أسواق الإمارات: المحافظ الأجنبية تبيع عند المستويات العليا وتعيد الشراء عند "السفلى"
دعا مصرفيون ومحللون ماليون محافظ الاستثمار الحكومية وشركات المساهمة العامة للتدخل لإعادة الاستقرار لأسواق الأسهم الإماراتية عبر ضخ سيولة جديدة وقيام الشركات المدرجة بإعادة شراء نسبة من أسهمها للحد من الخسائر المتلاحقة التي بلغت الأسبوع الماضي 50 مليار درهم من القيمة السوقية للأسهم.
وأجمع المحللون على استمرار الأسواق في الهبوط مع تفاقم الأزمة المالية العالمية, وتزايد وتيرة تسييل محافظ الاستثمار الأجنبية التي تتبع تكتيكات واحدة في كل أسواق الأسهم الخليجية تقوم على البيع في المستويات العليا وإعادة الشراء من المستويات السفلى.
وفقد مؤشر سوق الإمارات 7.2 في المائة في تعاملات الأسبوع الماضي لتخسر الأسواق قرابة 50 مليار درهم ولتصل إلى أكثر من 100 مليار درهم على مدار الأسبوعين الماضيين.
وقال المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إن أسواق المال تحتاج إلى رفع مستويات الثقة فيها عن طريق ضخ سيولة محلية فيها بشكل متواصل عن طريق الشركات المساهمة نفسها بحيث تقوم بتوظيف جزء من الأرباح المتراكمة لديها بشراء نسبة من أسهمها، مثلما يحدث في سوق الكويت ومصر حاليا، وعن طريق المحافظ الحكومية الاستثمارية لإعادة الاستقرار للسوق وبناء قاعدة دعم على المستويات الحالية قبل أن تعود ثقة المستثمرين وتعود عجلة دوران رأس المال للتحرك, وتعود قوة الدفع الذاتية للأسواق المحلية.
وأوضح أن التدهور الحاصل في أسواق المال العالمية والشركات الأمريكية نتيجة لمضاعفات أزمة الرهن العقاري، وانكماش السيولة النقدية المتوافرة عالميا، يؤثر بشكل كبير في الأسواق الخليجية كافة، خصوصا أن النظام المالي العالمي يمر بمرحلة تاريخية تشهد بيع الشركات الأمريكية والعالمية أصولها في الخارج لحماية وجودها وتسديد التزاماتها الفورية مما يعني انكماش السيولة في تلك الأسواق وضغطها على الأسواق الخارجية التي كانت موجودة فيها.
وأكد ياسين حاجة المصارف المركزية الخليجية ومؤسسات الاستثمار الحكومية وشبه الحكومية للتحرك السريع لتوفير سيولة جيدة في أسواقها المحلية على المديين القصير والمتوسط، الذي يتم في العادة عن طريق تخفيض نسبة الفائدة كما حدث في الصين وتخفيف متطلبات شهادات الإيداع والاحتياطيات من بنوكها حتى تصل إلى صورة أوضح عن الآثار المترتبة على هذه الأزمة العالمية.
ووصف المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية الدكتور همام الشمّاع الأسلوب الذي تتبعه المحافظ الأجنبية بلعبة البيع من المستويات السعرية العليا وإعادة الشراء من المستويات السفلى، معتبرا أن قرار شركة إعمار بإعادة شراء أسهمها أدى إلى تسهيل مهمة الصناديق والمحافظ الأجنبية في البيع عند مستويات سعرية عليا وإعادة الشراء عند مستويات سفلى.
وأوضح أن صافي بيع سهم إعمار من قبل الأجانب في حدود 5.5 مليون سهم بالمقارنة بأكثر من عشرة ملايين سهم في اليوم السابق الأحد رغم أن السهم كان قد انخفض إلى أدنى مستوياته دون سبعة دراهم قبل أن يرتد قليلاً ليغلق عند 7.21 درهم، مما يعني أن الأجانب قاموا بالبيع المكثف في الساعات الأولى من التداول ليقوموا بإعادة الشراء من الأسفل وتوقفوا عن البيع بعد ذلك فاسحين المجال لارتداد السهم بعد أن تصور المتداولون أن هذا الارتداد هو نهاية المطاف لتراجع سهم إعمار الذي اعتقدوا أيضا أنه بدأ يستجيب ويتفاعل إيجابيا مع قرار الشركة بشراء أسهمها.
ويرى الدكتور محمد عفيفى مدير قسم الأبحاث والدراسات في شركة الفجر للأوراق المالية أن دخول المحافظ والمؤسسات المحلية إلى الأسواق بوتيرة متزايدة يمكن أن يعيد الأسواق إلى اتزانها ومسارها الطبيعي ويضعف كثيرا من الأثر السلبي لعمليات خروج الأجانب التي سوف تستمر في ظل عدم استقرار الأسواق العالمية. ويضيف أن تماسك عديد من الأسهم المحلية حول مستوياتها السعرية الحالية ضمن نطاق تذبذب ضيق قد ينبئ ببداية بناء قاعدة سعرية جديدة عند هذه المستويات ومن ثم فإننا نرى إمكانية ارتداد الأسواق المحلية خلال الأسبوع الجاري أو عقب إجازة عيد الفطر في حالة عودة الأسواق العالمية إلى الاستقرار.