خطة سعودية بعيدة المدى لتطوير حقول النفط
أعلنت السعودية هذا الأسبوع أن مشروعاتها لزيادة إنتاج النفط ماضية في طريقها لتهدئ بذلك حدة المخاوف من نقص عالمي في المعدات اللازمة.
ويقول خبراء الصناعة إن التحدي الرئيسي لخطط التوسعة في دول الخليج التي تتمتع بزيادة كبيرة في الإيرادات النفطية بفضل ارتفاع الأسعار هو نقص عالمي في معدات الحفر والمواد اللازمة لذلك والأيدي العاملة.
وفي أول زيارة له إلى المنطقة حث وزير الطاقة الأمريكي سام بودمان دول الخليج على تقديم ما يضمن أمن الإمدادات وذلك بإعلان تفاصيل خططها لزيادة الإنتاج وطاقة التكرير.
وتعتزم السعودية التي تملك أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم زيادة الطاقة الإنتاجية بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم لتصل إلى 12.5 مليون برميل بحلول عام 2009 وزيادتها فيما بعد إلى 15 مليون برميل يوميا. والمملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر المنتجين في منظمة أوبك.
وقال نواف عبيد المستشار النفطي السعودي إن شركة أرامكو السعودية تدفع مبالغ إضافية لضمان تأمين الحفارات اللازمة لتحقيق أهدافها.
وقال لـ "رويترز" إن هناك نقصا كبيرا في الحفارات لكن "أرامكو" لا تواجه مشكلة فيما يتعلق بالتكاليف وأنها تعرض أسعارا أعلى للحصول على ما يلزمها من حفارات.
وتعتزم "أرامكو" مضاعفة أسطولها من الحفارات إلى 110 حفارات في العام المقبل مع تعجيل الرياض بتنفيذ خطة تبلغ استثماراتها 50 مليار دولار لمجاراة الطلب على النفط والاحتفاظ بطاقة إنتاجية احتياطية تصل إلى مليوني برميل يوميا.
وقالت وزارة النفط السعودية يوم الأحد إن خططها التوسعية في الأجلين القصير والطويل تمضي وفق الخطة ولا تصادف عقبات.
وتقضي الخطة الأولية بزيادة إنتاج النفط بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2009, على أن يخصص نصف هذه الكمية لزيادة الطاقة الإنتاجية والنصف الثاني لتعويض معدلات نضوب الحقول القديمة.
وعرضت السعودية التي يبلغ إنتاجها نحو 9.5 مليون برميل يوميا زيادة الإنتاج إلى 11 مليون برميل في اليوم لسد أي نقص في الطلب في الأسواق.
لكنها قالت إنها لم تجد مشترين يقبلون الكميات الإضافية التي عرضت في أيلول (سبتمبر) الماضي طرحها باستغلال الطاقة الاحتياطية والتي تمثل نصيب الأسد
من الطاقة الاحتياطية لـ "أوبك".
وتفتتح الرياض يوم السبت أمانة دائمة لمنتدى الطاقة العالمي الذي يستعد لإطلاق قاعدة معلومات عالمية تهدف إلى زيادة الشفافية في أسواق النفط.
وستتحقق الزيادة التالية في إنتاج النفط السعودي في أوائل العام المقبل عندما يضيف حقل حرض 300 ألف برميل يوميا من الخام العربي الخفيف.
وعمدت "أرامكو" إلى تقديم موعد بدء الإنتاج من المشروع أربعة أشهر.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن استراتيجية المملكة بعد عام 2009 تدور حول حقل منيفة النفطي الذي يمكنه عند تطويره إنتاج مليون برميل يوميا إضافية من الخام الثقيل.
ويمكن في نهاية الأمر استخدام حقل منيفة كقاعدة لمشروعين مماثلين يمكنهما زيادة طاقة الإنتاج السعودي 600 ألف برميل يوميا من الخامات الأثقل.
وأضاف المركز أن هذه الخطط تتوقف على نجاح مشروعات السعودية في قطاع المصب لزيادة الطاقة التكريرية وعلى ظروف الطلب في سوق النفط العالمية بحلول عام 2010.