رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


جريمة ابن الخمسينية

لا أدري ما دهى بعض أبنائنا، يرتكبون جرائم شنيعة، جرائم تدمي القلب، جرائم لا أعظم من بشاعتها، جرائم يندى لها الجبين، وتسقط لها الدموع، لا أدري كيف تحدث من مرتكبيها، ولا كيف تسول لهم أنفسهم القيام بها، ومن أعظم هذه الجرائم ارتكاب القتل بحق الوالدين، إنها جريمة العصر التي أصبحت تتكاثر في مجتمعنا، ومما يزيد الألم أننا أضحينا نشاهد أخبار هذه الجرائم بصفة دائمة دونما معالجة لهذه القضية إلا ما ندر. ولعل من جرائم قتل الوالدين المفجعة ما ارتكبه شاب من جريمة الفاحشة بوالدته بعد أن وضع لها المخدر دون أن تشعر ونقلت في حالة يرثى لها إلى أحد المستشفيات، وشاب آخر يحرق المنزل على والديه كبيري السن، وثالث يشبع والديه ضربا، وآخر يقتلهم بالسلاح, وسمعت شخصيا ما قالته لي بعض الأمهات عن تهديد ابنها لها بالسلاح، وهو لا يعاني أي حالة نفسية وأعرفه جيدا، وقد تحدثت معه وبينت له مخاطر هذا التصرف، وتهديده والدته بعد أن اشتكته للجهات المختصة التي أخذت عليه تعهدا بعدم التعرض لوالدته، وانهار هذا الابن أمامي وقال إنه لا يدري كيف صدر منه ذلك واعتذر لوالدته، وآخر ذو حالة نفسية سيئة تصدر منه تصرفات ضد الآخرين وقد أوسع ذات مرة بعض المارين بجوار منزل أسرته ضربا ويهدد والده بأنه سيفعل ويفعل والحوادث كثيرة وأكثر من أن تسرد، وبعضها تكون نتيجة عقوق واضح، والبعض الآخر إما نتيجة استخدام المخدرات أو حالة نفسية يمر بها مرتكب الجريمة. وهي جرائم ورب الكعبة مدمية للقلب، لا نتحمل كثرتها وانتشارها، ولكن ما لسبيل لإيقاف سيلها، وازدياد حالات مرتكبيها. وفي رأيي أن الابن الذي يعيش حالة نفسية سيئة يمثل خطرا كبيرا على الأسرة التي يعيش معها، لأنه وضع الأسرة في ظل ذلك مقلق، وخطره ربما يكون في تفاقم ، يزيد من معاناة الأسر مع أبنائها المرضى.

وسائل العلاج
من هنا فإنه لا بد على كل أسرة أن تحرص على علاج مريضها النفسي لأن تركه سيزيد الأمر تعقيدا عليهم ، وربما كان ضحيته أحد أفرادها فما بالك عندما يكون أحد الوالدين فالمصيبة أعظم وهو يمر بهذه الحالة النفسية السيئة، وعلى كل من يواجه هذه المشكلة أن يحاول البحث عن وسائل العلاج لمريضه سواء بإدخاله المصحات النفسية المنتشرة في بلادنا أو الرقية الشرعية مع أن الذين أعرفهم من الرقاة يؤكدون أن علاج المريض النفسي يكون بعلاجه النفسي في العيادات النفسية ولا يرون مانعا من الرقية الشرعية لدى الرقاة الثقاة الذين ليس هدفهم التكسب المادي البحت، ولذلك أهيب بالأسر التي يعاني أبناؤها هذه الأمراض، أن يهتموا بهذا الجانب، ولا ينسوا أن يرفعوا أكف الضراعة إلى من بيده شفاء كل سقيم ومن يحيي العظام وهي رميم أن يمن على مرضاهم ومرضى المسلمين بالشفاء العاجل. ويجب دائما أن يجعل دعاء الله ديدنه والله يجيب الدعوة لم يستعجل صاحبها وقد يدخرها له، وقد يمنع بها مصيبة كانت ستقع عليه، وليعلم المسلم أن ما أصابه لم يكن إلا بقدر من رب العالمين، وليحمد الله وليستعين به على كل حال.

وقفة
لا يسعني مع قرب حلول شهر رمضان المبارك إلا أن أهنئ نفسي وجميع المسلمين بقدوم هذا الضيف العزيز، وأسأل الله أن يوفقنا والجميع لصيامه وقيامه، وأن يرزقنا حسن العمل والقبول من رب العالمين .. آمين.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي