أودمان يؤكد على أهمية أهداف منتدى الطاقة
أكد وزير الطاقة الأمريكي صموئيل أودمان أهمية أهداف منتدى الطاقة الدولي في الرياض، مشيرا بشكل خاص إلى إيجاد التعاون بين المنتجين والمستهلكين والمشاركة في المعلومات الخاصة بالطاقة لتعزيز قدرة السوق على الاستجابة لأي احتياج وتوفير استقرار لها عبر توافر المعرفة والفهم للحقائق عبر تعزيز الشفافية في السوق النفطية. وقال إن الجميع مهتمون بتوفير الاستقرار في السوق النفطية.
وقال أودمان في مؤتمر صحافي أمس في مقر سفير واشنطن لدى المملكة في الحي الدبلوماسي في الرياض إنه سيبحث صباح غد مع كبار المسؤولين في المملكة مواضيع عدة بينها الاستثمارات والتعاون في مجال النفط, مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان متابعا بشكل شخصي لمشروع الأمانة العامة لمنتدى الطاقة على مدى الفترة الماضية.
وأشار الوزير إلى زيارته للمنطقة الشرقية، واصفا مشروع الشعيبة بـ"الانجاز الهندسي العظيم والذي تم إنجازه فقط في خلال ثلاث سنوات".
وأشار أودمان إلى ثقته بالتزام دول الخليج العربية الأربع التي زارها على الأيام القليلة الماضية وقدرتها على الالتزام بتوفير الإمدادات التي تحتاج إليها السوق النفطية العالمية وأنهم سيحافظون على مستويات جيدة للإمداد في أسواق النفط العالمية وستمكنهم زيادة طاقتهم الإنتاجية.
ونفى الوزير أودمان أنه تلقى التزامات محددة بهذا الشأن, موضحا أنه لم يطلب أي التزامات من الدول المنتجة سواء من داخل "الأوبك" أو خارجها بالتدخل عبر رفع الإنتاج للجم الأسعار ولكنه قال إنه ناقش عبر اتصالات مباشرة سواء بالمنتجين داخل الأوبك و خارجها وأنهم قد أبدوا التزام بتوفير احتياجات السوق.
وقال إن هناك مشكلة في قدرة المنتجين في مواجهة ارتفاع الطلب على النفط الخام, وأن النمو في العرض سيرتفع بنحو مليون برميل للعام الحالي, وسيرتفع بنسبة مقاربة للعام المقبل وأن السوق لن ترى أي تحول في مجال توفير الإمدادات المناسبة من النفط في القريب العاجل وأن ذلك سيستغرق وقتا طويلا قد يستمر عامين على الأقل.
وفي مجال وجود اختناقات في مجال قدرة إنتاج المصافي الأمريكية والعالمية في توفير احتياجات السوق قال بودمان "اعتقد أن غياب القدرة الإنتاجية الفائضة في مجال المصافي تعززت بأثر الأعاصير "كاترينا" و"ريتا", وأن هذه الأعاصير خلقت حالة من عدم الاستقرار في السوق, وأحدثت تذبذبا في الأسعار. وقال "لدينا حتى الآن ثلاث مصاف متوقفة بطاقة إنتاجية 800 ألف برميل يوميا وإحدى تلك المصافي ستعاود التشغيل بنهاية العام الحالي وبعضها لن يعود حتى فترة الصيف المقبل. غياب القدرة الإنتاجية الفائضة في مجال المصافي يخلق وضعا سلبيا خصوصا أن صناعة المصافي تتطلب استثمارا طويل المدى تحتاج الشركات الخاصة لدراسته قبل الإقدام عليه".
وحول خطط الاستثمار في توسعة الطاقة الإنتاجية للمصافي ورغبة بعض الدول في الاستثمار في هذا القطاع في السوق الأمريكية أو خارجها قال وزير الطاقة الأمريكي إنه وجد اهتماما لدى الدول التي زارها بزيادة الاستثمار في قطاع التكرير لزيادة القدرة الإنتاجية من المنتجات المكررة في أراضيها, وأن عددا من تلك الدول أبدى اهتماما بالاستثمار في مجال التكرير في أمريكا سواء عبر مصاف جديدة أو توسعة مصاف موجودة.
وقال إن هناك مناقشات تدور بين الشركات الوطنية في الدول المنتجة وبعض المسؤولين الحكوميين في أمريكا أو بعض الشركات الخاصة للاستثمار في مجال المصافي في أمريكا.
وكشف أودمان أنه ناقش مع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي رفع الطاقة الإنتاجية للمصافي التي تدخل السعودية في ملكيتها في أمريكا, موضحا أن الطريقة الوحيدة لتعزيز مرونة استقطاب أمريكا للاستثمار في قطاع الطاقة هي تعزيز مركزية اتخاذ القرار في مجال الترخيص وإزالة الحواجز الحالية بين المستويين الاتحادي وعلى مستوى الولايات في أمريكا. وأشار أن عددا من الحكومات والشركات النفطية أبدت رغبتها في تعزيز استثماراتها في مجال المصافي في أمريكا عبر فرص استثمارية جاذبة في السوق الأمريكية وأن هذا موضوع للنقاش بعد إعادة النظر في البيئة القانونية الخاصة بالاستثمار في مجال الطاقة وانتقد أودمان السياسات الضريبية المطبقة في بلاده قائلا إنها أثرت سلبا في مستوى الاستثمار في أمريكا.
وحول رؤيته لمستوى الأسعار الحالي قال أودمان: إن العديد من الناس يرون أن السعر في وسط الخمسينيات لبرميل النفط الخام يعد مستوى جيدا, ولكنه رفض أن يعتبر ذلك سعرا عادلا قال "نحن نريد أسعارا مناسبة لجميع الأطراف وهم المنتجون والمستهلكون والشركات". وقال إن العديد قلقون من ارتفاع الأسعار وأنا أهتم بأن أرى الأسعار مستقرة فالتذبذب يجعل الأمر صعبا على الدول والشركات لوضع خططها.
وفي إجابة لسؤال عن مدى استعداد السوق الأمريكية لحلول موسم الشتاء وما يحمله من ارتفاع في حجم الطلب على وقود التدفئة قال أودمان: إن هناك مخاوف من أن المستوى الحالي لتكلفة استهلاك وقود التدفئة سيرتفع بحوالي 50 في المائة للشتاء الحالي مقارنة بالعام الماضي, وأن ذلك يعد فرقا كبيرا وهذا يخلق مخاوف كبيرة, ولكنه قال إنه لدينا بداية بطيئة ودافئة للشتاء.
وقال إن أمريكا ستعمل على زيادة مخزوناتها من الغاز الطبيعي, وأيضا توفير احتياطي من الغاز الطبيعي, مشيرا إلى أن مستوى مخزونات الغاز الطبيعي المتوافرة مقاربة لمستويات المخزون من الغاز الطبيعي على مدى السنوات الخمس الماضي. ولكنه أشار إلى أن أمريكا لديها حوالي 4.4 مليار قدم مكعب كطاقة إنتاجية متوقفة في منطقة خليج المكسيك, وهذا يعني ما بين 6-7 في المائة من إنتاج أمريكا متوقف وأنه لنا كامل القدرة الإنتاجية للعمل حتى منتصف الشتاء, وأن هذا يرجح وجود أسعار مرتفعة للغاز الطبيعي في أمريكا خصوصا أن أمريكا لا تستورد الغاز المطلوب من الخارج.