كيف يمكننا تقديم الدعم التأميني للرياضيين؟

كيف يمكننا تقديم الدعم التأميني للرياضيين؟

تمثل الرياضة أحد عناصر تقدم الدول، بل أصبح الرياضيون يمثلون جزءا كبيرا من رأس المال القومي، أي أنهم أصبحوا شيئا غالي الثمن ومرتفع القيمة، ولا يقارنون إلا بالذهب والألماس وغيرهما من الأحجار الكريمة والنفائس الغالية، خاصة في بعض أنواع الرياضة، ونسمع الآن كثيرا عن بيع اللاعبين بملايين الدولارات، وتزخر صفحات الصحف الرياضية وحتى الصحف الاقتصادية بالعديد من مثل هذه الأخبار، وأصبحت الرياضة كما هو معروف بالنسبة للعديد من الدول مصدرا رئيسياً من مصادر الدخل القومي، وأصبحت تنظر للرياضيين كرأسمال بشري، كما أن ميزانية الأندية والفرق الرياضية أصبحت بالحجم الذي يجعلها تنافس ميزانية العديد من الدول الفقيرة أو النامية، كذلك مدخول بعض الدول من الرياضة وحدها يفوق الدخل القومي لبعض الدول النامية.
وإذا أخذنا مثلا بريطانيا فإن مساهمة الرياضة وحدها في الدخل القومي البريطاني تعادل في بعض الأحيان في تفوق مجمل الدخل القومي لعدد من الدول الكبيرة في المنطقة العربية ودول العالم الثالث، لذلك أصبح الاهتمام بالرياضيين في كافة الأنشطة كبير جداً، ولكننا نتساءل مع الكثيرين إلى أي مدى تهتم دولنا بالرياضيين لديها؟ وهل هناك اهتمام بقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية؟ وهل تحرص الدول العربية على بناء قطاع رياضي يمكن له أن يساهم في دفع عجلة اقتصادهم؟
يجب علينا العمل على خلق جيل رياضي كما يجب العمل على رعاية هذا الجيل، ومن رأينا أن التأمين يمثل جزءا كبيراً ومؤثراً من الدعم الذي يمكن أن يقدم للرياضي، فإلى أي مدى يتم الاهتمام بالرياضيين تأمينياً؟
ومن رأينا أن الاهتمام بتوفير التغطية التأمينية في المجال الرياضي وبصفة خاصة على الرياضيين في الدول العربية يكاد يكون منعدما وقلما تجد رياضيا يحمل وثيقة تأمين، إلا أن هناك بعض الوثائق التي يمكن أن تكون ذات علاقة بالتأمين على الرياضيين باعتبار أن الرياضي احتياجاته التأمينية في مجاله تتعلق بالجسد والإضرار الجسدية، لكن للأسف معظم الوثائق المتعلقة بالإضرار الجسدية والحوادث الشخصية تستثني الإصابات الرياضية، وإذا استعرضنا الوثائق التأمينية التي يمكن أن تدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في حياة الرياضيين نجد ما يلي:
استثناء الإصابات الناتجة عن الرياضة في الوثائق التي تتصل بتغطية الأجساد: التأمين الطبي: جميع الوثائق الخاصة بالتأمين الطبي تستثني أي أعراض أو جروح ناجمة عن الألعاب الرياضية ، وبالتالي فإن على الأندية الرياضية أو الرياضيين أنفسهم تكبد جميع الأموال الخاصة بالعلاج في جميع الإصابات أو الخسائر الناتجة عن الرياضة.
الحوادث الشخصية: كما هو معروف أن وثائق تأمين الحوادث الشخصية تغطي: الوفاة، العجز الكلي الدائم والعجز الجزئي المؤقت والدائم، وهذه الوثائق تغطي جميع الحوادث التي يتعرض لها الإنسان على مدى 24 ساعة ، لكن بكل أسف فإن هذه الوثائق تستثني جميع الأضرار والإصابات الناجمة عن الألعاب الرياضية.
تأمين السفر: وهذه الوثائق تغطي الأضرار التي تحصل للمؤمن له نتيجة السفر، إضافة إلى الخسارة التي يتعرض لها في أمتعته الشخصية، كذلك تشمل الخسائر الناجمة عن التأخير. وكما هو معروف فإن معظم الرياضيين دائمي السفر للمشاركة ولحضور المنافسات والدورات الرياضية، إلا أنه بكل أسف أيضا تستثني وثائق تأمين السفر الأضرار التي تحدق بالرياضي في هذه الحالة.
تأمين السيارات: معروف كذلك أن رياضة السيارات تعتبر من الرياضات السائدة هذه الأيام وهي تدر دخلاً كبيرا جداً على من يمارسونها إلا أنه يتم استثناء الإصابات والحوادث الناجمة عن الألعاب الرياضية في رياضة السيارات. وعليه ما الذي يمكن أن تقدمه شركات التأمين في سبيل دعم الرياضة والرياضيين؟ ويمكنني هنا تقديم المقترحات التالي:
التأمين الشامل للرياضيين (رؤية تأمينية): وهذه الوثيقة يمكن الاتفاق عليها مع خبراء اكتواريين وتأمين، ويمكن أن تغطي الأخطار التالية:
- التأمين الطبي للرياضيين وعائلاتهم.
- تأمين الحوادث الشخصية.
- تأمين السيارات.
- تامين المعدات الخاصة بالرياضيين.
- تأمين حوادث سفر الفرق والبعثات الرياضية.
- تأمين الشيخوخة والتقاعد المبكر.
وعند النظر إلى هذه التغطيات نرى أنها تشكل غطاء شاملاً للإصابات الجسدية والممتلكات الخاصة بالرياضي، وهذه يمكن أن تعطي دعما كبيرا جداً للرياضة والرياضيين بالتالي دعم هذه المواهب وحمايتها وتقديم الحماية المهنية للرياضي، والرياضة كما أشرنا تشكل واحدا من كبار مصادر الدخل للدول، وهذه دعوة للتفكير بصوت عال.

مدير تطوير الأعمال في شركة التأمين العربية التعاونية
[email protected]

الأكثر قراءة