أكثر من 65 في المائة من سعره, وتراجع السهم في تعاملات الأمس بالحد الأقصى رغم هذا القرار إلى 2.95 درهم.
كما تراجع سهم الدار الأنشط بتداولات تجاوزت 100 مليون درهم من إجمالي 351 مليونا للسوق ككل قريبا من الحد الأقصى 9.2 في المائة إلى 4.40 درهم وكل من "ميثاق"، "التجاري الدولي"، "الشارقة الإسلامي" و"طاقة والواحة" بالحد الأقصى هبوطا.
ودعا حمود عبد الله إلى أهمية اتخاذ إجراءات للحد من موجة الهبوط التي قال إنها ستفاقم من الخسائر وستكون العواقب وخيمة " لم نر الأسوأ بعد في حال استمر الوضع على ما هو عليه، مضيفا أن الوضع يستدعي تقييد حركة صناديق التحوط التي أضرت ولا تزال تستهدف السوق ولذلك لا بد من التدخل لحماية المساهمين وإجبار الصناديق الأجنبية على احترام قوانينا بعدما أكدت الإحصائيات أنها تتلاعب بالسوق.
وشدد على ضرورة أن تحذو بقية الشركات المدرجة حذو شركة صروح العقارية التي خفضت حصة الأجانب على الأقل في الفترة الحالية وإلى حين تعافي السوق،إضافة إلى ضرورة إقناع البنوك بالتوقف على ضغوط التسييل التي تسببت في تفاقم الوضع.
وكسرت سوق الدوحة مستوى 6.500 نقطة بعدما فاقمت موجة الهبوط أوضاع 38 شركة سجلت انخفاضات وصلت إلى الحد الأقصى 10 في المائة, ولم يسلم من الانخفاض سوى سهمين فقط "الفحص الفني" مرتفعا 0.44 في المائة و"السينما" 0.18 في المائة.
وبلغت قيمة تداولات السوق 507 ملايين ريال من تداول 18.3 مليون سهم، منها 10.6 مليون لثلاثة أسهم هي: "الريان"، "الخليجي"، و"ناقلات"، وتراجعت أسعارها مجتمعة بنسب 6.4 و8.3 و6.1 في المائة على التوالي, كما انخفضت بقية الأسهم القيادية بنسب كبيرة بواقع 9.7 في المائة لسهم "بروة" عند 30.40 ريال والبنك التجاري 7.1 في المائة إلى 63.40 ريال و"صناعات قطر" 8.4 في المائة إلى 88.80 ريال.
واقترب مؤشر سوق البحرين من أدنى مستوى له منذ سنوات طويلة عند 2.000 نقطة بعدما قادت أسهم البنوك والخدمات والاستثمار لليوم الثالث موجة الهبوط الحادة للسوق التي لا تزال تفتقد السيولة، حيث لا تزال قيمة تداولاتها دون نصف مليون دينار عند 410 آلاف دينار من تداول 1.7 مليون سهم .
ولم يسجل سهم واحد ارتفاعا في حين هبطت كافة الأسهم المتداولة ووصلت الحد الأقصى 10 في المائة لسهم "الأهلي" المتحد عند سعر 0.810 دولار و"التعمير" 8 في المائة إلى 1.250 دينار و"بيت التمويل الخليجي" 5.8 في المائة إلى 1.600 دولار و"مصرف البحرين الإسلامي" 4.8 في المائة إلى 0.395 دينار.
وتمكنت سوق الكويت من تقليص الكثير من خسائرها قرب الإغلاق بدعم من أسهم قطاع التأمين الوحيد الذي سجل ارتفاعا في حين بقيت القطاعات الأخرى تضغط على المؤشر الذي كسر حاجز 9.000 نقطة لأول مرة منذ آب (أغسطس) 2005 وإن عاد المؤشر ليغلق فوقها عند 9.056 نقطة بتداولات ضعيفة بقيمة 54.3 مليون دينار من تداول 156.8 مليون سهم.
وسجل العديد من الأسهم القيادية والثقيلة في المؤشر انخفاضات بالحد الأقصى 100 فلس كما في سهمي "بنك الكويت الوطني" بنسبة 7 في المائة إلى 1.320 دينار و"بيت التمويل الكويتي" 6.1 في المائة إلى 1.540 دينار، كما تراجع سهم "زين للاتصالات" 3.7 في المائة إلى 1.020 دينار في حين حول سهم "جلوبل" مساره من الهبوط الذي استمر طيلة الجلسة إلى الارتفاع قرب الإغلاق بنسبة 5.7 في المائة إلى 0.460 دينار.
وجاءت سوق مسقط أقل الأسواق خسارة بين أسواق الخليج وإن واصل المؤشر تراجعه دون مستوى 7.000 نقطة, وطال الهبوط 31 شركة مقابل ارتفاع أسعار أربع شركات فقط، من بينها سهم "عمان للكيماويات" مرتفعا 7.1 في المائة إلى 0.075 ريال .

الأكثر قراءة