أمريكا تنظر إلى ميدان الطاقة في مرآة خزان الوقود
النظر في المرآة أصبح وسيلة لتقييم سياسات الولايات المتحدة في ميدان الطاقة. فبالنسبة إلى جيمس ولزلي المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية وأحد المحافظين الجدد، فهو يقول إن على كل مستهلك أمريكي أن ينظر في المرآة وهو يقوم بتعبئة خزان الوقود في سيارته، لأن الثمن الذي يدفعه لشراء جالونات الوقود تلك تذهب إلى الدول النفطية المعادية للولايات المتحدة وقيمها ونظام الحياة فيها، وكان أحد نتائجه أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) والهجمة الإرهابية على مدينتي نيويورك وواشنطن، أي أن المستهلك الأمريكي يمول الإرهاب بتصرفاته هذه. ولهذا فهو يدعو إلى إحياء الفكرة القديمة التي لم تجد طريقها إلى التطبيق عبر مختلف الإدارات: وهي خفض الاعتماد على النفط المستورد من ناحية عامة، وبصورة أخص على ذلك المستورد من منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) وبصورة أكثر خصوصية من الدول العربية.
لكن النظر إلى المرآة له مدخل آخر، ففي رأي ركس تيلرسون المدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل، وهي أكبر شركة نفط في العالم، أن أي سعي لتفسير الحالة التي تمر بها السوق النفطية وتنعكس على المستهلك في شكل تقلبات سعرية تجاوزت أعلى معدل اسمي أو فعلي في تاريخ الصناعة، يعني خيارات سياسية، لذا لا بد للولايات المتحدة من أن تنظر إلى وجهها في المرآة لتعرف نتائج خياراتها تلك.
فسعر الجالون للمستهلك الذي يستند إلى حد كبير على سعر برميل الخام ينطلق من كيفية الوصول إلى مناطق الاحتياطيات في الدول المختلفة وكيفية التعامل وهذه خيارات سياسية تأثرت بنوع القرارات التي تتبناها الإدارات المتعاقبة.
لكن بالنسبة لشركة مثل إكسون موبيل تحديدا فإن تيلرسون يرى أنها ستظل تعمل فيما برعت فيه عبر خبرة قرن من الزمان، وهي كيفية الوصول إلى الاحتياطيات النفطية، استخراجها، ونقلها إلى المستهلك الذي يطلبها وبالثمن الذي تسمح به معادلات السوق.
ولهذا فهو يرى وعلى مدى العقدين المقبلين، أن النفط والغاز سيظلان يشكلان ما نسبته 60 في المائة من احتياجات الطاقة، وأنه بغض النظر عن التقلبات السعرية التي تشهدها السوق في الوقت الحالي، فإن الصناعة تحتاج إلى نظرة بعيدة الأمد.