المقاولون يطاولون البنيان في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.. والمنافسة تحتدم

المقاولون يطاولون البنيان في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.. والمنافسة تحتدم

وسط هدوء المكان وفوق مساحة تقدر بنحو 55 مليون متر مربع على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من مدينة جدة السعودية، تتسارع خطوات الآلاف من العمال والمئات من المعدات الثقيلة لشركتي "سعودي أوجيه" و"بن لادن"، وشركات وطنية أخرى محدثة "إزعاجا" مستمرا ومنافسة لا تتوقف، لإنهاء البناء في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، المدينة "الحلم" كما يسميها المراهنون على أثرها في نقل اقتصاد المملكة إلى المستقبل.
يقول المسؤولون في شركة إعمار المدينة الاقتصادية الشركة المطورة إنه منذ الإعلان عن المشروع قبل نحو عامين بات من أهم الوجهات التي تقصدها كبريات شركات الإنشاءات والمقاولات وتتنافس فيما بينها من أجل الفوز بالحصة الأكبر في بناء مشاريعها ومرافقها، خصوصا أنه أكبر مشاريع القطاع الخاص في السعودية بقيمة استثمارية تصل إلى 100 مليار ريال.
وهنا يقول لـ"الاقتصادية" الدكتور حسام جمعة، المدير العام التنفيذي للمشاريع في شركة "إعمار المدينة الاقتصادية" " تتجلى مستويات التنافسية القوية التي أرساها مشروع "مدينة الملك عبد الله الاقتصادية" حين نرى أعمال البناء قائمة وبشكل متسارع وعالي الجودة في برج مشابه لا يبعد أكثر من 100 متر عن البرج الآخر، في الوقت الذي تتولى بناء كل برج شركة مستقلة بذاتها، الأمر الذي قد يعتبره البعض بمثابة السباق على المركز الأول في الانتهاء من البرج, وبالتالي البدء في تسليم وحداته السكنية إلى مالكيها في نهاية العام الحالي 2008. وهو إنجاز يعد قياسياً من وجهة نظر الكثيرين، وسينعكس بشكل إيجابي على مختلف الأعمال التطويرية والتنموية في المملكة".
وبالعودة إلى ما قاله محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار المدينة الاقتصادية، عند إطلاق المشروع في 2006 " حين أكد أن إطلاق هذا الصرح الحضاري المهم سيؤرخ لبزوغ فجر مرحلة جديدة من الازدهار الاقتصادي التي ستنعكس آثارها الإيجابية على شعب المملكة".
وأضاف " ستكون المدينة خير مثال على القفزة النوعية التي حققتها السعودية للانضمام إلى ركب الاقتصاد العالمي، كما ستلعب دوراً مهما في تعزيز مكانتها كأكبر اقتصادات منطقة الشرق الأوسط"، فإن بوادر ذلك تتجلى اليوم على الأقل في حجم المنافسة التي تكبر بين شركات المقاولات الوطنية.
يعتقد المتابعون أن قطاع العقارات السعودي شهد في السنوات الأخيرة دخول شركات تطوير عقارية رائدة تقوم بدورها في تخطيط وبناء مدن اقتصادية عالمية ومشاريع عقارية ضخمة لتلبية الطلب المتزايد على الوحدات السكنية والتجارية. وتعمل معظم الشركات التطويرية على تحديد الموقع المناسب ورسم مخطط المشروع ثم البدء في التعاقد مع المقاولين الذين بدورهم يقومون بالبناء حسب معايير معينة تفرضها الشركة المطورة للمشروع. ولعل البدء في بناء مدن اقتصادية تساهم بدورها في زيادة انتعاش الاقتصاد السعودي من أبرز المبادرات التي أطلقتها أخيرا حكومة خادم الحرمين الشريفين.
وشهدت سوق العقارات في السعودية على أثر ذلك نمواً وازدهاراً ملحوظاً يعد الأسرع من نوعه في تاريخ المملكة، مما أدى بدوره إلى ارتفاع كبير في حجم الاستثمارات العقارية في أسواق المملكة.
وفي هذا الإطار قال فهد بن عبد المحسن الرشيد، عضو مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية: "نجحت إعمار المدينة الاقتصادية من خلال تطويرها أكبر مشاريع القطاع الخاص في المملكة، مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، في إيجاد بيئة تنافسية بين كبريات شركات المقاولات والتطوير العقاري في المملكة، ومن بين أبرز الأسماء التي تم التعاقد معها لبناء أجزاء مهمة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية نذكر شركة بن لادن للمقاولات وشركة "سعودي أوجيه المحدودة. وتقوم كل من الشركتين ببناء عدد من أبراج قرية البيلسان، أول القرى السكنية ضمن المدينة، ويتم بناء الأبراج حسب أعلى المعايير العالمية التي تحرص شركة إعمار المدينة الاقتصادية على اتباعها.
المدينة التي تلعب الهيئة العامة للاستثمار دورا في استقطاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية إليها، إضافة إلى توفير كافة المتطلبات والخدمات والتسهيلات، تتكون من ست منظومات تضم الميناء البحري, المنطقة الصناعية, الجزيرة المالية, المنتجعات, الأحياء السكنية, والمدينة التعليمية الصحية.
ووفقاً للتقديرات الأولية من المتوقع أن توفر مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مستقبلاً أكثر من 500 ألف فرصة عمل للشباب السعودي، وستضم المدينة مبنى مخصصاً للحجاج نظراً لقرب المشروع من مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وسيتم تنفيذ مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على عدة مراحل، حيث من المتوقع انتقال أول مجموعة من الشركات والسكان إلى المدينة في غضون ستة أشهر مقبلة.

الأكثر قراءة