خبراء: الأزمة الائتمانية العالمية تمثل فرصة ذهبية للقطاع المالي الإسلامي
أكد خبراء أن أزمة الائتمان المالي العالمي تمثل فرصة ذهبية للقطاع المالي الإسلامي في ظل دخول سوق الإقراض العالمية حقبة جديدة.
وذكرت سواتي تانيجا مديرة مؤتمر منتدى التمويل الإسلامي الذي ينعقد في إسطنبول بين 13 و17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري, أن الفرصة الذهبية هذه تتمثل في بروز قطاع التمويل الإسلامي كبديل اقتصادي ناجح بطبيعته، وأن هذا النموذج هو ما يحتاج إليه العالم الآن.
وأضافت قائلة إن الفرصة لم تكن مواتية للمستثمر الحذر الذي اكتوى بنار الأزمة الائتمانية العالمية، أكثر من الآن حتى يبدأ باستكشاف ما الذي يمكن للأسواق الإسلامية أن تقدمه, خاصة أن المنتجات المالية الإسلامية تتجنب تماما أساليب المضاربات، وهو بالضبط ما يهدف إليه المشرعون في الحقبة الجديدة التي بدأنا في دخولها.
وذكرت تانيجا أنه في ظل العولمة، تأثر جميع الأدوات المالية تقليدية كانت أم إسلامية بالأزمة على حد سواء، لكن الأمر الجلي هو أن العاملين في القطاع المالي الإسلامي يقومون بتحديد أسواق جديدة نتيجة لذلك, ومن المرجح أنهم جددوا الثقة بقوة النموذج المالي الإسلامي واستدامته حتى أن البعض يلمح إلى أن المنتجات الإسلامية قد تقدم ملاذا آمنا في هذه الأوقات الصعبة.
وأظهرت الأحداث التي أصابت الأسواق العالمية في الأسابيع الأخيرة أن القطاع المالي الإسلامي لا يمكن أن يبقى منيعا عن أزمات الأسواق العالمية إلا أنه تجنب مع ذلك مشكلات الديون المتعثرة التي ابتليت بها الأسواق التقليدية.
وعلى الرغم من ذلك فقد تباطأ نمو القروض الإسلامية التي كانت قد تضاعف حجمها سنويا لتصل بالإجمال إلى 90 مليار دولار. ففي الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي انخفض إصدار الصكوك الإسلامية إلى 14 مليار دولار مقارنة بـ 23 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي وفقا لـ "ستاندارد آند بورز".
وقالت تانيجا إن البعض يلقي باللائمة على الأزمة الائتمانية العالمية في تقليل الشهية للمخاطر بينما يرى البعض الآخر أن القيود الشرعية التي يضعها بعض العلماء على ماهية الصكوك جعلت المؤسسات أكثر حذرا.
ومهما كان السبب لا يزال إصدار الصكوك مستمرا رغم حالة عدم التوازن في الأسواق فيما يتوقع عدد من الخبراء أن تنتعش هذه الأدوات المدعومة بالأصول، خاصة بفضل دعم الحكومات. وتتوقع "ستاندارد آند بورز" ـ على سبيل المثال ـ أن يصل إجمالي إصدارات الصكوك العام الحالي إلى 25 مليار دولار.
وسيكون المنتدى المالي الإسلامي في إسطنبول أول فرصة ليقوم العاملون في القطاع المالي الإسلامي من أنحاء العالم بتقييم آثار الأزمة التي أصابت الأسواق العالمية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وسيسلط منتدى إسطنبول الضوء على هيكليات الصكوك والأسواق المالية وسوق التكافل الصاعد والتشريعات الإسلامية وفئات الأصول البديلة بما فيها الأدوات المالية الخاصة والعقارات واستدامة التمويل الإسلامي.
ويشهد المنتدى عقد جلسة خاصة حول تركيا على مفترق الطرق تدرس حالة المحاولات التركية للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي, كما سيتم نشر نتائج دراسة حول تأثير السياسة في تخلف القطاع المالي الإسلامي في تركيا.
ويعد المنتدى الذي أسسته "آي آي آر الشرق الأوسط" قبل ثماني سنوات في دبي, أبرز حدث خاص على روزنامة قطاع التمويل الإسلامي مع وجود عديد من المقلدين له, ولكن دون مضاهاة نوعية.
ويعد المنتدى حدثا دوليا تشارك فيه مؤسسات ومنظمات وأفراد من أنحاء العالم كافة. وسيكون المنتدى ملتقى لرواد العمل المصرفي الإسلامي وعلماء الشريعة المتخصصين ليكون أهم مؤتمر في روزنامة القطاع المصرفي الإسلامي.