البيع العشوائي يعمق "جراح" الأسهم الخليجية.. ومسقط أكبر الخاسرين بـ 5.7 %

البيع العشوائي يعمق "جراح" الأسهم الخليجية.. ومسقط أكبر الخاسرين بـ 5.7 %

استمرت موجة الهبوط الحادة تضرب أسواق الأسهم الخليجية لليوم الثاني على التوالي، حيث سجلت جميع الأسواق دون استثناء خسائر حادة جديدة, وتدنت أسعار أسهمها إلى مستويات لم تسجلها العام الجاري بضغط من حالة الهلع التي لا تزال تنتاب صغار المستثمرين وتدفعهم إلى البيع العشوائي غير المبرر.
ومنيت سوق مسقط بأكبر الخسائر بانخفاض نسبته 5.7 في المائة لتخسر السوق في جلستين 7.1 في المائة تضاف إلى خسائر الأسبوع الماضي البالغة 4.4 في المائة, وحلت سوق أبو ظبي في المرتبة الثانية بتراجع نسبته 3.8 في المائة لتبدد السوق بذلك كامل مكاسبها للعام الجاري بعدما تحولت من الارتفاع إلى الانخفاض ووصلت إلى أدنى مستوياتها للعام.
وخسر مؤشر سوق الدوحة 2,4 في المائة وسوق دبي المالي 1 في المائة وسوق الكويت 0.90 في المائة وسوق البحرين 0.80 في المائة،وشهدت أسواق الإمارات مع بداية الجلسة استمرارا لحالة الفزع التي تعيشها السوق منذ البارحة الأولى مع كثافة عمليات البيع العشوائية التي طالت كامل الأسهم المتداولة, ووصل الفزع ذروته مع انحدار سهم "إعمار" أثقل سهم في المؤشر دون 10 دراهم, وفشل في الارتداد فوقها كما جرت العادة في المرات القليلة التي وصل فيها إلى هذه النقطة, حيث واصل السهم تراجعه إلى أدنى سعر 9.77 درهم وكاد يصل إلى 9.75 درهم أدنى مستوى سجله قبل نحو عام.
وأغلق السهم منخفضا 1.5 في المائة عند سعر 9.90 درهم بتداولات قيمتها 350.5 مليون درهم تشكل نحو 35.8 في المائة من إجمالي تداولات السوق البالغة 977.5 مليون درهم, ولم تسلم من موجة الهبوط سوى خمسة أسهم تمكنت من عكس مسارها من الهبوط الحاد إلى الارتفاع كما في سهم "أرابتك" الذي ارتد بعد سلسلة من الهبوط بنسب تاريخية تجاوزت 10 في المائة في الجلسة, وأغلق مرتفعا بنحو 1.2 في المائة إلى 15.65 درهم بعد أن وصل إلى أدنى سعر 14.65 درهم.
ووفقا لوسطاء في السوق فإن مبيعات الأجانب لا تزال تضغط على السوق وهي التي تسببت في زيادة حدة البيع العشوائية من قبل صغار المتعاملين خصوصا بعدما انضمت إليهم في البيع محافظ استثمار محلية.
وجاء تراجع سوق العاصمة أبو ظبي أقسى بضغط من كافة قطاعات السوق التي شهدت انخفاض أسعار 29 شركة مقابل ارتفاع أربعة أسهم فقط, وبتداولات قيمتها 689.2 مليون درهم.
وسجلت الأسهم القيادية خصوصا في قطاعي العقارات والبنوك أكبر نسب انخفاض في تاريخها، حيث انخفض سهم "الدار العقارية" بنسبة 6.1 في المائة عند سعر 10.25 درهم و"صروح" 3.4 في المائة و"دانة غاز" 2.2 في المائة وسهم بنك الخليج الأول 93.6 في المائة و"أبو ظبي الوطني" 6 في المائة, وسهم "الاتصالات" 5.2 في المائة.
وتعرضت سوق مسقط لأكبر نسبة هبوط للعام بضغط من أسهمها القيادية خصوصا أسهم البنوك والخدمات والصناعة , ولم تنج من الهبوط سوى ثلاثة أسهم فقط هي "العُمانية للهندسة" و"صناعة مواد البناء" و"النفط العُمانية" وارتفعت بنسب 1.6 و 1.3 و0.45 في المائة على التوالي،في حين سجلت أسعار 42 شركة انخفاضات جاءت حادة في غالبيتها وبالحد الأقصى هبوطا (10 في المائة) لثلاثة أسهم هي "أومنفيست", و"أونك" و"المها للتسويق", كما انخفض سهم "جلفار للهندسة" 8.2 في المائة الأكثر نشاطا بتداولات قيمتها 4.3 مليون ريال من إجمالي 18.2 مليون ريال للسوق.
كما سجلت بقية الأسهم القيادية نسب هبوط قوية حيث تراجع سهم بنك مسقط بنسبة 5.7 في المائة و"عُمانتل" 7.1 في المائة وجميع أسهم قطاع البنوك مثل البنك الوطني 7.3 في المائة وبنك عُمان الدولي 5 في المائة.
وقال محللون في السوق العُمانية إن مبيعات المحافظ الأجنبية هي التي ضغطت على مؤشر السوق وتركزت على الأسهم القيادية التي كانت قد سجلت من خلال ارتفاعاتها في الربع الأول مكاسب كبيرة رأت جني أرباحها من خلال عمليات بيع واسعة النطاق .
كما سارت سوق الدوحة على مسار التراجعات القوية نفسه بضغط من أثقل أسهمها خصوصا سهم "صناعات قطر" رغم النمو القوي الذي حققته الشركة في أرباح النصف الأول من العام الجاري التي ارتفعت بنحو 130 في المائة.
وانخفض سهم "صناعات قطر" بنسبة 2.4 في المائة بعد تداول مليون سهم من إجمالي 11مليون سهم بقيمة 828 مليون ريال, وعلى غرار بقية الأسواق لم يسلم من الهبوط سوى سهمين فقط في حين هبطت أسعار 36 شركة بنسب قياسية.
وانضمت أسهم البنوك إلى سهم "صناعات قطر" في الضغط على المؤشر بتسجيل نسب انخفاض قوية، حيث هبط سهم المصرف الإسلامي بنسبة 2.9 في المائة و"التجاري" 2.7 في المائة و"الدولي" 1.2 في المائة كما هبط سهم "كيوتل" ثالث أكبر سهم من جهة القيمة السوقية بنسبة 0.53 في المائة.
وبنسب هبوط أقل جاءت تداولات سوق الكويت التي لقيت الضغط من كافة القطاعات المدرجة دون استثناء, غير أن أحجام وقيم التداولات بدأت في التحسن فوق 100 مليون دينار عند 108.1 مليون دينار من تداول 168.3 مليون سهم.
وفي حين ارتدت بعض الأسهم القيادية صعودا مثل سهم "زين" الذي ارتفع بنحو 1.1 في المائة استمرت بقية الأسهم القيادية في تسجيل المزيد من الانخفاضات حيث انخفض سهم بيت التمويل الكويتي بنسبة 0.71 في المائة و"أجيلتي" 1.7 في المائة , وعلى العكس استمر سهم "برقان جروب" في مخالفة مسار السوق مسجلا ارتفاعات قياسية بنسبة 6.2 في المائة على الرغم من نفي الشركة شائعة رفع رأسمالها وعدم وجود أخبار جوهرية تبرر الارتفاع المتواصل في سعرها.
وبنسب هبوط مقاربة لسوق الكويت جاءت أيضا تداولات سوق البحرين التي تعرض مؤشرها للضغط من أسهم قطاعات البنوك والاستثمار والخدمات, وبقيت تداولاتها على ضعفها بقيمة 867.2 ألف دينار من تداول 2.4 مليون سهم، منها 1.2 مليون لسهم مصرف الإثمار الذي سجل أكبر انخفاض في السوق بنسبة 4.1 في المائة.
كما هبطت بقية الأسهم القيادية بنسب قياسية أيضا حيث انخفض سهم مصرف السلام بنسبة 3 في المائة و"بتلكو" 2.7 في المائة و"بيت التمويل الخليجي" 1.9 في المائة و"فنادق البحرين" 1.9 في المائة.

الأكثر قراءة