مصليات النساء في الأسواق.. أماكن معزولة بلا رقابة
رغم أن مصليات النساء في الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى من المرافق المهمة التي يعتمد عليها المتسوقون، إلا أنها تلقى إهمالا من قبل إدارات هذه المراكز، أهمها الجانب الأمني، حيث كثرت في الآونة الأخيرة حوادث سرقات بآلاف الريالات واختطاف للأطفال تتم في لمح البصر داخل هذه المصليات، حيث تعد هذه المصليات فرصة لضعيفات النفوس عندما تبدأ الأمهات بالصلاة لاختطاف أطفالهن من خلفهن، خصوصا أن هذه الأماكن معزولة عن مراقبة رجال الأمن في الأسواق.
وقد طالبت عدد من المتسوقات اللاتي التقتهن "الاقتصادية" أثناء جولة على مصليات للنساء في مجمعات تجارية في الرياض، باستحداث وظيفة خاصة لهذه المهمة، تقوم بالإشراف على المصلى النسائي والحرص على نظافته وملاءمته لأداء الصلوات، إضافة إلى التنسيق مع رجال الأمن عند ملاحظة ما يريب ومراقبة النساء أثناء الصلاة للحؤول دون أي حوادث سرقة أو اختطاف يمكن أن تحصل والأمهات في لحظات الخشوع.
وقالت فاطمة عمر (موظفة) إن هذه المصليات تعد ملجأ آمنا للسيدات واستراحة بعد رحلة التسوق، تؤدى خلالها فريضة الصلاة، إلا أن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هذه المصليات أصبحت مقصدا للسارقات، حيث يترصدن المصليات للحصول على فرصة لسرقة محتويات أكياس التسوق أو حقائب المتسوقات الشخصية، وذكرت فاطمة أنها شخصيا شهدت سرقة لراتب شهر كامل لإحدى السيدات التي كانت تصلي معها، لأنها فضلت أداء الصلاة قبل أن تتسوق، وفجعت براتبها يتبخر دون أن تمسك بالسارقة، وعند سؤال المتواجدات في مكان الحادث، أكدن أن فتاة في العشرينات من عمرها توجهت إلى حقيبة السيدة بكل ثقة، وأخذت المحفظة دون أن تثير شك الحاضرات اللاتي شعرن من تصرفاتها أنها إحدى بنات السيدة، مما جعلها لا تثير شكهن أبدا.
أما مها (طالبة ثانوية) فترى أن الفائدة التوعوية أهم من الفوائد الأمنية التي يمكن أن تحصل فيما لو استحدثت وظائف للمشرفات السعوديات على المصليات في المجمعات التجارية، فوجود المشرفات سيكون له دور في توعية العمالة المنزلية دينيا وأخلاقيا، مشيرة إلى أنها في إحدى المرات اقتربت منها عاملة من جنسية آسيوية، وأخبرتها أنها دخلت الإسلام ولا تعرف كيف تصلي ولم تتجرأ على طلب المساعدة من أحد، مضيفة أن وجود مشرفات سيكون عاملا مساعدا خصوصا أن كثيرا من العاملات المنزليات يرافقن مخدوماتهن، وهي فرصة لدعوتهن إلى الإسلام بشكل صحيح.
ليلى محمد (موظفة) تقول إنها في إحدى جولاتها التسوقية التقت صديقة في إحدى الأسواق النسائية، وحين جاء وقت الصلاة توجهن للمصلى فوجدن سيدتين من جنسية عربية تتحدثان، ولم تعيراهما أي اهتمام، بعد برهة بدأت إحدى السيدتين تتحدث إليهما وتسألهما عن المدينة، وأنها هي وصديقتها زائرتان تريدان بعض التوجيه، ثم طفقت السيدة تتحدث عن طرق لحماية الذات عبر ذكر آيات، ظنتا في البداية أنها تتحدث عن أذكار اليوم المعروفة، إلا أن السيدة بدأت تقرأ بطريقة خاطئة وتحرك يديها بطريقة غريبة، ثم أخرجت أقمشة قذرة ومجموعة من الخيوط، فما كان من صديقتي إلا أن اعتذرت عن إكمال الحديث بحجة أن أولادها ينتظرونها، وخرجتا خائفتين بعد أن تأكدتا أن هذه السيدة تريد رمي تعويذة سحرية عليهما، عن طريق ذكر بعض الطلاسم.
أما أم عبد القادر(ربة منزل) فقالت إنها تحرص على عدم دخول المصليات في الأسواق، لأنها سمعت عن حالات شاذة تمارس فيها بحكم عزلتها، وقالت إنها تصلي العشاء في منزلها وتتسوق حتى لا تضطر إلى ترك الصلاة، وأكدت أن وجود مشرفة للمراقبة وحفظ الأمن مهم جدا لكيلا تصبح مصليات النساء وكرا للسارقات أو المتشردات اللاتي أصبح تواجدهن واضحا، حيث تستلقي إحداهن اليوم بطوله في مكان مجهز بالتكييف بعيدا عن عيون رجال الأمن.