صعود وسقوط فنانة

صعود وسقوط فنانة

قضية مقتل الفنانة سوزان تميم وما يصاحبها من جدل وما تحتله من مساحات في الوسائط الإعلامية ينبغي ألا يحرفنا عن الدروس والعبر ودلالات هذا المشهد المأساوي. فربما ينشغل البعض بتلك القضايا من زاوية الإثارة، فالقضية وملابساتها أبت أن تفارق الإثارة والحبكات الدرامية متشحة برداء الوسط الفني ،قد تسرقنا الإثارة وتحرفنا عن إبصار ما يجب إبصاره. إن تلك القضية وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة, تقرع أجراس الخطر وتطرق أبوابنا بعنف محاولة تنبيهنا لذلك الخطر الدائم الذي يتهددنا في جوهر هويتنا. قد يرى البعض في هذا جنوحاً للمبالغة والتهويل لكن الأمر ليس كذلك عندما يصل التفسخ الأخلاقي إلى هذا الحد وعندما تتهاوى قيمنا لهذا الدرك السحيق ونصبح نسخة شائهة من مجتمعات يحاول البعض أن يحاكيها ويحذو حذوها حذو الحافر بالحافر. والأنكى أن تلك الجرائم تنبعث من وسط صار شخوصه يتصدرون المشهد في عالمنا العربي والإسلامي ويتخذهم الشباب قدوة ونبراسا. نحن لا نلوم شخصاً بعينه ولا نعرض بأحد ذاته, فالقضية أكبر وأبعد من هذا, إنها قضية مجتمع يُسرق من هويته وينسلخ من جلده ويرى بأم عينيه تبدل أعراف وتحور أعراف وقبل ذلك وبعده ذبول قيمه ومحاولة دهسها والازدراء بها، فهل الأمر على هذه الصورة لا يسترعي منا سوى الإغراق مع مواكب المتفرجين والمتمعتين بالتسلية والإثارة أم يتطلب وقفة متأنية نستكشف فيها ذواتنا ومحيطنا ونفكر في حاضرنا ومستقبلنا؟

الأكثر قراءة