أسرار اقتناص الفرص الاستثمارية في الاقتصادات الآسيوية الناشئة

لا يمكن إنكار أهمية آسيا، فالهند والصين بالفعل صارتا أكثر دول العالم في عدد السكان، وبالتأكيد يحظى نموهما الاقتصادي بالكثير من الاهتمام. إلا أن القليل من الناس يدركون الصعوبات والتحديات التي تعيد تشكيل هذه المنطقة سريعة التغير.
ولكن يبدو أن المصير الديموغرافي سيكون رحيما ببعض البلدان الآسيوية أكثر من غيرها، فالصين على سبيل المثال بما اتبعته في العقود الماضية من سياسات للتحكم في الزيادة السكانية جعلتها واحدة من أكثر دول العالم في نسبة السكان المسنين، أي أن الصين ستصاب بالشيخوخة قبل أن تحقق الثراء.
أدى فرض سياسة طفل واحد لكل أسرة في الصين إلى أن المستقبل القريب سيكون فيه عدد السكان في سن العمل أقل منهم في سن التقاعد. وحيث إن النمو الاقتصادي يتناسب مع عدد العمال وإنتاجيتهم، فإن هذا التطور الديموغرافي يشير إلى أن نمو الصين إلى تباطؤ.
إلا أن الصورة الديموغرافية للهند تبدو أكثر إشراقا، حيث تزيد فيها نسبة عدد السكان من القوى العاملة على نسبة المسنين، إلا أنه في كلتا الدولتين أتاحت التكنولوجيا وسائل جديدة لممارسة التفضيل التقليدي للمواليد الذكور على الإناث. وكنتيجة لذلك زادت نسبة الذكور في كلتا الدولتين على الإناث، وصار هناك مئات الملايين من الشباب الذكور غير القادرين على إيجاد زوجة، ومن توابع هذا ارتفاع معدلات الجريمة وعدم الاستقرار الاجتماعي.
أما على صعيد السياسة العامة والخاصة، فقد توقع العالم الغربي أن يقوم الإنترنت والوسائل التكنولوجية الأخرى بنشر المفاهيم الغربية للحرية والديموقراطية في العالم، إلا أن ما حدث في آسيا كان مختلفا تماما. ففي الصين مثلا نجحت الحكومة في تجنيد شركات التكنولوجيا الغربية في مراقبة وترشيح استخدام الإنترنت.
كذلك تسعى الصين جاهدة إلى زيادة إنفاقها العسكري عاما بعد عام، خاصة بعد الحظر الأمريكي على تصدير المنتجات العسكرية عالية التكنولوجية إليها. وكذلك الهند تستثمر الكثير من الأموال في المجال العسكري. كما أعلنت في الفترة الأخيرة عن عزمها على بناء قاعدة بحرية جديدة على ساحلها الشرقي لتوازن قوة الصين في مجال العسكرية البحرية.
كذلك فإن الهند كانت أكبر مستورد للأسلحة الإسرائيلية عام 2006 وتخطط لإنفاق أكثر من 30 مليار دولار على صادراتها من الأسلحة في الفترة من 2007 إلى 2012.
ومن ناحية الموارد والطاقة نجد أن الطلب على الطاقة في الهند والصين شهد ارتفاعا كبيرا, ومن المتوقع تضاعفه في الأعوام القليلة القادمة. حاليا تعتمد الدولتان على الفحم، وهو الأمر الذي يكلفهما الكثير على مستوى السلامة البيئية.
يوضح الكتاب كيفية استغلال الفرص الاستثمارية في الاقتصادات الآسيوية الناشئة، مستعرضا مستقبل هذه الدول على الخريطة العالمية، والصعوبات والتحديات التي تواجه الشركات فيها, وكيفية التخلص من هذه الصعوبات.

Title: Asia Future Shock: Business Crisis and Opportunity in the Coming Years
Author: Michael Backman
Publisher: Palgrave Macmillan
ISBN-10: 0230006779
December 2007
Pages: 200