الدور السياسي مهم في اتفاقية التبادل الحر بين أوروبا ومجلس التعاون

الدور السياسي مهم في اتفاقية التبادل الحر بين أوروبا ومجلس التعاون

تبدأ اليوم فعاليات المنتدى الخليجي - الأوروبي في نسختها الرابعة في مدينة فينيسيا الإيطالية، حيث كانت الانطلاقة الأولى مطلع عام 2004 في أبوظبي، وفي مدينة مونتون الفرنسية عام 2005، وفي العاصمة السعودية الرياض 2007، إذ من المزمع عقد عدة جلسات تمتد طوال الأيام الثلاثة من 16 حتى اليوم 18 من الشهر الجاري، يحضرها نخبة من المسؤولين والأكاديميين والخبراء في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكد جيل كيبيل الرئيس التنفيذي للمنتدى الخليجي - الأوروبي في حواره لـ"الاقتصادية" أن الهدف من عقد هذا المنتدى هو جمع الخبراء والمسؤولين من القارة الأوروبية ودول مجلس التعاون تحت سقف واحد لمناقشة أهم القضايا الحساسة، التي تمس الجانبين، مشيرا إلى أنه سيتم مناقشة مسألة ارتفاع أسعار النفط، التضخم العالمي، والأزمة المالية العالمية الأخيرة وطرق الخروج منها.
وعلى الصعيد السياسي أبان كيبيل أنهم ينوون طرح ملف السلطة الفلسطينية، الذي سيأخذ محله كقضية محورية خلال جلسات المنتدى، إضافة إلى ملف سبل السلام في الشرق الأوسط، لاسيما بعد الفشل الذي تعيشه أمريكا في العراق وأثره في بقية دول المنطقة.
وفيما يلي مجمل ما دار في الحوار:

لماذا اخترتم مدينة فينيسيا الإيطالية مقراً لفعاليات المنتدى الخليجي - الأوروبي؟
تعتبر فينيسيا رمزاً لحضارة عظمى قامت عبر التاريخ بدمج العالم اللاتيني والإغريقي والعربي والتركي، ودمجت أيضا بعضاً من المذاهب والديانات كان في مقدمتها المسيحية والإسلام واليهودية، وكان هذا الاندماج قائماً على الاقتصاد والصفقات التجارية الضخمة، وكانت هذه المدينة وعلى مدى فترات طويلة من أهم الرموز الحضارية في العالم، وبناء على هذا رأينا أن نعيد لفينيسيا روحها، بأن نجمع النخبة الأوروبية بالنخبة الخليجية في هذا المكان التاريخي.

الأزمة العالمية وقضايا السلام

ما أهم المواضيع والمحاور، التي سيتم طرحها خلال جلسات المنتدى؟
سيتم طرح ثلاثة محاور مهمة: الاقتصاد والطاقة، الثقافة والتعليم، وثالثاً السياسة والاستقرار العالمي، في هذا العام سنركز بشكل أكبر على مسألة ارتفاع أسعار الهيدروكربون الذي يعتبر كرهان كبير للصناديق السيادية، وبالأخص بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة، وسنتطرق إلى سوق الفنون في الخليج، وسنتطرق بالتأكيد إلى احتمال إيجاد حلول للأزمة في الشرق الأوسط، في اللحظات التي تعاني فيها أمريكا مشكلات عصيبة، وبالأخص بعد فشلها في العراق.
ومن المهم بالنسبة لنا أن نصر على الدور الذي تستطيع لعبه دول الخليج مع أوروبا لطرح قضايا السلام، ففي حزيران (يونيو) 1980، وقبل ثمانية وعشرين عاماً، اجتمعت تسع دول أوروبية في المكان نفسه الذي نجتمع فيه اليوم "فينيسيا" وأطلقوا التصريح الشهير الذي يطالب بالاعتراف بالسلطة الفلسطينية، ونحن نتمنى أن نختم جلسات هذا المنتدى العالمي بـ "نداء فينيسيا" يوجه لقادة أوروبا ودول الخليج للأخذ بعين الاعتبار هذا الملف الحساس.

من هم المتحدثون الرسميون في المنتدى؟
سيكون هناك رسالة مسجلة باسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يرأس حالياً دورة الاتحاد الأوروبي، الشيخ حمد آل ثاني رئيس الدورة الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي، وسيتحدث أيضاً عبد الرحمن العطية الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي، عبد الله العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة القطري، الأمير تركي الفيصل، الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والنشر، كريستوف دو مارقري المدير العام لشركة توتال، جوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني سابقاً، وعدد كبير من المتخصصين في الاقتصاد والثقافة والسياسة والشؤون العسكرية.

حضور كبير لخبراء الطاقة

من الملاحظ أنه سيشارك خلال جلسات المنتدى عدد كبير من الخبراء والمسؤولين في مجال الطاقة، هل سيتم مناقشة هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً؟
إقامة مثل هذا المنتدى العالمي تعد بمثابة دعوة عالمية لتطوير العلاقات في دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وإثبات المصالح المشتركة بين هذه البلدان بكافة تفاصيلها، والأمر سيكون أكثر شمولاً من هذا الموضوع.

فرص كبيرة للصفقات التجارية

هل تتوقع عقد صفقات تجارية كبيرة من خلال هذا المنتدى، لاسيما أنه يجمع رجال المال والأعمال بصناع القرار في الخليج وأوروبا؟
بالتأكيد، فالفرصة مواتية للجميع، فإذا أراد صناع القرار الاقتصادي عقد صفقات اقتصادية فإنهم محل ترحيب، وكل هذه المساعدات التي نقوم بها في المنتدى من خلال مؤسسة مؤسسة شيني، التي تتم فيها جلسات المنتدى، هي من أجل مساعدتهم لإتمام وتسهيل بعض الإجراءات.

سعت بعض دول أوروبا الشرقية والوسطى وفي أكثر من مناسبة إلى تسويق منتجاتها وتقنياتها داخل دول مجلس التعاون، هل سيكون لها موقع من خلال هذا المنتدى؟
نحن نتمنى أن يؤدي هذا المنتدى ما هو منشود منه، وأن يمثل فرصة لهذه الدول لمعرفة دول الخليج أكثر، وسيكون لها موقعها من خلال المنتدى.

طفرة خليجية غير مسبوقة

ما تقييمك لمستوى التطور الاقتصادي، الذي تعيشه دول الخليج خلال هذه الفترة؟
الخليج يعيش في وضع رفاهي فريد خلال هذه الفترة، لكن في الوقت نفسه ارتفاعات حادة في أسعار مواد الهيدروكربون، وقوة الصناديق السيادية، والضعف ناتج من ارتفاع معدل التضخم بشكل كبير، الذي يثبط من عزيمة المواطن الخليجي، وبسبب الأزمة المالية العالمية التي تسببت في هذا التضخم.
من جهة أخرى يجب إعادة النظر في بعض الأمور، فالمظلة الأمريكية التي أظهرت أخيراً حدودها في التعامل مع الفشل في العراق، هي التفسير المنطقي لإنشاء قاعدة فرنسية في أبو ظبي.

اتفاقية التبادل الحر

ماذا عن اتفاقية التبادل الحر بين أوروبا والخليج، الذي شٌرع في التفاوض بشأنه منذ عام 2000، هل هناك مؤشرات إيجابية من مجلس دول مجلس التعاون لإبرامه، بعد أن عبرت عن الرغبة في الإسراع في مفاوضاتها مع دول الاتحاد الأوروبي؟
للأسف اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا والخليج تسجل دائماً نتائج غير مرضية، فهي تعتبر مسألة مهمة وحاسمة لكلا الطرفين، وأتمنى أن يقدم المسؤولين براهين لإقناع القادة السياسيين بسبب الحاجة الملحة للمضي قدما بشأن هذه المسألة، التي من دونها لا يمكن إحراز تقدم في العلاقات بين القارة الأوروبية أو دول المجلس، ويجب أيضا أن نعمل معا لتبديد الأخطار التي يتعرض لها البحر الأبيض المتوسط والشرق والجنوب، حيث يشكل الفقر والتطرف خليطا يهدد المنطقتين بأكملهما.

الأكثر قراءة