الأسهم الخليجية تترنح تحت ضربات التسييل الأجنبي مع كسر حواجز دعم 2007
شهدت أسواق الأسهم الخليجية في مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس, واحدا من أسوأ أيامها حيث تعرضت جميعها لأعنف موجات الهبوط التي تمر بها منذ مطلع الصيف، ومنيت سوق الدوحة بثاني أكبر انخفاض للعام في جلسة واحدة بنسبة 6.1 في المائة مترنحة تحت ضربات عمليات التسييل المكثفة التي قامت بها محافظ أجنبية.
ولم تفلح سوق دبي في الحفاظ على ارتدادها الذي جاء بدعم من إعلان شركة إعمار عزمها إعادة شراء أسهمها, إذ حولت السوق ارتدادها الصعودي بأكثر من 2 في المائة إلى هبوط حاد ومؤلم بنسبة 3.3 في المائة فقد معها سهم "إعمار" مكاسبه التي ارتفعت بأكثر من 6 في المائة, فوق الثمانية دراهم إلى هبوط حاد بـ 3 في المائة إلى مستوى سعري متدن جديد عند 7.34 درهم.
وسارت سوق أبوظبي التي لم تشهد ارتدادا كسوق دبي حيث واصلت هبوطها متخلية عن مستوى 4.000 بانخفاض 2.7 في المائة، كما تراجعت سوق البحرين 2.3 في المائة وسوق الكويت 2.1 في المائة ومسقط 0.20 في المائة أقل الأسواق خسارة.
وجاءت الانخفاضات الجماعية والحادة للأسهم الخليجية ضمن مسلسل الهبوط الذي تمر به منذ بداية الربع الثالث ومطلع شهور الصيف حيث بددت سوقا مسقط والدوحة كامل مكاسبهما التي تحققت منذ مطلع العام، واقتربت سوق الكويت تحت وقع الخسائر المتواصلة من اللحاق بالسوقين حيث بقيت بانخفاض أمس على مسافة 2.3 في المائة من النمو الإيجابي للتحول إلى الهبوط الكامل.
ووفقا للمحللين والوسطاء فإن حالة من الهلع سادت قاعات التداول في الأسواق كافة مع تسارع عمليات البيع العشوائي التي سلمت منها سوق دبي لفترة ساعتين بدعم من "إعمار" حيث أقدمت محافظ الاستثمار الأجنبية على عمليات تسييل واسعة النطاق, خصوصا في الدوحة تأثرت معها سوق دبي التي بددت مكاسبها كلية وفاقمت خسائرها منذ بداية العام.
وشدد المحللون على أهمية تدخل المحافظ المحلية الكبيرة لدعم السوق ومسارعة الشركات في التدخل لإنقاد أسهمها على غرار ما فعلت "إعمار" التي لن تفعل قرار الشراء قبل الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل, وهو ما سيجعل السوق في حالة ضغط لما بعد إجازة عيد الفطر.
وبعد ساعتين من أجواء الارتياح سادت المتعاملين في سوق دبي مع ارتداد سهم "إعمار" ومعه مؤشر السوق الذي تفاعل مع قرار إعادة الشراء مواصلا الصعود بأكثر من 2 في المائة وارتفع سهم "إعمار" بنسبة 6 في المائة، كما ارتفعت بقية الأسهم المدرجة بدعم من تحرك سهم "إعمار".
غير أن السوق قلبت مسارها تماما مع تسارع عمليات البيع على أسهم قيادية في مقدمتها سهم "أرابتك" الذي خسر أكثر من 11 في المائة إلى 11.05 درهم، وحاول سهم "إعمار" مقاومة عمليات البيع قدر الإمكان غير أنه فشل في احتواء الضغط المتزايد الذي أجبر السهم على تبديد 6 في المائة من الارتفاع إلى الانخفاض بنسبة 3 في المائة إلى 7.34 درهم إلى مستوى متدن جديد.
وطال الهبوط 26 شركة مقابل ارتفاع ثلاث شركات فقط وسط تداولات قياسية بقيمة 1.3 مليار درهم منها 441 مليون درهم لسهم "إعمار"، وسجلت جميع الأسهم القيادية نسب هبوط قياسية منها 5.4 في المائة لسهم بنك دبي الإسلامي إلى 6.05 درهم و"دبي المالي" 5 في المائة إلى 3.19 درهم و"تمويل" 10 في المائة إلى 4.21 درهم. وأعلنت شركة استثمار التابعة لموانئ دبي العالمية إعفاء عادل الشيراوي نائب الرئيس التنفيذي وفراس كلثوم المدير المالي من منصبيهما بعد تورطهما في قضية فساد خلال عملهما في شركة تمويل.
وجاء تراجع سوق العاصمة أبوظبي قويا وإن كان أقل حدة من سوق دبي، وكسر المؤشر حاجز 4000 نقطة عائدا إلى مستويات أواخر العام الماضي بضغط من تراجع جميع قطاعات السوق, خصوصا أسهم الاتصالات والعقارات التي سجلت نسب هبوط قياسية.
وهبط سهم "اتصالات" بنسبة 4.2 في المائة إلى 16.50 ريال وسهم "الدار العقارية" الأنشط بنسبة 3.4 في المائة إلى 7.12 درهم و"صروح" 3.8 في المائة إلى 5.41 درهم وهبطت أربعة أسهم هي: "الجرافات" و"أبوظبي للتأمين" و"قيادة السيارات" و"تكافل" بالحد الأعلى 10 في المائة.
وشهدت سوق الدوحة أسوا أيامها بتراجع مؤشرها بأكثر من 6 في المائة متخليا عن مستوى 9000 نقطة حيث لم يسجل سهم واحد ارتفاعا في حين انخفضت الأسهم المتداولة كافة وعددها 38 شركة.
وقادت الأسهم القيادية خصوصا سهم "صناعات قطر" وأسهم البنوك, حركة الهبوط الحادة للسوق حيث انخفض سهم "صناعات" بنسبة قياسية 8.4 في المائة إلى 127.50 ريال و"الريان" الأنشط 5.5 في المائة إلى 18.40 ريال وبنك قطر التجاري 8.4 في المائة إلى 96 ريالا والمصرف الإسلامي 4.6 في المائة إلى 112.10 ريال.
ولم تنجح الأرباح القياسية التي أعلنتها شركة كيوتل للربع الثاني في إنقاذ سهمها من الهبوط الحاد الذي بلغ 7.4 في المائة إلى 146 ريال، حيث ارتفعت أرباح الشركة بنسبة 59 في المائة إلى 655 مليون ريال، ورغم أن الشركة أفصحت عن أن المحكمة العليا في إندونيسيا أقرت أحقيتها في ملكية 40.8 في المائة من أسهم شركة أندوسات.
كما تخلت سوق الكويت عن مستوى 13000 نقطة على الرغم من أنها قلصت الكثير من خسائرها قرب الإغلاق، حيث تعرضت لضغط شديد من تراجع الأسهم القيادية في قطاعاتها الرئيسية البنوك والاستثمار والخدمات ووسط تداولات بأقل من 100 مليون دينار من تداول 189 مليون سهم.
وانخفض سهم "زين" بنسبة 2.3 في المائة إلى 1.680 دينار وبنك الكويت الوطني 2.3 في المائة إلى 1.640 دينار و"جلوبل" 6 في المائة إلى 0.780 دينار.
وقادت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات تراجع سوق البحرين الذي لم يقل في قوته عن بقية الأسواق وإن شهدت أحجام وقيم التداولات ارتفاعا فوق المليون دينار إلى 1.1 مليون من تداول 1.7 مليون سهم
وباستثناء ارتفاع سهم الاستيراد بنسبة 0.44 في المائة هبطت جميع الأسهم المتداولة في السوق وعددها 12 شركة. وسجلت الأسهم الثقيلة انخفاضات قياسية بواقع 6.4 في المائة لسهم "الإثمار" إلى 0.580 دولار و6 في المائة لسهم "الأهلي المتحد" إلى 1.080 دولار و3 في المائة لسهم "السيف" إلى 0.190 دينار و2.4 في المائة لسهم "بيت التمويل الخليجي" إلى 2.800 دولار.
وتمكنت سوق مسقط من أن تنهي جلستها كأقل الأسواق خسارة في الخليج بأقل من ربع في المائة بدعم من ارتفاع سهمي "عمانتل" و"جلفار" بنسبتي 1 و0.23 في المائة على التوالي في وقت ضغط فيه سهم بنك مسقط على المؤشر بتراجعه بنحو 1.5 في المائة إلى 1.221 ريال .
وتباين أداء بقية الأسهم القيادية حيث انخفضت أسهم الأنوار القابضة الأنشط من حيث الحجم بتداول 3.2 مليون سهم من إجمالي 13.8 مليون للسوق وانخفض 3.4 في المائة إلى 0.251 ريال كما انخفض سهم بنك صحار 0.44 في المائة إلى 0.224 ريال والبنك الوطني 1.1 في المائة إلى 0.444 ريال في حين ارتفع سهم "ريسوت للأسمنت" 0.14 في المائة إلى 6.206 ريال وسهم "مطاحن صلالة" 9.7 في المائة إلى 3.600 ريال.