علماء وفقهاء يدعون من ماليزيا إلى محاربة الاجتهادات والفتاوى الشاذَّة

علماء وفقهاء يدعون من ماليزيا  إلى محاربة الاجتهادات والفتاوى الشاذَّة

دعا عدد من العلماء والفقهاء في مؤتمر عالمي عقد أخيرا في العاصمة الماليزية كوالالمبور قادة وعلماء وشعوب العالم الإسلاميّ إلى محاربة الاجتهادات والفتاوى الشاذَّة التي تخالف النصوص القطعيّة، وتتعارض مع مقاصد الشرع ، وخاصّة تلك الاجتهادات والفتاوى التي تقدّم العادات الجاهليّة والتقاليد البالية على النصوص الشرعيّة الواضحة في المجالات كافة وبالأخص فيما يتعلق بقضايا المرأة المسلمة.
وكان المؤتمر الذي حمل عنوان "المؤتمر العالمي حول الاجتهاد والإفتاء في القرن الواحد والعشرين: تحديات وآفاق" ونظمه قسم الفقه وأصوله في الجامعة الإسلامية العالميّة في ماليزيا، وبالتعاون مع المعهد العالميّ لوحدة الأمة الإسلاميّة, قد ناقش أكثر من 90 بحثاً علميًّا, ونادي بضرورة العناية بوحدة الأمة الإسلاميّة من خلال تعظيم الجوامع المتفق عليها، والابتعاد عن إثارة الخلافات المذهبيّة التي تزيد الصف الإسلاميّ تمزقًا وتفرقًا، وذلك بتجنب الاجتهادات والفتاوى التي تعمّق الخلاف، وتثير الضغائن، وتؤثر في رابطة الإيمان والأخوة الجامعة بين المسلمين, كما نادي المؤتمر بحصر القضايا والنوازل المعاصرة الملحة على الساحة الإسلاميّة من أجل تقديمها إلى المجامع والهيئات الشرعيّة العالمية المتخصصة لبيان حكم الشرع فيها منعا للاجتهادات والفتاوى الفرديّة في المسائل العامّة التي تعمّ بها، وحفاظا على الصف الإسلاميّ من الاقتتال الداخلي، والتنازع حول القضايا الكبرى التي تهم الأمّة الإسلاميّة في المرحلة الراهنة, كما دعا إلى تخصيص وقف خاصٍّ بالمفتين والمجتهدين يتمّ من خلاله الإنفاق على أعضاء هيئات الفتوى في المصارف الإسلاميّة لئلا يكون هناك أي أثر أو تأثير لما يصدر عنهم من فتاوى واجتهادات، وبالتالي القضاء على مسألة التبعية من قبل الأعضاء لبنك معيّن، فضلاً عن إنشاء هيئة رقابة على المفتين والحجر على من نصّب نفسه لذلك دون أن تتوافر فيه أهليّة الإفتاء, كما أكد المؤتمر على أنّ العلاقة الحقيقيّة بين النصّ والاجتهاد هي علاقة تكامل وترابط، ولا تقابل بينهما، فالاجتهاد بجميع أنواعه وأقسامه يجب أن يكون خادمًا للنصّ، ووسيلةً من وسائل فهمه، وتطبيقه، وذلك اعتبارًا بأنّ الاجتهاد في الإسلام كما يكون في فهم النصّ، فإنّه يكون كذلك في تطبيقه، وتنـزيله، وثبوته، استنادًا إلى أنّ الظنّ يغشى جانب الثبوت حينًا، ويغشى جانب الدلالة حينًا، ويغشى جانب التنـزيل أحيانًا كثيرة، وبالتالي، فكلما وجد في النصّ ظنّ وجب الاجتهاد من أجل إزالة ذلك الظنّ، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال اجتهاد ملتزم بضوابط الشرع ومقاصده ومآلاته.
إضافة إلى ذلك فقد اتفق المجتمعون على جملة من التوصيات منها ما يلي:
- ضرورة تكوين شبكةٍ عنكبوتيّة تعنى بمدّ جسور التعاون والتكامل بين علماء الأمة ومفتيها، وتقوية روابط التواصل وتمتينه بين مختلف مفكّري الأمة وعلمائها.
- الحرص على استخدام القنوات الفضائيّة من أجل تعميق وحدة الأمة وتضامن الشعوب.
- إقامة مؤتمرات متخصِّصة حول "المجامع الفقهيّة وهيئات الفتوى الشرعيّة في العالم الإسلاميّ: الواقع والمأمول".
- ضرورة التنسيق والتكامل بين هيئات الفتوى في المصارف والمؤسسات الماليّة الإسلاميّة، وتوحيدها في البلد الواحد.

الأكثر قراءة