أزمة شركة AIG الأمريكية للتأمين هل ستؤثر على الشركات السعودية؟

أزمة شركة AIG الأمريكية للتأمين هل ستؤثر على الشركات السعودية؟

تناقلت الأخبار في بداية هذا الأسبوع الأزمة التي تعرضت لها السوق المالية الأمريكية، وكيف أثر ذلك في أكبر شركة تأمين أمريكية وعالمية وهي شركة أمريكان إنترناشيونال جروب (AIG )، حيث تعد هذه الشركة من كبريات شركات التأمين في العالم والتي تبلغ أصولها في السوق العالمية نحو 1.1 ترليون دولار، ويزيد عدد المستفيدين من خدماتها على 74 مليون شخص في 130 دولة ويعمل فيها 116 ألف موظف. وقد خسرت الشركة خلال الأشهر الماضية أكثر من 18 مليار دولار بسبب أزمة الرهن العقاري التي تمر بها أمريكا، وقد ترتب على ذلك خسارة الشركة ما نسبته 91 % من قيمة أسهمها. وتعتبر شركة AIG الضحية الثانية من ضحايا هذه الأزمة التي عصفت بالسوق المالية الأمريكية بعد بنك ليمان الذي انهار تماما، إلا أن الأوساط الاقتصادية الأمريكية والعالمية اعتبرت انهيار شركة AIG فيما لو حصل فإنه سيكون أشد خطرا وأبلغ أثراً في السوق من انهيار بنك ليمان، ذلك أن شركة AIGتعتبر إحدى سفراء الاقتصاد الأمريكي في الخارج وأن انهيارها سيمس قاعدة عريضة من العملاء على مستوى العالم، مما سيكون له أثر عكسي في الاقتصاد الأمريكي ككل، وسيؤدي حتماً إلى فقدان الثقة في الاقتصاد الأمريكي.
كما أن انهيار شركة بهذا الحجم سيؤدي بدوره إلى حدوث سلسة من الانهيارات المباشرة أو غير المباشرة في السوق الأمريكية. ولذلك فقد حشدت الحكومة الأمريكية كامل طاقتها لإنقاذ الشركة من الإفلاس وذلك بعد أن عجزت الشركة عن حل أزمتها بنفسها بسبب فشلها في الحصول على قروض نتيجة قيام وكالات التصنيف الائتماني بتخفيض مستواها الائتماني. وقد قرر المصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تبعاً لذلك التصرف حيال احتمال انهيار الشركة ورتب لها قرضاً بقيمة 85 مليار دولار، إلا أن المصرف وعلى الرغم من ذلك أبقى احتمال تسييل أصول الشركة وبيعها قائما، لكنه اعتبر أن القرض الذي جرى ترتيبه مانعاً من بيع أسهمها بأسعار متدنية. وقد قرر تغيير إدارة الشركة، وقرر لنفسه كذلك حق الفيتو على قراراتها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما تأثير أزمة AIG في السوق السعودية المحلية؟ وحتى نعرف حجم هذا التأثير فأنه يجدر أولا أن أُذكّر القارئ الكريم بأن السبب الرئيس لانهيار هذه الشركة هو ضمانها قروض الرهن العقاري في السوق الأمريكية والتي أصبحت ديونا معدومة ويتوجب على هذه الشركة الوفاء بها، ولذلك فشركات التأمين السعودية تظل بمنأى عن هذه الأزمة إلا إذا قامت إحدى شركات التأمين لدينا بتقديم ضمانات لهذه القروض العقارية بالتعاون مع هذه الشركة وهذا ما أستبعده كليا لعدة أسباب يطول شرحها. المسألة الأخرى هو في حالة ما إذا قدمت جهات محلية قروضاً مالية لشركة AIG فهذه الجهات ستتأثر حتما بالأزمة التي تمر بها شركة AIG. المسألة الأكثر خطورة والتي ينبغي التركيز عليها هي احتمالية ارتباط شركات التأمين لدينا بعقود إعادة تأمين مع شركة AIG، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بعمليات تأمين كبرى ففي هذه الحالة فإن عجز شركة التأمين AIG عن الوفاء بالتزاماتها تجاه هذه الشركات لدينا قد يعرّض إحدى شركات التأمين لدينا للإفلاس في حال حصول الخطر الذي تمت تغطيته عن طريق إعادة تأمين لدى AIG، أما في حالة عدم حصول هذا الخطر فستبقى شركات التأمين قلقة من جراء عدم وجود تغطية حقيقية نتيجة عدم قدرة AIG على الوفاء بالتزامها بدفع التعويضات اللازمة في حال حصول الخطر المؤمن ضده لا سمح الله.

أكاديمي وباحث في التأمين

[email protected]

الأكثر قراءة