متخصصون: الأدوات الإسلامية مدخل لمن أراد الاستفادة من الفوائض المالية في الخليج.. والدعوة الإسرائيلية مادية بحتة

متخصصون: الأدوات الإسلامية مدخل لمن أراد الاستفادة من الفوائض المالية في الخليج.. والدعوة الإسرائيلية مادية بحتة

أكد متخصصون في المصرفية الإسلامية أن الدعوة الأخيرة التي أطلقها محام إسرائيلي للبنوك والمصارف العبرية بإصدار صكوك وتقديم منتجات إسلامية إلى جانب تعلم اللغة العربية تدل على بعد النظر، وأن المستقبل هو للمصرفية الإسلامية التي ستكون اللاعب الرئيس في أسواق المال العالمية في الفترة المقبلة.
وشدّدوا على أنه رغم أن تلك الدعوة منطلقها مادي بحت، إلا أنها تستهدف الفوائض النقدية في منطقة الخليج وجذبها للاستفادة منها في عمليات التنمية.
وكانت صحيفة "القبس" الكويتية وموقع أسواق نت التابع لقناة العربية، قد نقلا الخبر عن صحيفة "الاقتصادية" الأسبوع الماضي، ودأبت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية على التفاعل في الفترة الأخيرة مع الأخبار الخاصة والانفرادية التي تنشرها صفحة "المصرفية الإسلامية"، لعل أهمها الاقتباسات الصحافية من قبل صحيفة "الفاينانشيال تايمز" ووكالة "رويترز" نقلاً عن التقارير التي نشرتها "الاقتصادية" إبان أزمة الصكوك الماضية.
وأوضح لـ "الاقتصادية" لاحم الناصر المتخصص في المصرفية الإسلامية بأن هذه الدعوة تدل على اقتناع تام بأن المستقبل للمصرفية الإسلامية، وأنها كأداة مالية ستصبح اللاعب الرئيس في أسواق المال العالمية.
وأضاف اللاحم "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الفوائض النقدية التي تتمتع بها دول الخليج، والتي ليس لها قابلية في بعض الأحيان في التوظيف إلا بالطرق الإسلامية، حيث يرغب كثيرون من أصحاب هذه الأموال استثمارها بطريقة إسلامية، وبالتالي من أراد الاستفادة من هذه الفوائض عليه الأخذ بالأدوات الإسلامية".
وشدد الناصر على أن دعوة المحامي الإسرائيلي منطلقها مادي بحت، وقال "هذه الدعوة تم فيها الفصل بين المعتقد والمال، وهو يرى أن استقطاب الأموال والفوائض النقدية واستغلالها في التنمية يجب أن يتم جذبها من خلال تقديم أدوات ومنتجات إسلامية، ويعرف عن الإسرائيليين بأنهم لا يحفلون بمسائل العقيدة في التعامل مع الأموال".
ويرى الناصر أن إحجام الولايات المتحدة الأمريكية عن إصدار صكوك سيادية حتى الآن رغم حاجتها لها يعود إلى عاملين، الأول هو أن الجناح اليميني المتطرف يمسك بزمام الأمور وبالتالي الدين له دور في تسيير الأمور، الأمر الآخر هو الشعور بالعظمة الذي ما زالت أمريكا تتعامل به مع بقية العالم كإمبراطورية تعطي ولا تأخذ من أحد.
لكن الناصر أكد أن أمريكا في النهاية ستلجأ لهذا الخيار لأنها لن تجد بدائل كثيرة أمامها، خصوصا إذا عرفنا أن " أمريكا تشهد اليوم أزمة إفلاس عدد من مؤسساتها المالية نتيجة أزمة الرهن العقاري، الأمر الذي سيؤدي إلى نقص في السيولة الذي لن يعوضه سوى الفوائض النقدية في الخليج".
ووصف الناصر الدعوة إلى تعلم العربية بأنها تدل على بعد نظر، لافتاً إلى أن المصرفية الإسلامية مستمدة من الكتاب والسنة اللذين كتبا بالعربية، ولن يستطيع أي شخص أن يبدع أو يبتكر في هذه الصناعة ما لم يكن مطلعاً وعارفاً بلغتها.
إلى ذلك علق الدكتور محمد دماس الغامدي رئيس مجموعة المصرفية الإسلامية في بنك الجزيرة بقوله " الدعوة إلى تبني المصرفية الإسلامية أصبحت عالمية وليست مقصورة على بلد بعينه، بسبب النجاحات التي حققتها، ولاسيما عقب أزمة الرهن العقاري التي حدثت في أمريكا، وتبيّن جلياً بأن استخدام الأدوات الإسلامية كان لها دور الحماية أمام هذه الصدمات، وهو ما أدى إلى قناعة عالمية بجدوى المصرفية الإسلامية وأدواتها".
وعن دعوة المحامي الإسرائيلي أوضح الغامدي أنها شخصية وقد تحمل عدة معان منها الموضوعية في الطرح، حيث رأى أن هناك آليات وأدوات أثبتت وجودها ويمكن لأي مجتمع الاستفادة منها خصوصاً مجتمع نسبة كبيرة من سكانه من ذوي الخلفيات الإسلامية، وهي وسيلة لجذب مدخراتهم، وقد يكون القصد هو محاولة الاستفادة من تجربة المصرفية الإسلامية التي أخذت بها العديد من الدول حول العالم".
ويرى رئيس مجموعة المصرفية الإسلامية في بنك الجزيرة أن الدعوة لتعلم العربية جاء على افتراض أن معظم العملاء سيكونون من أصول إسلامية، وبالتالي ليتم تسويق هذه المنتجات لابد من تعلم لغتهم.

الأكثر قراءة