الموظفون في جانبي الأطلسي غير راضين عن الاقتسام
اقتسام "ليمان بروذرز" بين بنك باركليز البريطاني وبنك نومورا الياباني لم يقابل بابتهاج جماعي من قبل موظفي البنك المفلس. فعلى جانبي الأطلسي هنالك عدم رضا لأن بنك باركليز لم يتابع شراءه لشركة ليمان الأمريكية بصفقة لسائر عملياته التي كان يمكن لها أن تبقي البنك سليما، ففي بداية الأمر قال باركليز لموظفي "ليمان" إنه ينوي إعادة تجميع عمليات "ليمان" البنكية المجزأة في أعقاب إفلاس الشركة الأم قبل أسبوعين.
إن أعمال "ليمان" و"باركليز" البنكية مجتمعة في أمريكا الشمالية قد تتصف بعمق أكثر حاليا، في عصر تملك فيه معظم الصفقات زاوية عالمية، فإن تقليص بصمة "ليمان" العالمية تقلق بعض كبار موظفيه. يقول مصرفي استثمار رفيع المستوى في "ليمان": "كنّا أكثر ارتياحا حين كان لدينا برنامج واف وعالمي، ومن الصعب أن نرجع عشر سنوات ونضع استراتيجية لإصلاح البرنامج الذي كان لنا على صعيد عالمي".
أمضت المؤسسة الأسبوع الماضي وهي تعمل على الحفاظ على الموظفين غير المقتنعين، ونجاح مهارة باركليز في البيع سوف تصبح قريبا ظاهرة، عندما تدخل الصفقة أسبوعها الثالث بعد الإعلان. يقول مصرفي من "ليمان" "إن إحساسي أن الأغلبية الشاسعة من الناس سينتظرون ليروا كيف سينجح".
لكن "باركليز" خسر بالفعل بضعة رجال بارزين بمن فيهم مارك شافر، الرئيس السابق لصفقات الاندماج والاستحواذ العالمية، ومكرم عازر، رئيس الثروة السيادية السابق لديه، وانشق ثلاثي من مصرفيي الرعاية الصحية لينضموا إلى "سيتي".
يقول تنفيذي في شركة استشارية متخصصة في اندماج شركات البوتيك الصغيرة:"بعد أن خسروا أوروبا وآسيا، هنالك عدد كبير من الموظفين الذين يفكرون في الرحيل".
إن المنافسين الذين يسلطون أنظارهم على موظفي "ليمان" يطوقون أيضا صفقاته قيد التنفيذ، وقد سطا "جي بي مورجان" على دور "ليمان" الاستشاري حول المزاد المتعلق بأصول إعلامية معينة لـ "نيوز كورب"، في الأسبوع الماضي، وتضم صفقات "ليمان" الأخرى القائمة فعلا شراء "أولتل" الوشيك بمبلغ 28 مليار دولار من قبل Verizon Wireless، والاكتتاب الأولي العام لـ Avago بمبلغ 400 مليون دولار، ومحاولة بيع Children's Place.
وفي عمليات "ليمان" الأوروبية، هنالك غضب من الزملاء الأمريكيين السابقين ومن "باركليز" لأنه لم يتم بذل ما هو أكثر لضمان بيع العمليات العالمية للشركة بشكل جماعي لمشتر واحد. يقول مصرفي من "ليمان" في المنطقة:" أصدقاؤنا الأمريكيون لم يعيروا أي اهتمام لما حدث لنا، فكل ما أرادوه هو النجاة بجلدهم بأسرع ما يمكن".
وأدى ذلك إلى نزع البريق من الصفقات السخية للاحتفاظ بالموظفين التي بدأ "نومورا" ينفذها، فقد أوجد البنك الياباني صندوق علاوات بمبلغ مليار دولار لجميع موظفيه الـ 2500 في الحقل الاستثماري والأسهم في أوروبا والشرق الأوسط. وعلاوات كبار المصرفيين لعام 2007 مضمونة نقدا إذا ظلوا مع "نومورا" حتى الخريف، وعلى نقيض ذلك فإن صفقة "باركليز" للعمليات الأمريكية لبنك ليمان لم تشهد سوى حفنة من التنفيذيين الذين منحوا علاوات مجزية.
يقول تنفيذي من "ليمان": "الصفقة في أوروبا لم يسبق لها مثيل في هذا السوق، فالجميع يحصل على معاملة متكافئة، وقبل تسعة أيام فقط، لم يكن في البنك أي مبلغ نقدي".
جيرمي ايزاكس، الرئيس التنفيذي لأعمال "ليمان" في أوروبا وآسيا الذي تخلّى عن دوره التنفيذي في الأسبوع الذي سبق إعلان البنك لإفلاسه، أجرى محادثات مع "نومورا" حول المساعدة في دمج زملائهم في البنك الياباني.
"فاينانشيال تايمز" خاص بـ "الاقتصادية"