الأسهم الخليجية تدخل "فترة خمول" مع تراجع السيولة وعزوف المحافظ
دخلت أسواق الأسهم الخليجية "مرحلة ركود" يتوقع محللون استمرارها لفترة طويلة نسبيا بعد موجة الهبوط الحادة التي شهدتها على مدار ثلاثة شهور بضغط من تداعيات الأزمة المالية، وشهدت جميع الأسواق التي سجلت هبوطا جماعيا في تعاملات الأمس بعد يوم واحد من الصعود الجماعي تراجعا كبيرا في أحجام وقيم تداولاتها خصوصا أسواق الإمارات التي بلغت تعاملاتها بالكاد نصف مليار درهم.
وأعادت إدارة سوق دبي التداول على سهم "شعاع كابيتال" بعد يوم واحد من التوقف أعلنت بعده الشركة عن توصلها إلى اتفاق مع مجموعة دبي المصرفية التابعة لـ "دبي القابضة" لتمديد فترة السندات القابلة للتحول إلى أسهم التي كانت تستحق بنهاية الشهر الماضي إلى عام آخر يمكن تمديدها عاما ثالثا بعدما سجل سهم "شعاع" خسائر حادة إلى ما دون الثلاثة دراهم في حين اشترته "دبي المصرفية" بستة دراهم ضمن صفقة بلغت قيمتها 1.5 مليار درهم.
وفشلت الأسواق الخليجية الحفاظ على صعودها الذي بدأته مطلع الأسبوع بعدما تعرضت لعمليات جني أرباح مع إحجام كبار المتعاملين والمحافظ المحلية والأجنبية عن الدخول من جديد وهو ما انعكس على حالة التداولات الضعيفة وسط مخاوف من استمرار هذا الضعف خلال الفترة المقبلة.
ومنيت سوق الكويت بأكبر الخسائر بنسبة 1.8 في المائة، وفشلت تصريحات سالم الصباح محافظ المركزي الكويتي بنفي تكبد شركات الاستثمار خسائر بقيمة خمسة مليارات دينار في وقف الهبوط الذي قادته أسهم البنوك والاستثمار، كما فشلت سوق دبي أيضا في الحفاظ على مستويات خسارة مقبولة بتراجع مؤشرها العام بنسبة 1.6 في المائة، وتراجعت سوق البحرين 1 في المائة وسوق الدوحة 0.95 في المائة وسوق مسقط 0.74 في المائة وسوق أبو ظبي 0.55 في المائة.
وعانت سوق دبي طيلة الجلسة ضعف التداولات التي لم تصل إلى 400 مليون درهم وهي أدنى حجم تعاملات للسوق منذ مطلع الصيف، واقترب المؤشر من نقطة دعم جديدة عند 2.900 نقطة، وقاد سهما "إعمار" والإمارات دبي الوطني" حركة الهبوط التي طالت 22 شركة مقابل ارتفاع خمس شركات فقط حيث انخفض الأول 1.1 في المائة إلى 5.22 درهم والثاني 4.7 في المائة إلى 6.05 درهم، كما هبط سهم "شعاع كابيتال" بعد إعادته للتداول بنسبة 2.2 في المائة إلى 2.64 درهم، و"أملاك" 1.5 في المائة إلى 1.92 درهم ودو 1.2 في المائة إلى 4.12 درهم و"دبي الإسلامي" 1.2 في المائة إلى 4.05 درهم.
وأكد وسطاء أن السوق بدأت تعاني شح السيولة بالفعل، حيث يحجم مديرو المحافظ وصناديق الاستثمار عن التدخل سواء بالشراء أو البيع سواء بالنسبة للمحافظ المحلية أو حتى الأجنبية التي قلصت الكثير من وجودها في السوق بعد عمليات التسييل واسعة النطاق على مدار ثلاثة أشهر.
وجاءت التداولات ضعيفة للغاية في سوق أبو ظبي بلغت 157 مليون درهم فقط مع تراجع قادته أسهم العقارات والخدمات والطاقة في الوقت الذي بقيت أسهم البنوك على ارتفاع مقللة من نسب هبوط المؤشر.
وسجل سهم "الدار" الأنشط انخفاضا بنسبة 2.5 في المائة إلى 5.32 درهم و"دانة غاز" 1.8 في المائة إلى 1.05 درهم في حين سجل سهم بنك أبو ظبي الوطني ثاني أكبر ارتفاع بنسبة 6.5 في المائة إلى 13.10 درهم، كما ارتفع سهم الاتحاد للتأمين بالحد الأعلى 10 في المائة إلى 4.15 درهم
وتعرضت أسهم شركات الاستثمار والبنوك في سوق الكويت لعمليات بيع مكثفة على الرغم من نفي سالم الصباح محافظ المصرف المركزي ما نشر حول تكبد شركات الاستثمار خسائر تتجاوز خمسة مليارات دينار، وضغطت الأسهم القيادية على المؤشر نحو التراجع وسط تداولات بقيمة 107 ملايين دينار من تداول 398.4 مليون سهم.
وهبطت جميع أسهم البنوك بقيادة سهم "بيت التمويل الكويتي" الذي تراجع بنسبة 4.3 في المائة إلى 1.760 دينار والكويت الوطني 1.3 في المائة إلى 1.500 دينار كما تراجع سهم "زين" بنسبة 6.7 في المائة إلى 1.0100 دينار، وأعلن بنك الكويت الدولي عن بيع حصته في شركة وربة للتأمين والبالغة 5.5 في المائة على أساس سعر 365 فلسا للسهم ضمن مزايدة في بورصة الكويت.
ولم تسجل سوق البحرين أية ارتفاعات بعدما عم الهبوط جميع الأسهم المتداولة بضغط من أسهم البنوك والاستثمار بعد استقرار بقية القطاعات، وبقيت التداولات على ضعفها بأقل من مليون دينار من تداول 1.2 مليون سهم.
وقاد سهم "بيت التمويل الخليجي" حركة الهبوط الجماعية منخفضا 9 في المائة إلى 1.820 دولار وبنك البحرين و"الكويت" 6.2 في المائة إلى 0.600 دينار والاستيراد 2.8 في المائة إلى 0.515 دينار والخليجي 2 في المائة إلى 0.245 دينار واستقر سهم "بتلكو" عند 0.600 دينار مع تراجع التداول عليها إلى 646.4 ألف سهم مقارنة مع أكثر من 32 مليون سهم أول أمس.
وقلل إعلان مصرف عمان المركزي عن إمداد البنوك بحاجتها من الإقراض بالدولار من تراجعات سوق مسقط بعدما ارتفعت أسهم المصارف في الوقت الذي سجلت أسهم الخدمات والصناعة تراجعات قوية، وبقيت التداولات على معدلاتها المتوسطة بقيمة 6.1 مليون ريال من تداول 12 مليون سهم منها مليوني ريال من تداول 2.7 مليونا لسهم "جلفار" الذي انخفض سعره بنسبة 4.5 في المائة إلى 0.735 ريال.
في حين ارتفعت غالبية أسهم البنوك في مقدمتها سهم بنك مسقط بنسبة 1.7 في المائة إلى 0.980 ريال وبنك عمان الدولي 2.6 في المائة إلى 0.267 ريال في حين انخفض بنك صحار 3.4 في المائة إلى 0.168 ريال والبنك الوطني 2.3 في المائة إلى 0.411 ريال.
كما هبط سهم "عمانتل" 2.1 في المائة إلى 1.713 ريال رغم إعلان الشركة عن ارتفاع أرباح الأشهر التسعة 29.6 في المائة إلى 106.9 مليون ريال وإن كانت أرباح الربع الثالث تراجعت 5 في المائة.
وتباين أداء الأسهم الثقيلة والقيادية في سوق الدوحة التي تراجعت بأقل من 1 في المائة وأن أرجع محللون السبب إلى نشاط عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات القوية التي سجلتها السوق طيلة الجلسات الماضية.
وسجل سهم "صناعات قطر" الأثقل في المؤشر انخفاضا بنسبة 0.88 في المائة إلى 113.60 ريال، كما انخفضت غالبية أسهم البنوك بقيادة مصرف الريان الأنشط بتداول 12.1 مليون سهم من إجمالي 19.8 مليونا للسوق ككل وانخفض بنسبة 4.8 في المائة إلى 11.70 ريال كما انخفض سهم البنك الدولي 3.4 في المائة إلى 64.50 ريال والمصرف الإسلامي 3.3 في المائة إلى 93.70 ريال في حين ارتفع سهم البنك التجاري 2.1 في المائة إلى 74.50 ريال و"كيوتل" 2.6 في المائة إلى 150.70 ريال.