دراسة توصي بتدريس الدين الإسلامي لحمايتها من مخاطر الإرهاب
أوصت دراسة ألمانية حديثة بتدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس؛ مؤكدة أن من شأن ذلك حماية ألمانيا من مخاطر ما سمته "الإرهاب والتطرف الديني"؛ لأن هذا الأمر يحسن من فرص اندماج المسلمين ويحصن أبناءهم من الوقوع في فخ "المتطرفين".
وعلى عكس ما يعتقده الكثير من أن من يطلق عليهم "الإرهابيون" يفقهون الأمور الدينية الخاصة بالإسلام بشكل جيد، أوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية أن غالبية "الإرهابيين" لم يتلقوا التعليم الديني؛ حيث إن مفاهيمهم عن القرآن والسنة وأحاديث وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم محدودة وضيقة جدا.
وتدحض هذه الدراسة التي قام بها "معهد أبحاث الإرهاب" في ألمانيا مخاوف كثير من الألمان من أن تتسبب محاضرات الدين الإسلامي في تطرف الشباب المسلم؛ حيث أثبت الدراسة أنه من يبدأ في التعرف على الدين الإسلامي في سن مبكرة لا يقع بسهولة فريسة في أيدي "دعاة الكراهية".
وفي النهاية، أكدت الدراسة أنه لا يوجد ثمة خطر من إدخال محاضرات دينية إسلامية في المدارس الألمانية، كما دعا إليها مؤتمر إسلامي عقد أخيراً في ألمانيا، كما توصلت الدراسة إلى أن هذه المحاضرات تعد جزءا من حل مشكلة "التطرف" ومكافحة "الإرهاب"؛ لأنها لا تعمل فقط على تحسين سياسة الاندماج في البلاد، بل إنها تحمي أيضا الأطفال والشباب من الوقوع تحت في فخ المتطرفين.
وكان "مؤتمر الإسلام" الذي عقد في ألمانيا في كانون الثاني (يناير) 2008 بدعوة من وزارة الداخلية الألمانية ومشاركة من أهم الجمعيات والشخصيات التي تمثل المسلمين في ألمانيا قد دعا إلى تبني تدريس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية ورحبت بهذه التوصية كبرى الجمعيات الإسلامية الألمانية.
جدير بالذكر أن المسلمين يشكلون في ألمانيا الديانة الرسمية الثالثة بعد البروتستانتية (الديانة الرسمية) والكاثوليكية. ويبلغ عدد أفراد الأقلية المسلمة حالياً نحو 3.2 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان ألمانيا البالغ نحو 82 مليون نسمة، ويتركز غالبيتهم في القسم الغربي من البلاد لتوافر فرص العمل، وارتفاع مستوى المعيشة عن ولايات القسم الشرقي الفقيرة نسبياً.