فتوى أزهرية تدعم تحركات نسائية لمقاومة التحرش والمعاكسات في الشارع المصري

دعمت فتوى أزهرية لرئيس لجنة الفتوى في الأزهر الشيخ عبد الحميد الأطرش توجهات حركات نسائية في شوارع مصر حاليا تناهض التحرش بالنساء في العمل والمواصلات والمدارس والجامعات بشعار "احترم نفسك". وتقول الفتوى الأزهرية إن التحرش جريمة يجب التصدي لها وإن مرتكب هذا الفعل يدخل ضمن قائمة المفسدين الذين ذكرهم القرآن ".. ويسعون في الأرض فسادا.." والواجب عقابهم شرعا بعقاب مرتكب جريمة الحرابة ، وإن حد الحرابة تراوح عقوبته على قَدر الجريمة، فإن كان قتلا مع أخذ مال فالعقوبة قتل وصلب وإن كان قتلا دون أخذ مال فالعقوبة القتل فقط، وإن كان أخذ مال دون قتل فالعقوبة تقطيع الأيدي والأرجُل، وإذا كان إرهابا دون قتل ولا أخذ مال فالعقوبة النَّفي، والعقوبة مُخيرة وللقاضي أن يحكم بما يشاء فيها.
 وطالبت الفتوى كل فئات المجتمع ـ ومن باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ـ بعدم التستر على من يفعل ذلك بفتاة أو امرأة من حقها أن تسير آمنة في الشارع، لأنه من باب الظلم المنهي عنه التستر عليه، وطالبت في الوقت ذاته النساء بالاحتشام وارتداء الحجاب وعدم الميوعة والإثارة في العمل والشارع وأماكن الدراسة حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض. وأكدت دراسة للمركز المصري لحقوق الإنسان أن النساء المحجبات ـ وهن الغالبية في مصر ـ يتعرضن للتحرش أيضا من قبل شباب فقد قيم الشهامة والرجولة.
جاءت الفتوى الأزهرية بعد حكم مفاجئ ومن أول جلسة لدعوى قضائية مرفوعة أمام المحاكم المصرية حيث قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد شوقي الشلقاني بالحبس ثلاث سنوات وغرامة مالية 5001 جنيه كتعويض مؤقت بحق المواطن شريف رجب جبريل الذي يعمل سائق شاحنة، وأدانته المحكمة بالتحرش بمخرجة الأفلام الوثائقية نهى رشدي صالح التي قالت لهيئة المحكمة إن المدان كان يقود الشاحنة وكانت وقتها تسير في الشارع فمد يده من السيارة وأمسك صدري». فصرخت وتجمع المارة ثم اقتادوه لقسم الشرطة لتحرير محضر ضده, كما أبلغت منظمات عاملة في مجال حماية المرأة من العنف بقضيتها فيما طعن دفاع الرجل المتحرش في الحكم، وقال للمحكمة إن الشريعة الإسلامية تقبل بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين لكن المحكمة اعتمدت على تقرير تحريات كتبه ضابط شرطة تضمن شهادة أصحاب متاجر في الشارع، وإن موكله لم يكن يقصد التحرش بل حاول دفع المرأة بعيدا عن سيارته خوفا من تعرضها لأذى لكنها صرخت واستنجدت بالمارة الذين أمسكوا بموكله وسلموه إلى نقطة شرطة قريبة.