ارتفاع موجودات مصرف لبنان في أغسطس إلى 17.4 مليار دولار

ارتفاع موجودات مصرف لبنان في أغسطس إلى 17.4 مليار دولار

ألغى الواقع السياحي الميداني في لبنان كل التحليلات التشاؤمية حول نمو لا تتجاوز نسبته 1 في المائة كما توقع مجلس السياحة والسفر العالمي الصادر في نسيان (أبريل) الماضي. وقد أظهرت القراءة الرقمية لوزارة السياحة حول حركة الوافدين خلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاعاً في العدد الإجمالي بنسبة 97.47 في المائة، فأكدت بالتالي صحة التوقعات الرسمية بوصول عدد السياح إلى 1.3 مليون سائح رغم أن حلول شهر رمضان المبارك في بداية أيلول (سبتمبر) قد قصّر من حدة موسم الاصطياف. وتأتي هذه الزيادة كما جاء في تقرير بنك عودة الأسبوعي نتيجة استتباب الأوضاع السياسية والأمنية من جهة وثقة السياح وبشكل خاص الخليجيين في لبنان التي صمدت رغم كل الظروف الصعبة.
وانعكست الحركة السياحية المتنامية إيجابا على موجودات مصرف لبنان إذ زادت في منتصف آب (أغسطس) 411 مليون دولار لتبلغ مستوى قياساً جديداً هو 17.45 مليار في نهاية الأسبوع الماضي. أما على صعيد النمو فقد أفادت أرقام وزارة السياحة أن نسبته لم تصل بعد إلى النسبة المحققة في تموز (يوليو) 2004، وذلك على الرغم من كل المؤشرات الإيجابية.
وقالت ندى السردوك المدير العام لوزارة السياحة لـ "الاقتصادية" إن السياحة كانت تشكل قبل عام 1975م، 20 في المائة من الدخل القومي وتدنت لاحقاً إلى 0 في المائة ووصلت في عام 2004 إلى 9 في المائة وحتى اليوم لم تتجاوز هذا الرقم وإن كانت عائداتها تجاوزت مستوى أربعة مليارات دولار.
ولفتت إلى أن الموسم السياحي لم ينته أواخر آب (أغسطس) بل يمتد إلى الخريف المقبل على اعتبار أن أعياد الفطر والأضحى والميلاد التي تأتي في مواعيد متلاحقة هذا العام. وبالنسبة لجنسية السياح فقد أوضحت أن الغالبية من الجنسية العربية وبدأوا بالتوافد بعد أيام معدودة على توقيع اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة السياسية في البلاد.
وارتفع عدد السياح الخليجيين وفي مقدمتهم السعوديون بنسبة 121.83 في المائة في حزيران (يونيو) الماضي مقارنة بعددهم في حزيران (يونيو) 2007. وإذ ركزت على أن لبنان اجتاز مرحلة الخطر على المستوى السياحي، أوضحت أنه لم يكن مدرجاً على الخريطة السياحية في المنطقة منذ أشهر قليلة وكان بلداً تحظر الدول العربية والأجنبية على رعاياها التوجه إليه.
السياح العرب موجودون في كل المناطق اللبنانية وليسوا فقط أصحاب الأملاك من سعوديين وقطريين وكويتيين كما قال نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ "الاقتصادية". وأكد أن مؤشر الحجوزات في الفنادق والشقق المفروشة يدل على أن الإشغال وصل إلى 100 في المائة في بيروت وإلى 80 في المائة في المناطق الجبلية في برمانا وعالية وبحمدون وقرى رأس المتن في الجبل. وأضاف أن الإقبال الأوروبي حتى نهاية آب (أغسطس) كان خجولاً أما بالنسبة إلى السياح العرب فالأمر مختلف لأنه ما إن تم الإعلان عن اتفاق سياسي في البلاد حتى عاد الازدحام إلى مطار بيروت الدولي حيث ارتفعت الحركة فيه بنسبة 44 في المائة في تموز (يوليو) فقط.
وفي الحسابات الاقتصادية فإن إنفاق السياح ارتفع هذا الصيف بدليل انتعاش الأسواق المالية حيث زاد الطلب على الليرة اللبنانية على حساب الدولار الأمريكي الذي تراجع، مما دفع مصرف لبنان إلى التدخل شارياً. وللمرة الأولى منذ أكثر من سنوات انخفض سعر التداول بالدولار في السوق المحلية إلى ما دون 1500 ليرة.
وتشير إحصاءات الشركة المكلفة بإعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية البرية إلى أن الإنفاق السياحي ارتفع بنسبة تجاوزت 50 في المائة قياساً إلى موسم الصيف في عام 2007. وشكلت الملبوسات نسبة 67 في المائة من مجموع هذا الإنفاق فيها حصدت المجوهرات نسبة 13 في المائة والعطور 5 في المائة. أما شركات تأجير السيارات وهي 130 شركة، فقد عجزت عن تأمين حاجة السوق كما كشف نقيب أصحاب وكالات تأجير السيارات عماد حمدان، الذي أوضح أنه تم تأجير 8000 سيارة خلال شهر آب (أغسطس) الماضي.

الأكثر قراءة