المبتزون في القرن الـ 21
أصبح الابتزاز صنعة من لا صنعة له، فقد توارث عديمو الضمير هذه الممارسة السيئة حتى أصبحت علامة مسجلة بأسمائهم، فالابتزاز ونحن في القرن الواحد والعشرين، تعددت مشاربه وتغيرت طرقه، وهو الآن يمارس بأساليب حديثة وعديدة، فلم تعد هذه الممارسة طارئة، فقد تفنن المبتزون في القيام بها، واستهدفوا المرأة أكثر من غيرها فقد أضحت ليل مساء هي المستهدف الأول بالنسبة لهم، وأصبحت تخشى أقاربها أكثر من غيرهم والأمثلة من الصعب حصرها، كما يدخل ضمن ضحايا الابتزاز صغار المساهمين الذين ما إن يلتقطوا أنفاسهم حتى تجتثهم خسائر جديدة من الهوامير والمضاربين الذين ما زالوا يتلاعبون بالسوق، ومن ضحايا الابتزاز أيضا الشباب الذي يقع في الممارسات الغير أخلاقية، فيصبح تحت التهديد والابتزاز من قبل الوحوش الذين سلمهم أمر نفسه، ولن ينتهي ذلك حتى يفيق من سباته العميق، وينتصر على ضعفه، ويشكوهم للجهات المختصة, فماذا من كرامة يحملها وماذا بقي من ذرة حياء لديه فالمصيبة ابتزاز العرض، وهذا ينطبق على الفتيات اللاتي يقعن ضحية بعض الشباب عديمي الضمير الذين يتعرفون عليهن بطرق مختلفة، ومن وحوش الابتزاز بعض العاملين في صيانة أجهزة الجوال والحاسب الآلي إذ يستغلون سذاجة بعض الفتيات أو بعض الأشخاص وتهديدهم بالصور التي يجدونها في أجهزتهم، فمن يرضخ سيبقى تحت طائلة الابتزاز والتهديد، ومن يكن حكيما يقضي على تهديداتهم، ولعل من أشد أنواع الابتزاز ابتزاز الأب لابنته خصوصا إذا كانت صاحبة وظيفة، فيحرمها من الزواج ويفوتها القطار، وأعرف أب ابنته شارفت على الأربعين إن لم تتخطاها وهي خاضعة ذليلة لابتزازه وهو لا يعطيها إلا القليل, ورفض الكثير من المتقدمين لها ويستغل رواتبها في الصرف عليه وعلى أبنائه، وهي قد تكون كصاحبة القصة الشهيرة التي رفض والدها تزويجها حتى لا يذهب بعض ثروته لآخرين وبعد أن فاتها قطار الزواج مرض والدها مرض الموت، فكان يطلب منها السماح، وهي تقول والله لا أسامحك وسأقف أنا وإياك عند رب العالمين لأخذ حقي منك، ومات الأب وبقيت عانسا باقي حياتها فلم تفرح بمال أبيها. وأحداث الحياة أكثر من أن تسرد وأساليب الابتزاز تتنوع لكن يبقى الحل بيد الضحية، متى ما تحرك رجل كان أو امرأة استطاع القضاء على المبتزين، وإذا استسلم سيبقى ذليلا حتى الممات. والله سبحانه وتعالى يقول (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) نسأل الله أن يحمي البلاد والعباد منهم.