الأسهم الخليجية تستوعب صدمة "ليمان" وترتد ارتفاعا في أبوظبي والكويت وتقلص الخسائر في البقية
بدأت أسواق الأسهم الخليجية تستوعب تداعيات صدمة إفلاس بنك ليمان براذرز الأمريكي وبيع ميريل لينش حيث تمكنت الأسواق بعد الانهيار الجماعي أول أمس من التماسك وتقليص خسائرها بشكل كبير في تداولات الأمس في محاولة لـ "لملمة الجراح".
وحولت سوقي الكويت وأبوظبي مسارهما من الهبوط إلى الارتفاع مع تدخل هيئة الاستثمار الكويتية لدعم السوق عبر عمليات شراء منتقاة على أسهم البنوك والخدمات في الوقت الذي استمرت موجة الهبوط العنيف لليوم الثاني على التوالي مع افتتاح جلسات التداول.
وسجلت كافة الأسواق في الساعة الأولى خسائر فادحة إضافية تجاوزت 5 في المائة في سوق الدوحة و4 في المائة في دبي وأبوظبي, ونحو 2 في المائة في الكويت قبل أن تتدخل طلبات شراء من محافظ محلية مؤسساتية ومطلعين من الإدارات التنفيذية في بعض الشركات التي رأت أن أسعارها وصلت إلى مستويات مغرية بالشراء.
وهو ما دعم الأسواق على تقليص خسائرها والإغلاق على نسب هبوط معقولة قياسا بالنسب الحادة التي هبطت بها أول أمس, وتصدرت سوق مسقط الأسواق الخاسرة بتراجع نسبته 3.4 في المائة رغم أنها تماسكت بقوة على مدى اليومين الماضيين بتراجع طفيف, وفقدت سوق دبي 2.2 في المائة مستردة نصف خسائرها, والدوحة نصف في المائة والبحرين 0.33 في المائة في حين ارتفعت سوق أبوظبي بنحو 0.42 في المائة, ومال مؤشر سوق الكويت نحو الارتفاع الطفيف 0.08 في المائة.
وعلى الرغم من استمرار الهبوط إلا أن تقليص الأسواق لخسائرها أعاد بعضا من الارتياح لدى المتعاملين مع صدور تصريحات مطمئنة لمحافظي البنوك المركزية الخليجية خلال اجتماعهم في السعودية عن عدم تأثر القطاع المصرفي الخليجي بتداعيات أزمة إفلاس بنك ليمان براذرز، كما أعطى تدخل هيئة الاستثمار الكويتية مؤشر على إمكانية تدخل بقية الأذرع الاستثمارية للحكومات الخليجية بالتدخل لحماية أسواقها المحلية.
ومع ذلك لا تزال المخاوف من استمرار الهبوط وبحدة في الأيام المقبلة تسيطر على المتعاملين مع استمرار توجهات البيع لدى الأجانب مع كل تحسن للأسواق أو تقليص لخسائرها خصوصا أن هناك إجماعا على أن أزمة الأسواق العالمية مستمرة ولا توجد توقعات بانتهائها قريبا.
ووفقا لوسطاء في سوق دبي فإن حالة الفزع استمرت مع الدقائق الأولى لافتتاح جلسة التداولات حيث واصل المؤشر تراجعه بقوة بأكثر من 4 في المائة في ربع الساعة الأولى بضغط من عمليات بيع شملت كافة الأسهم باستثناء سهم "دو للاتصالات" الوحيد الذي ظل مرتفعا, وانحدر سهم "إعمار" إلى 6.65 درهم بأكثر من 7 في المائة و"أرابتك" إلى 10.20 درهم بأكثر من 11 في المائة لليوم الثاني على التوالي.
ومع مرور ساعتين, بدأت السوق تعيد نفس سيناريو أول أمس عندما قلصت خسائرها واستردت 7 في المائة في أخر ربع ساعة, حيث تدخلت قوى شراء من قبل محافظ محلية، ومن المطلعين في عدد من الشركات (أعضاء مجالس إدارات ومديرين تنفيذيين) خصوصا سهم شركة الاتحاد العقارية التي قلبت هبوطها إلى ارتفاع بنحو 4 في المائة إلى 2.91 درهم بعد أن سجل أدنى سعر 2.60 درهم.
وعاد سهم إعمار من أدنى سعر 6.65 درهم فوق الدراهم السبعة ليغلق منخفضا بنسبة 1.1 في المائة عند 7.13 درهم بعد أن كان منخفضا بأكثر من 7 في المائة، كما استرد سهم "أرابتك" كامل خسائره التي تجاوزت 11 في المائة, واستقر لفترة بدون تغير قبل أن يتعرض لعمليات جني أرباح من قبل الذي اشتروا السهم عند أدنى مستوياته 10.20 درهم عندما صعد إلى 12.02 درهم ليغلق منخفضا من جديد عند سعر 11.25 درهم بانخفاض 4.2 في المائة.
وعكست سبعة أسهم مسارها من الهبوط إلى الارتفاع، فيما استمرت 22 شركة أخرى على انخفاضها من بينها أسهم قيادية سهم "دبي المالي" الذي انخفض 5.5 في المائة عند 3.07 درهم ودبي للاستثمار 4.2 في المائة إلى 2.96 درهم, وشعاع 11 في المائة إلى أربعة دراهم وتمويل 5 في المائة إلى 3.99 درهم.
وخالفت سوق العاصمة أبوظبي مسار سوق دبي محولة هبوطها إلى ارتفاع بدعم من أسهم قطاعات العقارات والطاقة والاتصالات والصناعة وسط ارتفاع قوي في أحجام التداولات إلى 1.1 مليار درهم وهو نفس حجم تداولات سوق دبي, وسجلت أسعار 18 شركة ارتفاعا مقابل انخفاض أسعار 15 شركة أخرى .
وسجلت كافة الأسهم القيادية المؤثرة في المؤشر ارتفاعا حيث صعد سهم الاتصالات 3.6 في المائة إلى 15.45 درهم والدار الأنشط بتداولات قيمتها 439.6 درهم مرتفعا 1.1 في المائة إلى 7.12 درهم وصروح 3.5 في المائة إلى 5.60 درهم وميثاق 3.4 في المائة.
وبعد تماسك ليومين سجلت خلالهما تراجعات كانت الأقل بين أسواق الخليج عادت سوق مسقط إلى هبوطها الحاد بنسبة 3.4 في المائة متجاهلة تماما نتائج الاجتماع الذي عقدته هيئة سوق المال مع شركات الوساطة لطمأنة السوق والتأكيد على أن الهبوط الحاد ليس مبررا في ضوء استقرار الوضع الاقتصادي للسلطنة والأداء المتميز للشركات العمانية للنصف الأول.
وسلمت أربعة أسهم فقط من موجة الهبوط التي طالت 40 شركة أخرى, وقادت الأسهم الثقيلة حركة الهبوط بصدارة من سهم بنك مسقط الأنشط بتداولات قيمتها 1.6 مليون ريال من إجمالي 7.2 مليون ريال للسوق ككل من تداول 10.7 مليون سهم , وانخفض السهم بنسبة 5.5 في المائة إلى 1.140 ريال.
كما انخفض سهم "عمانتل" 1 في المائة إلى 1.827 ريال و"جلفار" 3.9 في المائة إلى 1.274 ريال و"الأنوار" 6.6 في المائة و"ريسوت للأسمنت" 2.5 في المائة إلى 2.150 ريال .
ومع دخول هيئة الاستثمار الكويتية لدعم السوق بدلت سوق الكويت اللون الأحمر إلى الأخضر حيث طالت عمليات الشراء المؤسساتية أسهم منتقاة خصوصا في قطاعات المصارف والصناعة والأغذية وقفزت أحجام وقيم التداولات إلى 141 مليون دينار من 345.1 مليون سهم.
وعلى الرغم من أن السوق تحولت إلى الهبوط مجددا مع نشاط عمليات جني الأرباح إلا أنها عادت ثانية لتقلص الخسائر وتغلق على ميل نحو الارتفاع 0.08 في المائة بعدما أشاع تدخل الذراع الاستثماري للحكومة الكويتية أجواء من الأمل في وقف الهبوط ولو لفترة, وتفاعلت الأسهم القيادية مع قرار تدخل هيئة الاستثمار حيث ارتفع سهم بنك الكويت الوطني 5.1 في المائة إلى 1.640 دينار و"بيت التمويل الكويتي" 3.6 في المائة إلى 2.280 ريال و"جلوبل" 6.8 في المائة إلى 0.780 ريال و"زين" 2.5 في المائة إلى 1.620 ريال.
وعلى غرار سوق دبي تمكنت سوق الدوحة هي الأخرى من تقليص خسائرها التي تفاقمت مع الافتتاح وتجاوزت 5 في المائة مع تدخل محافظ محلية للشراء دعمت المؤشر للعودة من جديد فوق مستوى الـ 8.000 نقطة, وسجلت التداولات قفزة كبيرة فوق المليار ريال إلى 1.1 مليار من تداول 25.1 مليون سهم.
وباستثناء استمرار تراجع أثقل سهمين هما السبب في عدم ارتداد السوق صعودا وهما سهم "صناعات قطر" وبنك قطر الوطني اللذين انخفضا بنسبتي 0.86 و3 في المائة على التوالي ارتدت العديد من الأسهم القيادية صعودا منها سهم "الريان" الأنشط بتداول 5.5 مليون سهم مرتفعا 2.3 في المائة إلى 18.70 ريال وبروة 0.40 في المائة إلى 124 ريالا وناقلات 3.4 في المائة إلى 25.80 ريال والمصرف 0.78 في المائة إلى 111.80 ريال.
واستمر الهبوط في سوق البحرين بنسب طفيفة بأقل من نصف في المائة بضغط من أسهم البنوك خصوصا سهم مصرف السلام الذي انخفض بنسبة 4.2 في المائة إلى 0.201 دينار، في حين ارتد سهم مصرف الإثمار مرتفعا 3.7 في المائة إلى 0.560 دولار بعدما استحوذ على الجزء الأكبر من التداولات بنحو 1.2 مليون سهم من إجمالي ثلاثة ملايين سهم للسوق قيمتها مليون دينار.
وقللت ارتفاعات جيدة لعدد من الأسهم القيادية من خسائر السوق حيث ارتفع سهم "بتلكو" 1.4 في المائة إلى 0.680 دينار وبيت التمويل الخليجي 0.74 في المائة إلى 2.720 دولار، في حين سجل سهم "السينما" انخفاضا بالحد الأقصى 10 في المائة والخليج للتعمير 9.5 في المائة.