توقعات: البنوك الغربية تندفع نحو الخليج للخروج من أزمتها المالية
بينما تصاعدت أسعار النفط بشدة، وأعدت دول الخليج استراتيجيات رفيعة المستوى لتوزيع اقتصاداتها، توالى إعلان البنوك الأجنبية، الواحد بعد الآخر، عن النية في تعزيز وتوسيع عملياتها في هذه المنطقة.
بدا أن التباطؤ الاقتصادي الغربي سيعطي اندفاعاً إضافياً إلى هذا الاتجاه، وأن الشرق الأوسط تم تحديده كمجال نمو أصيل، على أساس أنه منطقة غنية بالنفط يمكنها موازنة الخسائر في أماكن أخرى، وتوفير عازل واقٍ من الاضطراب السائد في نيويورك ولندن.
غير أن أحدث دورات التراجع في الأزمة العالمية يتوقع أن تشكل عامل تثبيط لنشاطات البنوك الدولية في الخليج، على الأقل في الأجل القصير.
بينما تستمر العوامل الأساسية التي اجتذبت المشاركين الرئيسين إلى الخليج، فإن المصرفيين يقولون إن انهيار ليمان براذرز، وموجات الصدمات الناجمة عن ذلك، سيؤديان إلى حذر أكبر بكثير، كما سيؤديان في بعض الحالات إلى إعادة تقييم الأولويات.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
بينما تصاعدت أسعار النفط بشدة، وأعدت دول الخليج استراتيجيات رفيعة المستوى لتوزيع اقتصاداتها، توالى إعلان البنوك الأجنبية، الواحد بعد الآخر، عن النية في تعزيز وتوسيع عملياته في هذه المنطقة.
بدا أن التباطؤ الاقتصادي الغربي سيعطي اندفاعاً إضافياً إلى هذا الاتجاه، وأن الشرق الأوسط تم تحديده كمجال نمو أصيل، على أساس أنه منطقة غنية بالنفط يمكنها موازنة الخسائر في أماكن أخرى، وتوفير عازل واقٍ من الاضطراب السائد في نيويورك، ولندن.
غير أن أحدث دورات التراجع في الأزمة العالمية يتوقع أن تشكل عامل تثبيط لنشاطات البنوك الدولية في الخليج، على الأقل في الأجل القصير.
بينما تستمر العوامل الأساسية التي اجتذبت المشاركين الرئيسيين إلى الخليج، فإن المصرفيين يقولون إن انهيار ليمان برذرز، وموجات الصدمات الناجمة عن ذلك، سوف تؤدي إلى حذر أكبر بكثير، كما سوف تؤدي في بعض الحالات إلى إعادة تقييم الأولويات.
وقال مختار حسين، الرئيس التنفيذي للشؤون المصرفية والأسواق في HSBC في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "كانت لديكم استراتيجية تم تصورها في زمن النمو، وهي الآن مقيدة نتيجة للظروف التي سادت عالمياً".وأضاف إن ذلك سوف يجعل "بعض منافسينا الجدد" يفكرون في "سرعة ومدى" التوسع المتوقع.
وقال أيضاً "سوف تنطبق مؤشرات مختلفة على المؤسسات المختلفة. وإن ما يعنيه ذلك هو أنه لا بد أن يتم إدخال تعديل على الاستراتيجية، وإعادة ضبط حركة النهج المتبع".
يقول المصرفيون إن من المبكر للغاية معرفة مدى أهمية مثل إعادة التعديل هذه في ظل عوامل عدم المعرفة التي تسود الأسواق العالمية. ولكن المجالات المتوقع تأثرها تتضمن تمويل المشاريع الذي عانى بالفعل نتيجة للأزمة الائتمانية، والمجازفة بقبول المخاطر، في الوقت الذي يصبح فيه المشاركون الدوليون أكثر تحوطاً، ويزيدون من شد أحزمتهم.
وسيؤدي ذلك بدوره إلى تأخير تنفيذ بعض المشاريع، وبالذات لأن البنوك المحلية تصارع شحة السيولة الخاصة بها.
قال أحد المسؤولين التنفيذيين في بنك دولي رائد "كما هي الحال في أي أزمة أخرى، فإن هنالك مخاطر، وفرص. ويمكننا أن نرى الفرص، ولكن عنصر المخاطرة هو السائد على الفور". وإننا نقول للجميع "التزموا جانب الحذر. ودعونا ندير مخاطر بصورة أشد حرصاً".
وقال إن المخاطر كانت مرتبطة بتراجع مستمر في الإقراض، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التخمينات حول تراجع القطاعات العقارية. وكانت هنالك كذلك علاقة ارتباط بين تراجعات في أسعار الصادرات مثل النفط، والبتروكيماويات، والصلب، من جهة، وأوضاع أسواق الأسهم، من جهة أخرى.
على الرغم من أن الأسواق الإقليمية عادت إلى الارتفاع خلال الأيام الأخيرة، إلا أنه تم مسح كثير من المكاسب التي تحققت خلال النصف الأول من العام، كما تم بالفعل ثبوت خطأ الأفكار الخاصة بإمكانية وجود حصانة ضد الاضطراب العالمي.
أعرب مصرفي استثماري آخر عن أمله بأن يكون الأمر "نشاطاً عملياً معتاداً لا أكثر ولا أقل"، وأعتقد أن أي تباطؤ في جانب النشاط المصرفي الاستثماري سوف تحركه أسواق المنطقة.
وقال هذا المصرفي"إن أمرين سوف يحركان إعادة التقييم من قبل الناس. أما الأمر الأول، فهو ما يحدث لمستوى النشاطات هنا. فإذا كنت تحافظ على نشاطاتك، بينما تتراجع النشاطات العملية في المنطقة، فإن التوقعات هي أنك لن تتمكن من الاستمرار. وأما الأمر الثاني، فيعتمد على ما يحدث عالمياً، حيث إن الناس سوف ينظرون في أولوياتهم ليقرروا أين يمكنهم الاستمرار في الاستثمار".
قال اثنان من المصرفيين إنه بينما يمكن أن تسعى مجموعتاهما إلى توظيف مصرفيين كبار ممن جاءوا إلى أسواق العمل بعد انهيار ليمان برذرز، بينما تتوقف عن توظيف أشخاص على مستوى متوسط حتى يتحقق بعض الوضوح في الأسواق.
وقال أحد المصرفيين" إن تركيزنا هو التأكد من أننا نفعل كل شيء لدعم وتوليد العوائد من قاعدة زبائننا الحاليين، وذلك على عكس المسار العادي للأمور، حيث لا ينبغي علينا أن نكتفي بذلك، وانما نسعى إلى الاستحواذ على مزيد من العملاء".
وأضاف " من الصعب علينا، وعلى أي بنك آخر، قراءة رغبات مؤسساتنا، ومدى المخاطرة التي ترغب في الإقدام عليها قبل نهاية العام. ومن المؤكد أن الشعور الآن هو أننا لسنا في زمن البطولات".