تعليقات البنك المركزي الأوروبي تعزز وضع اليورو المتصاعد

تعليقات البنك المركزي الأوروبي تعزز وضع اليورو المتصاعد

ارتد اليورو إلى امس الأعلى بعد أن سجل أدنى مستوى له خلال ستة أشهر مقابل الدولار، وهبطت السندات الحكومية الأوروبية بصورة حادة في الوقت الذي توازنت فيه بيانات التضخم الحميدة في ألمانيا بالتعليقات المتشددة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي.
من جانب آخر، عمل المزيد من العلامات على متانة وقوة الاقتصاد الأمريكي على مساعدة أسواق الأسهم في رسم صورة إيجابية، على الرغم من حدوث ارتفاع آخر في أسعار النفط.
وقد تصدر أكسل فيبر، رئيس البنك المركزي الألماني، جوقة من التعليقات المتشددة من صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي، حين قال إن الحديث عن تخفيض أسعار الفائدة هو "سابق لأوانه"، وإن البنك المركزي ربما يكون بحاجة إلى دراسة المزيد من إجراءات رفع أسعار الفائدة إذا تحسن الاقتصاد، كما يتوقع، اعتباراً من نهاية هذا العام فصاعداً.

ارتفع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل سنتين، الحساسة لأسعار الفائدة، بمقدار عشر نقاط أساس ليصل إلى 4.08 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل عشر سنوات قفز بمقدار خمس نقاط أساس ليصل إلى 4.16 في المائة. وفي أسواق العملات اندفع اليورو إلى الأعلى بعد أن سجل يوم الثلاثاء أدنى مستوى له خلال ستة أشهر مقابل الدولار، حيث سجل سعراً يزيد على مستوى 1.47 دولاراً.
قال جوليان كالو، وهو اقتصادي لدى بنك باركليز كابيتالBarclays Capital: "بصورة عامة يبدو أن مسؤولي(البنك المركزي الأوروبي) يرسلون رسالة تتسم بالتحدي يقولون فيها إن تخفيض أسعار الفائدة لا يُنظَر إليه كخيار لهذا العام في سياق الضغوط والتوقعات والمخاطر التضخمية في الوقت الحاضر".
وقال: "ربما يكون هذا جزءاً من موقف عام يتجه إليه مسؤولو البنك المركزي الأوروبي لضمان ألا تستجيب الأسواق المالية لتخفيضات لا يستهان بها في توقعات الناتج المحلي الإجمالي التي تقوم بها هيئة البنك المركزي، ألا تستجيب على نحو يجعلها تحتسب المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة في توقعاتها".
ساعدت ملاحظات فيبر على موازنة بيانات الأسعار الاستهلاكية من ست ولايات ألمانية، وهي بيانات يشير بعض المحللين إلى أنها يمكن أن تعلن عن بداية الوصول إلى ذروة التضخم في منطقة اليورو.
وحذر كارستين برجسكي، وهو اقتصادي لدى مؤسسة آي إن جي، من أنه لا يزال من السابق تماماً لأوانه أن يقوم البنك المركزي بإطلاق صافرة يعلن فيها أن التضخم اختفى من الساحة، ولكنه قال: "إذا استمرت أسعار السلع عند مستوياتها الحالية فإن معدل التضخم الإجمالي في منطقة اليورو يفترض فيه أن يعود إلى 2 في المائة بحلول الصيف المقبل".
وقال جون هيجينز، من كابيتال إيكونومكس: "في حين أن بعض صانعي السياسة يحذرون الأسواق من مغبة احتساب تخفيضات في أسعار الفائدة، إلا أنني أرى أنه لن يمر وقت طويل أكثر مما يجب قبل أن يعمل اقتران هبوط معدل التضخم الإجمالي بتراجع النشاط الاقتصادي على خلق مجال للبنك للقيام بتخفيض أسعار الفائدة".
وقال: "توقعاتنا تظل تقول إن أول تخفيض في أسعار الفائدة سيأتي في وقت مبكر من العام المقبل، ومن ثم ستهبط الفوائد على إعادة التمويل إلى 3 في المائة (يذكر أن المعدل الحالي هو 4.25 في المائة) بنهاية عام 2009".
ولكن أسعار النفط ارتفعت لليوم الثالث على التوالي بعد أن أظهرت البيانات حدوث هبوط متواضع في مخزون الخام الأمريكي والهبوط للأسبوع الخامس على التوالي في مخزون البنزين.
ظل التركيز الرئيسي للسوق على العاصفة المدارية جوستاف وسط مخاوف بأنها يمكن أن تشتد أثناء دخولها خليج المكسيك.
في بورصة نايمكس في نيويورك ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس المتوسط تسليم تشرين الأول (أكتوبر) بمقدار 1.50 دولار، ليصل السعر إلى 117.77 دولار للبرميل، ولكنه لا يزال أدنى بكثير من الرقم القياسي الذي سجله فوق مستوى 147 دولاراً للبرميل في منتصف تموز (يوليو).
ولكن القوة الجديدة في أسعار النفط أخفقت في التأثير سلباً في المزاج العام نحو الأسهم في الولايات المتحدة، حيث إن الطلبات على البضائع المتينة ارتفعت بصورة غير متوقعة بنسبة 1.3 في المائة في تموز (يوليو)، وساعدها على ذلك الارتفاع الحاد في الطلبات على الطائرات المدنية.
قال زاك باندل، وهو اقتصادي لدى بنك ليمان براذرز Lehman Brothers: "إن متانة البضائع الرأسمالية في وجه الظروف الائتمانية المتشددة، وآفاق النمو الضعيفة، وهبوط الثقة في الشركات، لا تزال تبعث على المفاجأة. إن النمو الصحي نسبياً في الخارج والقيمة التنافسية للدولار هي التي تحرك الطلب على البضائع الرأسمالية الأمريكية الصنع".
ولكنه حذر قائلاً: "إن الهبوط الذي شهدناه في الفترة الأخيرة في النمو خارج الولايات المتحدة، واستقرار الدولار، يمكن أن يضغط على الإنفاق على البضائع الرأسمالية في الأشهر المقبلة".
بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.6 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 أقفل بارتفاع مقداره 0.2 في المائة. وفي لندن تفوق عليه في الأداء مؤشر فاينانشيال تايمز 100، حيث سجل ارتفاعاً مقداره 1.1 في المائة.
كان أداء الأسهم الآسيوية متبايناً. فقد هبط مؤشر نيكاي 225 بمقدار 0.2 في المائة، في حين أن مؤشر هونج كونج ارتفع بمقدار 1.9 في المائة، ومؤشر تايبيه سجل ارتفاعاً مقداره 1.7 في المائة.
من جانب آخر هبط مؤشر كراتشي للمرة الثانية، وكان ذلك بنسبة 3 في المائة، وسط تصاعد مشاعر اللبس من الوضع السياسي.
عملت البيانات من طلبات البضائع الأمريكية المتينة على زعزعة وضع سندات الخزانة الأمريكية، وذلك في الوقت الذي جهز المستثمرون فيه أنفسهم استعداداً للمزاد الذي سيقام يوم الأربعاء المقبل على السندات لأجل سنتين ويوم الخميس على السندات لأجل خمس سنوات.
بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 2.34 في المائة، وارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 3.80 في المائة.

الأكثر قراءة