ردة فعل ارتفاع أسعار الوقود انتشار سريع ومبيعات مرتفعة للسيارات الهجينة

على الرغم من أن تقنية السيارات الهجينة تعود إلى سنوات قليلة ماضية، إلا أنها شهدت في الفترة الماضية رواجا عاليا بسبب الارتفاع المتواصل في أسعار الوقود عالميا، ووصولها إلى مستويات قياسية حتمت على معظم الشركات القيام بتخصيص جزء من مجهوداتها في سبيل تطوير هذه السيارات.
والسيارات الهجينة تقوم على مبدأ الدمج بين المحرك التقليدي الانفجاري، وبطاريات كبيرة ذات طاقة تخزين عالية، وتكمن الاختلافات بين السيارات الهجينة حسب كل شركة والتقنية التي تستخدمها.
ففي بعض السيارات يتم استخدام المحرك الكهربائي على سرعات دوران قليلة للمحرك، ثم يعمل المحرك التقليدي بشكل تلقائي عند تجاوز حد معين.
كما يتم في بعض الطرازات استخدام المحرك التقليدي في شحن المحرك الكهربائي وتخزين الطاقة.
وفي هذا التحقيق نستعرض أبرز السيارات التي تعمل بمحركات هجينة ويتم تسويقها حاليا في العالم والطرازات المنوي إنتاجها.

تويوتا بريوس
أشهر السيارات الهجينة على الإطلاق وأكثرها مبيعا، وهي مزودة بمحركين الأول انفجاري تقليدي يعمل على البنزين سعته 1.5 لتر، ومكون من أربع إسطوانات متتالية، ويولد طاقة تصل إلى 76 حصانا، أما المحرك الثاني فهو مكون من بطاريات تعمل بالليثيوم تستطيع توليد طاقة تصل إلى 67 حصانا.
وتتميز هذه السيارة بإضافاتها المتنوعة مثل مصابيح الكزينون، نظام الاستماع الموسيقي، قفل مركزي مع تحكم عن بعد، وزر خاص لتشغيل وإيقاف المحرك، إضافة إلى نظام الاستقرار الإلكتروني.

هوندا سيفيك
أنتجت أول مرة عام 2002، وتعتبر من أكثر هذه السيارات أناقة، خصوصا مع الطراز الجديد المطروح كطراز عام 2006، ومن ميزات هذه السيارة النظام الإلكتروني المتميز للجمع بين قدرات المحرك التقليدي والمحرك الكهربائي، ويبرز أكثر المحرك التقليدي بنظام I-VTEC الذي يعمل على ضبط توقيت عمل الصمامات وتوقيت فتحها.
ويزيد سعر هذه السيارة على 20 ألف دولار بمواصفاتها القياسية، في حين يبلغ أكثر من 24 ألف دولار في الفئة المزودة بنظام ملاحة متطور.

تويوتا كامري
من المتوقع أن يبدأ إنتاجها عام 2007، وتنوي الشركة اليابانية من خلالها تحقيق مبيعات متقدمة تدعم مبيعات طراز بريوس خصوصا في السوق الأمريكية، وسيتم إنتاج هذه السيارة في مصانع الشركة في الولايات المتحدة. وتتوقع تويوتا من هذه السيارة أن ترفع مجموع مبيعاتها عالميا من السيارات الهجينة إلى 300 ألف سيارة.
وتنوي تويوتا ضخ ما يزيد على عشرة ملايين دولار لتطوير خطوط الإنتاج الخاصة بالسيارات الهجينة في مصنع الشركة الجديد في كينتاكي.

لكزس RX 400h
سيارة جديدة من الفرع المترف لشركة تويوتا، تتميز بأناقتها، وهي من سيارات الدفع الرباعي القلائل المزودة بمحركات هجينة، وهذه السيارة طرحت في الأسواق الأمريكية في شهر نيسان (أبريل) من العام الحالي، وقد باعت الشركة منه ما يزيد على 12 ألف سيارة، وهي تباع بسعر يقارب 50 ألف دولار.

لكزس GS 450h
سيارة فخمة جدا من لكزس تنتمي إلى فئة السيدان المتوسطة، وتتميز بمستويات ترف غير عادية، ومن المتوقع أن يبدأ تسويقها اعتبارا من منتصف العام المقبل، وهي مزودة بمحرك مكون من ست أسطوانات على شكل V تبلغ سعته 3.5 ليتر، ومحرك كهربائي متطور، ويصل مجموع الطاقة الناتجة عن هذين المحركين إلى 340 حصانا.

مرسيدس إس بلوتيك
السيارة المترفة الأولى في العالم أصبحت مزودة بمحركات هجينة هي الأخرى، واللافت أن هذه السيارة مزودة بمحركين، أحدهما من فئة الديزل مكون من ست اسطوانات على شكل V وتبلغ سعته ثلاثة لترات، في حين أن المحرك الثاني هو كهربائي، ويولد المحركان طاقة إجمالية تبلغ 243 حصانا، مع عزم دوران هائل يبلغ 575 نيوتن/م.
أما معدل استهلاك الوقود فيبلغ في المتوسط 7.7 لتر لكل 100 كلم.

هوندا انسايت
تعتبر أولى السيارات الهجينة على الإطلاق، فهي أطلقت عام 1999، وتتميز بمواصفات متقدمة على صعيد الانسيابية والتجهيزات المتفوقة ومن أبرزها لوحة عدادات إلكترونية مع مؤشرات كهربائية خاصة. وتزود هذه السيارة بمحرك مكون من ثلاث أسطوانات سعة ليتر واحد وهو يولد قوة تبلغ 73 حصانا، أما المحرك الكهربائي فهو يعطي طاقة تبلغ عشرة كيلوواط.

في الختام، لا بد من التذكير أن العديد من شركات السيارات أو المجموعات الكبيرة أصبحت تتعاون فيما بينها بهدف تصميم محركات هجينة، ومن الأمثلة الحية على التعاون المشترك في هذا المجال نذكر الاتفاق المبرم بين "جنرال موتورز" و" دايملر كرايسلر" لتطوير محرك هجيني بهدف تعميم استخدامه في العديد من الطرازات التابعة للمجموعتين.
كما قامت "بورش" بعقد اتفاقية مع شركة تويوتا للحصول على هذه التقنية لإنتاج سيارات ذات نسبة استهلاك متدنية للوقود مع المحافظة على البيئة.
كما تعمل الشركات الفرنسية فيما بينها بهدف تطوير هذه التقنية واستخدام تقنيات جديدة تسمح باستخدام الديزل والغاز في سياراتها.