خسائر فادحة هي الأعلى للأسهم الخليجية في رمضان والربع الثالث
أنهت أسواق الأسهم الخليجية تعاملات شهر رمضان أيلول (سبتمبر) والربع الثالث من العام أمس بخسائر جماعية فادحة تعد الأكبر في تاريخها خلال شهر واحد وربع سنوي حيث بددت سوقا مسقط والدوحة كامل مكاسبهما للنصف الأول، التي لامست 30 في المائة وتحولت إلى الخسارة في الربع الثالث.
وخسرت الأسهم الإماراتية 81.1 مليار درهم من قيمتها السوقية في شهر رمضان بتراجع مؤشرها العام بنسبة 13 في المائة لترتفع بذلك جملة خسائرها في الربع الثالث إلى 172.8 مليار درهم بتراجع مؤشرها العام بنسبة 21.1 في المائة, وكانت السوق حتى نهاية النصف الأول من العام على ثبات بدون ارتفاع او انخفاض وهو ما يشير إلى فداحة خسائرها في الربع الثالث ونصفها في شهر رمضان وحده.
وباستثناء هبوط سوق البحرين بنسبة طفيفة 0.06 في المائة سجلت كافة الأسواق في اليوم الأخير من تداولات شهر رمضان والربع الثالث أمس ارتفاعا جماعيا جاء قويا في سوق الدوحة بنسبة 2.6 في المائة ودبي 1.6 في المائة ومسقط 0.57 في المائة وأبوظبي 0.42 في المائة والكويت 0.12 في المائة.
وعلى الرغم من أن الأسواق بدأت صيف العام الجاري بهبوط حاد استمر لشهرين متواصلين تموز (يوليو) وآب (أغسطس) إلا أن الأزمة المالية العالمية التي تفاقمت مع إعلان إفلاس "ليمان براذرز" وبيع "ميريل لينش" وإطلاق حملة إنقاذ للديون المتعثرة للمؤسسات المالية الأمريكية فاقمت خسائر الأسهم الخليجية التي ظلت على مدار أسبوعين كاملين تترقب ما يجري في الأسواق الدولية.
وتصدرت سوق دبي قائمة الأسواق من حيث نسب الانخفاض في شهر رمضان بتراجع نسبته 12.8 في المائة والمرتبة الثانية من حيث الانخفاض في الربع الثالث بنسبة 24.1 في المائة في حين تصدرت سوق مسقط قائمة الأسواق من حيث الانخفاض للربع الثالث ككل بنسبة 25 في المائة والمرتبة الرابعة من حيث الانخفاض في شهر رمضان بنسبة 10.5 في المائة.
وحلت سوق الكويت في المرتبة الثانية من حيث الانخفاض في رمضان بنسبة 11.1 في المائة والخامسة في الربع الثالث بانخفاض 17 في المائة وبقيت السوق الخليجية الوحيدة الأفضل أداءً منذ مطلع العام بارتفاع 2.2 في المائة بعدما قلصت الكثير من مكاسبها التي لامست 30 في المائة حتى النصف الأول من العام بسبب خسارها الفادحة في الربع الثالث.
وجاءت سوق الدوحة في المرتبة الثالثة بانخفاض شهري نسبته 10.8 في المائة وفي الربع الثالث بنسبة 21.4 في المائة, مع الملاحظة أن سوق الدوحة كانت حتى النصف الأول واحدة من أفضل سوقين في المنطقة مع سوق مسقط من حيث النمو الذي بلغ أكثر من 27 في المائة.
وجاءت سوق مسقط في المرتبة الرابعة بانخفاض 10.5 في المائة وسوق أبوظبي خامسا بانخفاض شهري 10.3 في المائة وفي الربع الثالث 20.1 في المائة في حين حافظت سوق البحرين على ترتيبها كأقل الأسواق خسارة في شهر رمضان بنسبة 8.4 في المائة وفي الربع الثالث 13.8 في المائة.
وقال لـ "الاقتصادية" المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إن العوامل الخارجية سواء كانت سياسية أو اقتصادية هي التي عصفت بالأسواق الخليجية طيلة الربع الثالث على الرغم من أن أدائها في النصف الأول كان يشير إلى أن النصف الثاني من العام سيكون أكثر نشاطا غير أن ما شهدته الأسواق بدءا من أشهر الصيف عكس الصورة تماما.
وأوضح أن الأسواق بدأت الصيف بعمليات تسييل موسعة قادتها محافظ الاستثمار الأجنبية المؤسساتية التي تأثرت بتقلبات الأسواق الدولية وأخذت في تعديل مراكزها في الأسواق الناشئة ومن بينها أسواق الخليج خصوصا الأسواق التي تستقطب استثمارات أجنبية كبيرة مثل الإمارات وقطر وهي الأسواق الأكثر خسارة في الربع الثالث.
وأكد أن عملية الشد والجذب بشأن الملف النووي الإيراني أثرت في الأسواق في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين إضافة إلى تقلبات السوق الدولية بشأن تداعيات أزمة الرهن العقارية, وجاءت الأزمة المالية العالمية مع إعلان إفلاس بنك ليمان براذرز لتزيد من جراح الأسواق التي تفاعلت معها بشكل سلبي غير مبرر.
وأتفق ياسين مع آراء العديد من المحللين على أن قضايا الفساد التي طالت عددا من شركات التمويل والعقارات في دبي فاقمت من خسائر أسواق الإمارات خصوصا سوق دبي أكبر الخاسرين في شهر رمضان وثاني أكبر الخاسرين للربع الثالث من العام, حيث سجلت أسهم العقارات مثل "إعمار" و"الدار العقارية" و"صروح" و"الاتحاد العقارية" وكذلك أسهم شركات التمويل مثل "أملاك" وتمويل انخفاضات قوية على مدار الأشهر الثلاثة.
ويتوقع المحللون عودة التحسن إلى الأسواق عقب إجازة عيد الفطر في ضوء استقرار أوضاع الأسواق الدولية بعد إقرار خطة الإنقاذ الأمريكية لديون المؤسسات المالية المتعثرة وهي الخطة التي تفاعلت معها الأسواق الخليجية بشكل إيجابي خلال الأيام الثلاثة الماضية التي شهدت ارتفاعا بنسب قياسية قللت من خسائر الأسواق إضافة إلى بدء انحسار عمليات التسييل الأجنبية التي لعبت دورا سلبيا في أداء أسواق الإمارات بالتحديد حيث بلغ صافي مبيعات الأجانب نحو 6.8 مليار درهم في الفترة الأول من تموز (يوليو) وحتى الأسبوع الماضي.
وأجمعوا على أن إعلان الشركات أرباح الربع الثالث التي يتوقع أن تكون قياسية سيسهم في تحسن أوضاع الأسواق ويشجع المضاربين وأصحاب المحافظ على العودة من جديد إلى الأسواق التي ستنتعش مع استقطاب سيولة جدية ستبدأ البنوك المركزية في ضخها لمساندة القطاع المصرفي الخليجي.
ووفقا لتقرير هيئة الأوراق المالية والسلع أنهت الأسواق تداولات شهر رمضان بانخفاض نسبته 11.1 في المائة وبلغت قيمة التداولات الشهرية 36.8 مليار درهم ترتفع في الربع الثالث ككل إلى 114.9 مليار درهم لتصل منذ بداية العام إلى 480.2 مليار درهم.
وسجلت كافة الأسهم القيادية والنشطة التي استحوذت على الحصة الأكبر من التداولات نسب انخفاض قوية حيث بلغت قيمة تداولات سهم "إعمار" للربع الثالث 15 مليار درهم تشكل نحو 13 في المائة من السوق وانخفض سعره 28.5 في المائة, منها 14.9 في المائة في شهر رمضان إلى 7.75 درهم كما بلغت قيمة تداولات سهم "الدار" 4.8 مليار درهم منخفضا 36.4 في المائة في الربع الثالث منها 18 في المائة في شهر رمضان إلى 7.97 درهم.
وشهدت سوق دبي في آخر تداولات شهر رمضان (أمس) ارتفاعات للجلسة الثالثة على التوالي وعزز المؤشر بموجبها بقائها فوق حاجز الـ 4.000 نقطة, وقاد سهم "إعمار" حركة الارتفاع التي شملت 19 شركة مقابل انخفاض عشر شركات حيث ارتفع السهم بنسبة 3.3 في المائة إلى 7.75 درهم وبتداولات قيمتها 535.5 مليون درهم من إجمالي 1.4 مليار درهم للسوق ككل.
ووفقا لوسطاء في السوق فإن عمليات شراء قامت بها محافظ استثمار محلية تركزت على أسهم منتقاة أسهمت في ارتفاع السوق بنسبة كبيرة تجاوزت 2 في المائة قبل أن تنشط عمليات جني أرباح قلصت من المكاسب إلى ما دون الـ 1 في المائة تعود بعدها طلبات شراء جديدة تدفع المؤشر للعودة إلى الارتفاع بقوة بنسبة 1.6 في المائة.
ومن الواضح حسب العديد من التحليلات أن عددا من المحافظ المحلية أرادت الدخول قبل إجازة عيد الفطر في محاولة لتعديل مراكزها قبيل دخول شركة إعمار العقارية بالشراء لأسهمها الذي حددت له بعد الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وسجلت كافة الأسهم القيادية ارتفاعات جيدة حيث واصل سهم "الإمارات دبي الوطني" الأثقل في المؤشر ارتفاعه بنسبة 3.4 في المائة إلى 9.05 درهم و"دبي الإسلامي" 1.3 في المائة إلى 5.90 درهم و"دبي للاستثمار" 1.3 في المائة إلى 3.07 درهم و"دبي المالي" 0.29 في المائة إلى 3.39 درهم في حين انخفض سهم "أرابتك" 1.9 في المائة إلى 12.50 درهم وتمويل 1 في المائة إلى 3.80 درهم وشعاع 0.23 في المائة إلى 4.16 درهم.
وواصل سوق العاصمة أبوظبي صعوده بدعم من قطاعي الصناعة والاتصالات بعدما ضغط قطاعا العقارات والطاقة على المؤشر لتقليص مكاسبه, وبقيت التداولات في المتوسط بقيمة 645.5 مليون درهم منها 397.8 مليون لسهم الدار العقارية الأنشط غير أنه انخفض بنسبة 2.5 في المائة إلى 7.810 درهم.
وسجلت سوق الدوحة ارتفاعا قويا لليوم الثاني على التوالي بدعم من أسهمها القيادية في قطاعي الصناعة والبنوك غير أن السوق أنهت شهرها كثالث أكبر الأسواق خسارة في رمضان.
وحولت سوق الكويت مسارها من الهبوط إلى الارتفاع بدعم من أسهم قطاعات البنوك والعقارات والتامين, وبقيت التداولات فوق الـ 100 مليون دينار بقيمة 117.3 مليون من تداول 220.6 مليون سهم.
وبقيت سوق الكويت رغم خسارتها في الربع الثالث ككل بنسبة 17 في المائة السوق الخليجية الوحيدة الأفضل أداءً للعام بارتفاع 2.2 في المائة وهو ما يجعلها حسب إجماع المحللين من أفضل الأسواق مناعة من تقلبات الأسواق العالمية.
وتمكنت سوق البحرين من الاحتفاظ بمكانتها كأقل الأسواق الخليجية خسارة في شهر رمضان وفي الربع الثالث ككل, وخالفت السوق مسار بقية الأسواق الخليجية في تعاملات الأمس مسجلة هبوط طفيف بضغط من أثقل أسهمها في قطاعي البنوك والخدمات, وبقيت التداولات على ضعفها بقيمة 387 ألف دينار من تداول مليون سهم.