"إعمار" تتدخل لإنقاذ سهمها بالشراء بعد عامين من الهبوط.. وخسائر فادحة في الكويت والدوحة

"إعمار" تتدخل لإنقاذ سهمها بالشراء بعد عامين من الهبوط.. وخسائر فادحة في الكويت والدوحة

بعد عامين من حصولها على موافقة إعادة شراء أسهمها, وبعد طول ترقب وخسارة سهمها منذ مطلع العام بأكثر من 60 في المائة تدخلت شركة إعمار العقارية لإنقاذ سهمها الذي سجل انخفاضا في تعاملات سوق دبي أمس بأكثر من 7 في المائة إلى أدنى سعر (5.35 درهم) قبل أن تتدخل الشركة بالشراء لتحويل مسار السهم ومؤشر السوق ككل. وأنهى السهم جلسة دراماتيكية مرتفعا بنسبة 4.5 في المائة إلى ستة دراهم, وتحول مؤشر سوق دبي بدعم من تحركات سهم "إعمار" من الهبوط بأكثر من 3 في المائة إلى الارتفاع بنسبة 1.5 في المائة ولينهي الأسبوع الجاري على ارتفاع بنسبة 1.6 في المائة.
ووفقا لوسطاء فإن "إعمار" وضعت طلبات بأسعار متدرجة مع بداية الجلسة خصوصا عندما انحدر السهم إلى أدنى سعر (5.35 درهم) حيث بدأت تنفيذ الأوامر بدءا من سعر شراء 5.40 درهم, وانتشرت الأخبار في قاعة التداول وعبر الهواتف من أن "إعمار" بدأت بالفعل في تفعيل قرار شراء أسهمها هو ما دفع عدد من المستثمرين إلى الدخول مشترين, الأمر الذي دفع السهم إلى الارتداد متجاوزا حاجز الدراهم الستة. وقال لـ "الاقتصادية" المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال إن خطوة "إعمار" كانت ضرورية وجاءت بعد طول انتظار ليس فقط لدعم السهم الذي انخفض دون قيمته الدفترية التي تراوح بين 6 و6.5 درهم بل لدعم أسواق الإمارات ككل حيث يعد سهم "إعمار" الأكثر ثقلا والقيادي في السوق.
وأضاف أنه بمجرد دخول الشركة مشترية لم يتحرك سهم "إعمار" نحو الارتفاع وحده بل تحركت جميع الأسهم المتداولة التي تحولت من الهبوط إلى الارتفاع وهو ما دفع المؤشر لإنهاء الأسبوع على ارتفاع وهو ما كان مطلوبا.
وكانت سوق دبي هي الرابح الوحيد في تعاملات الأسواق الخليجية أمس التي واصلت موجة الهبوط الجماعية في بقية الأسواق. ومنيت سوق الدوحة بأكبر الخسائر بانخفاض نسبته 4.4 في المائة وعلى مدار الأسبوع 3 في المائة, كما تراجعت سوق مسقط بنسبة 2.4 في المائة وعلى مدار الأسبوع 2.1 في المائة وسوق أبوظبي 2 في المائة غير أنها أنهت الأسبوع بارتفاع 4.6 في المائة الرابح الأكبر كما انخفضت سوق البحرين 0.80 في المائة وعلى مدار الأسبوع 1.2 في المائة، ومن الواضح حسب تأكيدات المحللين أن الأسواق الخليجية التي بدأت أسبوعها بارتفاعات استمرت ثلاث جلسات متتالية بدعم من ارتفاع أرباح شركاتها للربع الثالث لا تزال تراقب حركة الأسواق الدولية التي جرتها معها إلى الهبوط الذي تسجله منذ يومين.
وبدأت سوق دبي جلستها بسيناريو الهبوط نفسه الذي بدأته أول أمس, واستمر الضغط على المؤشر من الأسهم القيادية خصوصا سهم "إعمار" الذي واصل هبوطه في الوقت الذي كانت أنظار المستثمرين تتطلع لتدخل شركة إعمار بالشراء بعدما حددت الشركة اليوم الثالث (الخميس) بعد صدور نتائجها الفصلية كموعد للشراء, وجاءت أرباح الشركة للربع الثالث رغم تراجعها بنسبة 3.8 في المائة ضمن توقعات المحللين حيث قلصت خسائر وحدتها التابعة في الولايات المتحدة والبالغة 750 مليون درهم من أرباح الشركة.
في نصف الساعة الأخيرة من الجلسة رفعت "إعمار" من حجم مشترياتها من أسهمها التي ستفصح عنها خلال الأيام المقبلة حسبما يقضى قانون هيئة الأوراق المالية, وهو ما دفع السهم إلى الارتفاع إلى 6.01 درهم أعلى سعر ويغلق عند ستة دراهم من تداول 61.8 مليون سهم بقيمة 348.5 مليون درهم تشكل 45 في المائة من إجمالي تعاملات السوق البالغة 763.1 مليون درهم. وحولت غالبية الأسهم المتداولة مسارها من الهبوط إلى الارتفاع بدعم من تحول سهم "إعمار" حيث قلب سهم "أرابتك" هبوطه إلى ارتفاع بنسبة 5 في المائة إلى 7.35 درهم و"أملاك" 0.92 في المائة إلى 2.19 درهم و"العربية للطيران" 1.5 في المائة إلى 1.31 درهم و"دبي المالي" 1.5 في المائة إلى 2.64 درهم في حين استمر سهم "دبي الإسلامي" في تراجعه بنسبة 0.60 في المائة إلى 4.96 درهم و"دبي للاستثمار" بنسبة 0.45 في المائة إلى 2.19 درهم.
وقال ياسين إنه كان من المهم أن تغلق سوق دبي على ارتفاع وأن تتدخل "إعمار" لإعادة جزء من الثقة المفقودة لدى المستثمرين الذين سيدركون مع دخول "إعمار" أن السهم بالفعل يستحق التمسك به طالما أن الشركة تدخلت بشرائه مضيفا أن هذه الخطوة ستشجع شركات أخرى على التدخل بإعادة شراء أسهمها الأمر الذي سيمكن الأسواق من التماسك.
وأكد أنه بصرف النظر على حركة السهم بعد ذلك صعودا أو هبوطا فإن "إعمار" أرسلت رسالة إلى الأسواق مفادها أن الشركات بمقدورها التدخل دفاعا عن أسهمها عندما تنحدر الأسهم إلى نقاط ترى الشركة أن التدخل عندها بالشراء مهم خصوصا أن الأسهم بمستويات الأسعار الحالية توفر فرصا استثمارية وتدر عائدا جيدا.
وبقيت سوق أبوظبي على هبوطها بضغط من أسهم العقارات والطاقة وأنهت السوق أسبوعها كأكبر الرابحين , وقاد سهما "الدار" و"صروح" أكثر الأسهم نشاطا حركة الهبوط وانخفض الأول بنسبة 5.7 في المائة إلى 5.65 درهم والثاني 6.4 في المائة إلى 4.76 درهم على الرغم من إعلان الشركة عن نمو أرباحها للأشهر التسعة بنحو 125 في المائة.
كما انخفض سهم بنك الاتحاد الوطني بنسبة 7.3 في المائة إلى 5.64 درهم في حين واصل سهم "الخليج الأول" مدعوما بأرباحه القوية بنسبة 68 في المائة للأشهر التسعة ارتفاعه بنسبة 1.3 في المائة إلى 15 درهم. وفي الكويت خرج العشرات من المستثمرين في تظاهرة خارج قاعات التداول مطالبين الحكومة بالتدخل لإنقاذ السوق من الهبوط المتواصل الذي تجاوز الألف نقطة على مدار الأسبوع لتكون السوق الكويتية أكبر الخاسرين بأكثر من 9 في المائة. وكان أمير الكويت قد طالب حكومته قبل أيام بسرعة وضع حلول لوقف التراجع القوي الذي تشهده السوق التي كانت حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري أفضل أسواق المنطقة أداءً حيث ارتفعت بنحو 30 في المائة تحولت مع بداية أشهر الصيف ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية العالمية إلى الهبوط بحدة حيث تبلغ نسبة تراجعها منذ بداية العام 16.5 في المائة.
واستمرت كافة القطاعات في الضغط على مؤشر السوق الذي كسر حاجزي دعم عند 11.000 نقطة و10.500 نقطة, وسجلت جميع الأسهم القيادية نسب هبوط قوية, كما استمرت أحجام وقيم التداولات في التراجع دون الـ 100 مليون دينار. وانخفض سهم "زين" بنسبة 6.5 في المائة إلى 1.140 دينار وبيت التمويل الكويتي 2.8 في المائة إلى 2.040 دينار ومشاريع الكويت 3.4 في المائة إلى 0.850 دينار.
وواصل مؤشر الدوحة تراجعه دون مستوى الـ 8.000 نقطة بضغط من تراجع شبه جماعي لكل الأسهم المتداولة 39 شركة، ونجا سهمان فقط من الهبوط هما "وقود" بارتفاع 6.3 في المائة إلى 155 ريالا بدعم من إعلان الشركة عن نمو أرباح الأشهر التسعة بنسبة 67 في المائة إلى 698.4 مليون ريال كما ارتفع سهم "الإسلامية" المالية 1 في المائة إلى 67.60 ريال.
وقاد سهم "صناعات قطر" الأثقل في المؤشر حركة الهبوط بانخفاض 7.3 في المائة إلى 118 ريالاً, وهبط سهما "زاد القابضة" و"العامة للتأمين" بالحد الأقصى 10 في المائة كما هبطت جميع أسهم البنوك بما في ذلك سهم "المصرف الإسلامي" الذي ارتفعت أرباحه للأشهر التسعة بنسبة 45.7 في المائة إلى 1.2 مليار ريال وانخفض سعره 3.3 في المائة إلى 104 ريالات. وعلى غرار الدوحة جاءت تعاملات سوق مسقط التي شهدت أيضا هبوطا شبه جماعي لنحو 34 شركة ماعدا سهمي "عمان للكيماويات" بارتفاع 1.1 في المائة و"عمان كلورين" بنسبة 0.23 في المائة, واستمرت التداولات على ضعفها بقيمة خمسة ملايين ريال من تداول 10.5 مليون سهم وسجلت الأسهم القيادية كافة نسب هبوط قوية حيث انخفض سهم "بنك مسقط" بنسبة 9.7 في المائة إلى 0.977 ريال و"عمانتل" 1.5 في المائة إلى 1.864 ريال و"ريسوت للأسمنت" 6 في المائة إلى 1.458 ريال, وبنك ظفار 3.5 في المائة إلى 0.440 ريال وبنك عمان الدولي 1.7 في المائة إلى 0.290 ريال.
وواصل سهم "الاستيراد" لليوم الثاني على التوالي تراجعه بالحد الأقصى 10 في المائة, دافعا سوق البحرين لمزيد من الانخفاض حيث لا يزال السهم يتعرض لعمليات بيع قوية بعد إعلان الشركة عن تكبدها خسائر في الأشهر التسعة من جراء الأزمة المالية. ولم تفلح الأرباح التي أعلنتها شركة بتلكو في وقف هبوط السوق وإن تأثر السهم إيجابا مرتفعا بنسبة طفيفة 0.78 في المائة إلى 0.645 دينار, ونمت أرباح الشركة للأشهر التسعة 32 في المائة إلى 81.7 مليون دينار من 80 مليون دينار كما ارتفعت أرباح الربع الثالث إلى 28.6 مليون دينار من 26.2 مليون دينار.

الأكثر قراءة