متخصصون في العمارة الإسلامية يطالبون بالاستفادة من التقنيات الحديثة في بناء المساجد

متخصصون في العمارة الإسلامية يطالبون بالاستفادة من التقنيات الحديثة في بناء المساجد

دعا الملتقى الدولي الأول عن الأبعاد الحضارية لعمارة المساجد في مدينة وهران الجزائرية وحضره مجموعة من الباحثين والمختصين بشؤون العمارة في العالم الإسلامي إلى استخدام التقنيات الحديثة في تصاميم المساجد الإسلامية, وتناول الملتقى عدداً من المحاور المتعلقة بالأبعاد الحضارية لعمارة المساجد, والإشكاليات الهندسية المتصلة بالحضارة الإسلامية وخاصة تلك المرتبطة بهندسة المساجد ومميزاتها, إضافة إلى قواعد الزخرفة والعمران المعاصرة والكيفية المناسبة لتجسيدها في المساجد، وأجاب الملتقى عن التساؤلات التي تثار كمن يتساءل لماذا لا تكون مساجدنا تعبيرا عن الأصالة والعصرية في وقت واحد؟ ولماذا نظل أسيرين للماضي ونرفض استخدام التقنيات الحديثة في تصاميم مساجدنا الإسلامية؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت مثار نقاش في الملتقي, وناقش الملتقي الذي حمل اسم "الملتقى الدولي الأول حول: الأبعاد الحضارية لعمارة المساجد بالجزائر" عدداً من المحاور المتعلقة بالأبعاد الحضارية لعمارة المساجد, والإشكاليات الهندسية المتصلة بالحضارة الإسلامية وخاصة تلك المرتبطة بهندسة المساجد ومميزاتها, إضافة إلى قواعد الزخرفة والعمران المعاصرة والكيفية المناسبة لتجسيدها في المساجد. الملتقي الذي استمر ليومين ركز في نقاشاته على الأسلوب المناسب للاستفاده من التطورات والمتغيرات التي حدثت في العلوم بشكل عام وعلم العمارة بشكل خاص في تصميم المساجد وبنائها, وأكد الملتقي الذي هدف إلى التواصل العلمي المتخصص بين الباحثين وطرق استثماره في الواقع إلى ضرورة تطبيق تلك التغيرات التي عددّها الملتقي في نقاط عدة, منها ما يتعلق بالعلو أو ما يطلق عليه صومعة المسجد, حيث جرت فيها تغيرات عديدة تتطلب أخذها بعين الاعتبار، فزخرفة وتزيين المساحات الكبيرة تتطلب إجراء وتغييرات معينة لم تكن موجودة في الأوقات الماضية، أما فيما يخص الأحجام وهو ما يميز مساجدنا اليوم فإن عمليات التزيين والزخرفة التي تجرى بكثافة عليها تعمل على التخفيف من وزن أو ثقل الحجم, وذلك على عكس ما كان متعارفا عليه في الماضي, وفي هذا الجانب ناقش المختصون الطريقة المثلي والمناسبة لجعل الزخرفة والتزيين أداة لتخفيف حدة الضخامة ووسيلة فنية تقلل من ثقل ووزن المساجد في عصرنا الحاضر التي تتكون بنيتها الأساسية من الخرسانة المسلحة , وفي السياق نفسه تناول الملتقي المواد الجديدة المستخدمة في الوقت الحالي في بناء المساجد التي لم تكن تستعمل من قبل مثل الزجاج "الذي كان استعماله محدودا في الماضي" - تقتضيها المعطيات التقنية والاقتصادية، وحتى الفنية.
الحقيقة أنه وبالرغم من مرور أكثر من 14قرنا على بناء أول مسجد في عالمنا الإسلامي, مازال الكثير من المساجد المنتشرة في أنحاء الأرض قاطبة تحمل العديد من سمات وخصائص المساجد الأولى, على الأقل في الجانب المعماري, وربما أن ذلك يرجع إلى التزام المسلمين ببعض ما تعرفوا عليه وتلقوه من العهود التاريخية الأولى, بعضها متصل بضوابط الشريعة الإسلامية وبعضها الآخر عبارة عن تقاليد ومعارف ترسخت في العقلية الإسلامية, وبشكل عام فإن تصميم المساجد تتمحور حول محاور عدة منها ما هو متصل باختيار الموقع المناسب الذي لا بد أن يخضع لعدد من المعايير والضوابط التي تتعلق بطبيعة المشروع ووظيفته وبظروف إنشائه, ومن تلك المحاور كذلك منها ما هو متصل باتجاه المسجد, وإعطاء الأولوية للصف الأول عند التصميم, والتقليل من عدد الصواري (الأعمدة), ومنها كذلك جماليات الزخارف الإسلامية.

الأكثر قراءة