مركز دبي المالي: دول الخليج تحتاج لصوت أكبر في الاقتصاد العالمي
قال ناصر السعيدي كبير الاقتصاديين في مركز دبي المالي العالمي إن دول الخليج العربية يمكنها القيام بدور رئيس في الأزمة المالية العالمية لكن يجب أن يكون لها صوت أكبر في المالية العالمية مع تزايد أهمية الأسواق الناشئة.
وأبلغ السعيدي "رويترز" في مؤتمرها عن الاستثمار في الشرق الأوسط أمس أن الأزمة المالية العالمية أعطت أهمية أكبر للوحدة النقدية المعتزمة بين دول الخليج أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم التي قد تصدر عملة موحدة تتحول إلى عملة عالمية.
وقال السعيدي "إذا أردتم حل الاختلالات العالمية فإنكم تحتاجون إلى إحضار دول مجلس التعاون الخليجي إلى المائدة".
وأضاف "هذا لا يعني مطالبتها بمساهمات أكبر في صندوق النقد الدولي, بل يعني إعطاءها صوتا أكبر. ليس من المنطقي على الإطلاق الاعتقاد بأنه يمكن الإبقاء على مؤسسات بريتون وودز, كما ظهرت إلى الوجود بعد الحرب العالمية الثانية.. العالم تغير".
وكانت الدول الغربية الصناعية قد توصلت في بريتون وودز إلى قواعد تحكم النظام المالي العالمي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية ما مهد الطريق أمام تأسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التسويات الدولية.
وفي مواجهة أسوأ أزمة مالية منذ 80 عاما، زار مسؤولون من بريطانيا الولايات المتحدة والخليج في الأسابيع القليلة الماضية مطالبين الدول المصدرة للنفط بضخ أموال في المؤسسات الغربية المضطربة وفي صندوق النقد الدولي ذاته الذي كان قبل بضعة أسابيع فقط مشغولا بوضع قواعد للشفافية على تعاملات صناديق الاستثمار السيادية.
وأثارت الطلبات دهشة المستثمرين في دول الخليج العربية الذين كانت جهودهم لشراء حصص في شركات غربية قبل عامين فقط تقابل بمخاوف لاعتبارات أمنية ومطالبات بشفافية أكبر في تعاملات الصناديق السيادية.
وقال السعيدي كبير الاقتصاديين في مركز دبي المالي العالمي ـ منطقة مالية حرة في دبي المركز التجاري والسياحي في الخليج ـ "بقية العالم عليه الآن أن يقول إننا بحاجة إلى دول مثل الصين ودول مجلس التعاون الخليجي داخل هيكل النظام المالي العالمي".
وأضاف "في دول مجلس التعاون الخليجي يتعين علينا التحرك من موقع تلقي القرارات إلى موقع صنع القرارات. نحتاج إلى أن يكون لنا صوت أكبر ولذلك فإن وجود عملة موحدة وبنك مركزي موحد ليس مهما فقط لدول مجلس التعاون الخليجي بل للعالم".
وتحاول دول الخليج العربي إعطاء دفعة لمشروع الوحدة النقدية بعد أن تعطل بقرار عمان الانسحاب منه عام 2006 وتحرك الكويت بشكل منفرد في عام 2007 لفك ربط عملتها بالدولار.
وتصيغ دول الخليج العربية حاليا التفاصيل المتعلقة بشكل البنك المركزي المشترك استعدادا للعملة الموحدة التي تأمل طرحها في موعد نهائي يبدو غير مرجح الآن في 2010.
وقال السعيدي "إذا أقمنا الوحدة النقدية ليس لدي شك في أنها ستصبح عملة عالمية". وأضاف "ستصبح أداة طبيعية للتحوط من تقلبات أسعار النفط ومخاطر التضخم. وإذا طرحت على المائدة يمكن حل الاختلالات العالمية".
وقال السعيدي وهو وزير تجارة واقتصاد لبناني سابق إن الاضطرابات في الأسواق المالية قد يكون لها تأثير مباشر أقل على الاقتصاد الحقيقي والنمو في الخليج وأسواق ناشئة أخرى منه على النظم الغربية الأكثر تعقيدا.
وأضاف أن النمو في الخليج قد يتباطأ نتيجة للاضطرابات في أسواق المال لكن لن يكون هناك كساد في المنطقة, إذ إن أسواق الرهن العقاري أقل تطورا والشركات أغلبها مملوكة لأسر وأقل اعتمادا على التمويل المصرفي منها في الغرب. وقال "الجغرافيا الاقتصادية للعالم مالت شرقا, فالصين والهند وبدرجة
متزايدة دول مجلس التعاون الخليجي في الوسط أصبحت تمثل الجزء الأكبر من تجارة العالم".