جني الأرباح والمخاوف من الركود يعيدان موجة الهبوط الجماعية للأسهم الخليجية

جني الأرباح والمخاوف من الركود يعيدان موجة الهبوط الجماعية للأسهم الخليجية

بعد ثلاث جلسات من الصعود المستمر, عادت أسواق الأسهم الخليجية إلى الهبوط في تعاملات أمس بضغط من عمليات جني الأرباح المتوقعة للمكاسب التي تحققت الأيام الماضية، ومع عودة المخاوف من تأثر الاقتصادات الخليجية بتداعيات الكساد المتوقع في الأسواق الأمريكية والأوروبية الذي سيمتد إلى المنطقة.
وفشلت الأرباح القوية التي توالت الشركات الخليجية في الإعلان عنها للربع الثالث في دفع الأسواق إلى مواصلة صعودها بعدما تأثرت الأسهم القيادية بعمليات تسييل واسعة النطاق عمت جميع الأسواق دون استثناء، وعاد المستثمرون مجددا إلى مراقبة حركة الأسواق الدولية صعودا وهبوطا دون الاهتمام بالأداء القوي الذي أبدته غالبية الشركات في نتائجها الربعية التي كشفت عن عدم تأثرها على الأقل حتى الآن بأية تأثيرات سلبية للأزمة المالية العالمية.
وأقر مجلس إدارة مجموعة الصناعات الوطنية قرارا بإلغاء الاكتتاب في زيادة رأسمال الشركة بنسبة 25 في المائة بعدما هبط سعر السهم في سوق الكويت إلى دون سعر الاكتتاب المحدد بـ 0.900 دينار، وتراجع السهم أمس بنسبة 1.2 في المائة إلى 0.760 دينار.
ومنيت سوق دبي بأكبر الخسائر بنسبة 4.2 في المائة بضغط من تراجع سهم "إعمار" دون الدراهم الستة، وسط حالة ترقب لدخول الشركة مشترية لأسهمها اليوم الخميس كما يتردد بعدما أعلنت نتائج الربع الثالث.
وحلت سوق الدوحة ثانية من حيث الخسائر بانخفاض 3.2 في المائة بعدما تخلى مؤشرها من جديد عن مستوى الـ 8000 نقطة, وفشلت الأرباح القوية التي أعلنتها البنوك والشركات الظبيانية في دفع مؤشر سوق أبوظبي لمواصلة الصعود منخفضا بنسبة 1.5 في المائة وهى النسبة نفسها التي تراجع بها مؤشر سوق مسقط، كما لم تفلح سوق الكويت في مواصلة صعودها الذي لم يمتد سوى يوم واحد عادت بعده للانخفاض بنسبة 1.2 في المائة، وحافظ مؤشر سوق البحرين على التراجع بنسب طفيفة مقارنة ببقية الأسواق الخليجية بنصف في المائة.
ووفقا لمحللين فإن الارتفاعات التي امتدت على مدار الجلسات الثلاث الماضية جاءت بدعم من صعود الأسواق الدولية إضافة إلى المضاربات المحمومة التي قام بها مضاربون استغلوا أجواء التفاؤل التي خلقتها الإجراءات الحكومية لدعم القطاع المصرفي إضافة إلى النتائج القياسية للشركات للربع الثالث، وقاموا بعمليات شراء قوية رفعت من الأسعار إلى مستويات عليا قاموا عندها بالبيع وتحقيق مكاسب قوية ومن ثم الخروج من الأسواق.
وتعرضت سوق دبي لموجة من البيع المكثف طالت جميع الأسهم بما في ذلك أسهم الشركات التي أعلنت عن أداء جيداً للربع الثالث مثل شركة أرابتك التي ارتفعت أرباحها للأشهر التسعة بنسبة 122 في المائة إلى 760 مليون درهم وفاقت أرباح الربع الثالث توقعات المحللين إلى 256 مليون درهم بارتفاع 51 في المائة ومع ذلك انخفض السهم 6.7 في المائة إلى سبعة دراهم.
كما انخفض سهم دبي المالي 7.8 في المائة إلى 2.60 درهم رغم إعلان الشركة نمو أرباحها للأشهر التسعة بنسبة 97 في المائة إلى 781 مليون درهم، وتراجع سهم "إعمار" بنسبة 5.2 في المائة إلى 5.74 درهم بعدما تعرض لموجة بيع مكثفة أجبرته على التخلي عن مستوى ستة دراهم التي صعد فوقها على مدار اليومين الماضيين.
وتراجع سهم "بنك الإمارات" دبي الوطني الأثقل في المؤشر بنسبة 5 في المائة إلى 6.59 درهم وأعلن البنك عقب الجلسة ارتفاع أرباحه للأشهر التسعة بنسبة 33 في المائة إلى 3.6 مليار درهم وللربع الثالث 13 في المائة إلى مليار درهم.
وعلى الرغم من إعلان البنوك الظبيانية القيادية أرباح قوية للأشهر التسعة باستثناء "بنك أبو طبي التجاري" الذي تراجعت أرباحه للربع الثالث 26.2 في المائة بسبب مخصصات اتخذها البنك بقيمة 208 ملايين درهم لتغطية خسائر محفظته الاستثمارية التي تأثرت بالأزمة المالية إلا أن مؤشر سوق أبوظبي تعرض لعمليات بيع قوية على غرار سوق دبي قادتها أسهم العقارات والطاقة.
وتراجع سهم "بنك أبوظبي التجاري" بنسبة 7.2 في المائة إلى 3.10 درهم كما تراجع سهم "بنك أبوظبي الوطني" بنسبة 1.4 في المائة إلى 13 درهماً رغم إعلان البنك نمو أرباحه بنسبة 44 في المائة إلى 2.5 مليار درهم للأشهر التسعة في حين حافظ سهم "بنك الخليج الأول" على ارتفاعه القوي بنسبة 6.8 في المائة إلى 15.15 درهم مدعوما بالنتائج القوية التي أعلنها البنك بنسبة 68 في المائة إلى 2.3 مليار درهم للأشهر التسعة.
وعم هبوط جميع الأسهم المتداولة في سوق الدوحة باستثناء أربعة أسهم سجلت ارتفاعات مدعومة بنتائجها القوية ومن بينها سهم شركة الرعاية الذي ارتفع بنسبة 2.1 في المائة بعدما أعلنت الشركة عن تحويل خسارتها بقيمة 26.2 مليون ريال في الأشهر التسعة من العام الماضي إلى أرباح بقيمة 34.4 مليون ريال.
كما ارتفع سهم "المتحدة للتنمية" بنسبة 1.4 في المائة إلى 35 ريالاً مع إعلان الشركة عن نمو أرباحها بنسبة 65.7 في المائة إلى 358.2 مليون ريال، وعلى العكس هبط سهم "كيوتل" بنسبة طفيفة 0.67 في المائة إلى 130.50 ريال رغم إعلان الشركة عن نمو أرباحها بنسبة 38.4 في المائة إلى 1.8 مليار ريال من 1.3 مليار ريال.
وسجلت جميع الأسهم القيادية هبوطا خصوصا الأسهم الثقيلة مثل سهم "صناعات قطر" بنسبة 5.2 في المائة إلى 124.90 ريال و"مصرف قطر الإسلامي" 3.9 في المائة إلى 106.70 ريال و"قطر الوطني" 1.9 في المائة إلى 160 ريالاً.
وسجلت تداولات سوق مسقط انخفاضا بأكثر من 70 في المائة إلى أربعة ملايين ريال من تداول 7.1 مليون سهم، ومع ذلك اشتدت عروض البيع التي طالت 39 شركة باستثناء خمس شركات سجلت ارتفاعا من بينها سهم "البنك الوطني" بنسبة 0.22 في المائة إلى 0.452 ريال.
وسجلت جميع الأسهم القيادية تراجعات ما بين القوية والطفيفة كما في أسهم "بنك مسقط" بنسبة 0.90 في المائة إلى 0.994 ريال و"عمانتل" 1.8 في المائة إلى 1.894 ريال و"بنك ظفار" 6.9 في المائة إلى 0.456 ريال و"الأنوار" القابضة 0.37 في المائة رغم إعلان الشركة نمو أرباحها بنسبة 210 في المائة إلى أربعة ملايين ريال من 1.2 مليون ريال.
وفشلت سوق الكويت في مواصلة صعودها الذي بدأته أول أمس بعد ثماني جلسات متتالية من الهبوط الذي عادت إليه بضغط من تراجع جميع قطاعاتها، وسجلت أحجام وقيم التداولات انخفاضا حادا إلى 93.8 مليون ريال مقارنة بأكثر من 200 مليون ريال في الجلسات السابقة.
وأقر مجلس إدارة مجموعة الصناعات الوطنية توصية إلى الجمعية العمومية بعدم إلغاء قرار زيادة رأسمال الشركة بنسبة 25 في المائة ورد المبالغ التي جرى الاكتتاب بها بعدما شهد السهم تراجعا قويا في السوق دون سعر الاكتتاب المحدد بـ 0.900 دينار، وأغلق السهم في تعاملات أمس بانخفاض نسبته 1.2 في المائة إلى 0.760 دينار، كما سجلت جميع الأسهم القيادية هبوطا من بينها سهم "الكويت الوطني" بنسبة 3.5 في المائة و"بيت التمويل الكويتي" 2.7 في المائة و"زين" 4.7 في المائة.
وتمكنت سوق البحرين من الإغلاق على ارتفاع بنصف في المائة أقل الأسواق الخليجية خسارة، وضغطت أسهم الاستثمار والخدمات على السوق التي شهدت انخفاضا متواصلا في قيم وأحجام التداولات التي بلغت 425.6 ألف دينار من تداول 1.3 مليون سهم.
وسجل سهم "الاستيراد" أكبر انخفاض بنسبة 9.8 في المائة إلى 0.585 دينار بتأثير من إعلان الشركة تكبدها خسائر للأشهر التسعة بقيمة 1.6 مليون دينار من أرباح بقيمة 7.9 مليون دينار عن الفترة ذاتها من العام الماضي كما بلغت خسائر الربع الثالث 7.5 مليون دينار من أرباح بقيمة 1.6 مليون ريال، كما تراجع سهم "بيت التمويل الخليجي" بنسبة 3.7 في المائة و"البحرين الإسلامي" 2.3 في المائة.

الأكثر قراءة