صندوق أبو ظبي السيادي يتطلع إلى صفقات في أمريكا ويتجنب أوروبا
أكد ناظم القدسي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للاستثمار الحكومية أن الشركة تدرس شراء أصول أمريكية تبدو جذابة بسبب الأزمة المالية وارتفاع سعر الدولار. لكنه قال إن الشركة المتخمة بالمال من إيرادات النفط ستتوخى الحذر فيما يتعلق بالاستثمار في أوروبا حيث الجهات الرقابية ليست بنشاط نظيراتها في الولايات المتحدة في احتواء الأزمة المالية.
وقال القدسي في حديث هاتفي لـ"رويترز": نحن نعتقد أن الأصول الأمريكية تزداد جاذبية بالمقارنة بالأصول في بقية دول مجموعة السبع". وتملك الشركة أصولا بنحو ملياري دولار.
وقال القدسي "السلطات في الولايات المتحدة تزيل الأصول الخطرة من كشوف حسابات البنوك وتحولها للحكومة ودافعي الضرائب فلا يتركون لنا سوى الأصول الجيدة ويتعين الاعتراف بأن الدولار استوعب الأنباء السيئة بشكل جيد جدا في فترة قصيرة.
وكانت أبوظبي عاصمة الإمارات خامس أكبر مصدر للنفط في العالم تستخدم جزءا من إيراداتها النفطية في تنويع اقتصادها والاستثمار في الخارج. وتشتري مجموعة أبوظبي للاستثمار والتطوير نادي مانشيستر سيتي البريطاني لكرة القدم. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) أبرمت شركة أبوظبي للاستثمار أكبر صندوق سيادي في العالم صفقة لشراء حصة قيمتها 7.5 مليار دولار في بنك سيتي جروب الأمريكي.
وقال القدسي إنه على الرغم من أن القطاع المالي والاقتصاد الأمريكي يهيمنان على الأنباء السيئة في السوق فإن المشكلات في أوروبا بدأت لتوها. وأضاف "عندما تأخذ كل هذه العوامل في الاعتبار تظهر صورة الأصول الأمريكية وقد بلغت أدنى مستوياتها وتنطوي على فرص للنمو بالسعر المناسب". وتابع "هناك أصول جذابة".
وقال لـ " الاقتصادية " اقتصادي خليجي قبل أيام إن عمليات بيع تجري حاليا لأصول مالية أو حقيقية، من بينها عقارات، في ظل تدهور أسواق المال العالمية، وهناك الكثير من الفرص لانتقاء أصول تكون قيمتها السوقية أقل من العادلة، بيد أنه اعتبر أن العقبة الكبيرى حاليا أمام ذلك هي ضبابية الرؤية في الأسواق وصعوبة التقييم،"فقد تكون هناك أصول مغرية، لكن السوق غير مستقرة".
وتوقع الدكتور علاء اليوسف كبير الاقتصاديين في بيت التمويل الخليجي، أن المؤسسات المالية التي فشلت في الحصول على السيولة ورأس المال الإضافي مثل "ليمان براذرز"، ربما طرقت أبواب صناديق سيادية في آسيا والمنطقة، ولكن يبدو أن الظروف الغامضة وتقييم المخاطر واضطراب السوق، دفعت تلك الصناديق لعدم المغامرة في الوقت الراهن.
وقال إن ظروف السوق اليوم تبدو مختلفة من حيث شح السيولة لجهة الإقراض ورأس المال، وأصبح يتعذر الحصول على رأس مال عبر إصدار أسهم أو سندات، أو صكوك إسلامية، بيد أنه لم يستبعد أن يكون هناك اهتمام كبير من الصناديق السيادية بشراء حصص استراتيجية مؤثرة" لكن ذلك في النهاية يعود إلى عملية التقييم، كما أن الخسائر المتوالية لأزمة الرهن العقاري قد تدفعها إلى الانتظار".