محللون : المحافظ المحلية تتوقف عن الشراء خوفا من إقدام الأجانب على التسييل مع ارتفاع الأسعار

محللون : المحافظ المحلية تتوقف عن الشراء خوفا من إقدام الأجانب على التسييل مع ارتفاع الأسعار

رجح محللون ماليون استمرار الأسهم الإماراتية في تحقيق مستويات سعرية جديدة بعد أن تمكنت الأسواق للأسبوع الثاني على التوالي وبعد ثلاثة أشهر من الهبوط المستمر من أن تنهى تعاملاتها الأسبوعية على ارتفاع في مؤشر على بداية التماسك ومحاولة فك ارتباطها بالأسواق العالمية.
وارتفع المؤشر العام لسوق الإمارات الأسبوع الماضي 3.2 في المائة، فكان ارتفاع سوق أبو ظبي بنسبة 4.62 في المائة وسوق دبي 1.65 في المائة مع انخفاض في قيمة التداولات الأسبوعية إلى 7.6 مليار درهم مقارنة بـ 11 مليار درهم، الأمر الذي يعني انخفاض متوسط قيمة التداول اليومية من 2.2 مليار درهم إلى 1.5 مليار درهم مع عودة صافي الاستثمار الأجنبي السالب إلى الارتفاع خلال الأسبوع ليصل إلى 629.8 مليون درهم مقارنة بـ 529 مليون درهم
وقال المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية الدكتور همّام الشمّاع إن محافظ الاستثمار المحلية قامت بعمليات شراء بدافع من حالة التفاؤل، في حين استغلت المحافظ الأجنبية ارتفاع الأسهم القيادية العقارية وقامت بعمليات تسيل كميات كبيرة نسبيا، فقد باع الأجانب 10.8 مليون سهم من سهم "الدار العقارية" وستة ملايين سهم من "إعمار"، إضافة إلى مبيعاتهم من أسهم "الخليج الأول" و"آبار" و"سوق دبي المالي" و"دبي الإسلامي"، ولذلك اضطرت المحافظ المحلية والمستثمرون إلى التوقف عن الشراء يوم الأربعاء مع توقعاتها بأن يقوم الأجانب بالتسييل بعد أن سجلت الأسواق الأمريكية تراجعا قويا.
وأوضح أن الأسواق ظلت تترقب بحذر سلوك المحافظ الأجنبية وتتابع من كثب تطورات الأسواق العالمية، معتقدة أن تراجع الأسواق العالمية يعني بالضرورة قيام الأجانب بالتسييل. ولهذا السبب تراجعت الأسواق المحلية في بداية تداولات يوم الخميس، ولكنها ارتدت في سوق دبي وقلصت خسائرها في سوق أبو ظبي بعد أن قلصت الأسواق الآسيوية، خصوصا السوق اليابانية خسائرها من 7 إلى 2 في المائة بعد أن أغلقت الأسواق الأوروبية على ارتفاع.
وأكد الشماع أن المحافظ الأجنبية تتبع استراتيجية خروج تتمثل في الشراء من الأسفل لكميات أقل مما تبيع من الأعلى، كما أنها تشتري عندما تهبط الأسواق العالمية، مستفيدة من التأثير النفسي السلبي على المتداولين المحليين، وتبيع عندما ترتفع الأسواق العالمية وأيضا مستفيدة من التأثير الإيجابي النفسي.
وأوضح أن الدخول إلى السوق في نظر المستثمرين أفرادا كانوا أم مؤسسات، أصبح محكوما برؤية قاع مبيعات الأجانب، التي قد تستمر حتى ظهور بوادر انتهاء الأزمة المالية العالمية يشكل كامل، مضيفا أن تراجع الأسواق العالمية يترك تأثيرا نفسيا في أسواقنا.
وتوقع الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات في شركة الفجر للأوراق المالية استمرارا للون الأخضر للأسبوع الثالث على التوالي في الأسواق الإماراتية، ما قد يؤكد اتجاه السوق للبحث عن قمة جديدة بدلا من البحث عن قاع جديد، خاصة مع بدء فك الارتباط النفسي بين السوق المحلية والأسواق العالمية، وربما بدء سهم "إعمار" رحلة العودة إلى مستوياته الطبيعية مع بدء الشركة إعادة شراء أسهمها.
ذكر التقرير الأسبوعي لشركة شعاع للأوراق المالية، أن القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة في السوق نهاية الأسبوع الماضي ارتفعت إلى 579.657.765.660 درهم، مع ارتفاع مؤشر الهيئة الأسبوعي لأسواق الإمارات بنسبة بلغت 3.3 + في المائة على الأسبوع الذي سبقه، لينخفض المؤشر منذ بداية العام بنسبة 32.5 - في المائة.
وذكر المحلل المالي محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية أن سوق الأسهم المحلية شهد أسبوعاً متقلبا بين بدايته ونهايته، إلا أن المؤشرات السعرية أنهت الأسبوع على ارتفاع 3.2 في المائة، ما يبشر بأنها قد تكون بداية لفترة إيجابية في أسواق الإمارات.
ومع بدء وصول السيولة الحكومية إلى البنوك المحلية التي ظهرت آثارها الإيجابية في الانخفاض التدريجي في نسب الفائدة على الودائع بنسب تراوح بين 5 و7 في المائة، ما يعطي إشارة إلى أن البنوك بدأت باستعادة التوازن اللازم ما بين نسبة القروض إلى الودائع.
وأضاف "من المهم جداً أن ينكسر الارتباط النفسي فيما بين أسواقنا الخليجية المحلية وأسواق المال العالمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة حتى يعود المستثمرون إلى قراراتهم الاستثمارية، بناء على أداء الشركات وأرباحها وليس على حركة مؤشرات الأسواق العالمية.
وكشفت البيانات المالية الكثيرة التي أظهرت النتائج للشركات المساهمة خلال الربع الثالث والأشهر التسعة الأولى خلال العام الحالي، على أن معظم الشركات، خاصة البنوك منها، استطاعت أن تظهر نسب نمو إيجابية تجاوزت التوقعات المتشائمة التي كانت تظهر في تقارير البنوك الأجنبية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ورغم أخذ كثير من إدارات الشركات مخصصات أعلى من المعدلات الطبيعية نتيجة للحيطة والحذر مما قد تفرزه الأزمة المالية العالمية مستقبلاً، إلا أنها استطاعت أن تحقق نمواً في أرباحها، وأكدت أن الاستثمار في تلك الشركات يمثل فرصة تأريخية قد يصعب تعويضها خاصة للاستثمار ذي المدى المتوسط إلى الطويل.
وأوضح ياسين أنه وردت أنباء عن بدء شركة إعمار في وضع أوامر شراء في السوق يوم الخميس الماضي لتأكيد نيتها الحقيقية في بدء تنفيذ قرار شراء الشركة أسهمها ليعطي في رأينا إشارة قوية لمساهمي الشركة والمستثمرين عامة في السوق، أن إدارة الشركة متأكدة من أن الاستثمار في سهمها حالياً سيمثل أفضل عائد استثماري لسيولة الشركة. ونأمل أن يشجع هذا الخبر الشركات المساهمة الأخرى لتتخذ الخطوة نفسها لكي ترفع مستويات الثقة لدى المستثمرين وتنعكس إيجاباً على نفسياتهم، ما سيساعد على استعادة الأسواق عافيتها تدريجياً لتكون أفضل ملاذ استثماري في المنطقة.

الأكثر قراءة