قيود التأشيرات الصينية تربك رجال الأعمال السعوديين
أبلغ "الاقتصادية" تجار ومستوردون سعوديون أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الصين أخيراً لتأمين الحماية للألعاب الأولمبية التي تقام على أراضيها خلال الفترة من 8 إلى 24 آب (أغسطس) المقبل أدت إلى إرباك شديد لأعمالهم بعد أن تعثر حصولهم على تأشيرات دخول للأراضي الصينية بسهولة.
ولم يتسن الحصول على تأكيدات رسمية من القنصلية الصينية في جدة حول الموضوع، إلا أن مصدرا مسؤولا في القنصلية أشار إلى أن هناك إجراءات تم فرضها أخيراً في سبيل تأمين الألعاب الأولمبية التي تقام في الصين، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تطبق على جميع الدول وليس السعودية فقط.
وقال لـ "الاقتصادية " رجل الأعمال نبيل بافضل، إن التأشيرات إلى الصين تقلصت بشكل كبير منذ شهرين تقريباً، ويضيف "نحن كرجال أعمال كنا على علم بالأولمبياد، لكننا لم نكن نتوقع كل هذا التشديد في استخراج التأشيرات والذي يصل إلى التوقف نهائياً، وهو ما أدى إلى لخبطة كبيرة لدى التجار وجعل الكثيرين يعيدون جدولة أعمالهم المقررة سلفاً".
ويتابع بافضل "كانت الفكرة أو السيناريو المتوقع حصوله هو تشديد إجراءات دخول العاصمة بكين، ولم نكن نتوقع أن يعمم الأمر على المناطق التجارية الأخرى التي نتعامل معها، المشكلة الرئيسية تتمثل في رغبة البعض معاينة منتجات الموسم الجديد في المصانع هناك، أما المعاملات الأخرى من وجهة نظري يمكن إنجازها من خلال طرق الاتصال الأخرى مثل الهاتف أو الإنترنت".
إلى ذلك أشار أنور قشقري رجل أعمال، إلى أن هناك توقفا تاما لإعطاء التأشيرات في الوقت الحالي إلى الصين وقال "إذا لم يكن لديك تأشيرة من قبل فإن القنصلية ترفض إعطاء تأشيرة جديدة حتى انتهاء الأولمبياد، وبالنسبة لي قدمت قبل بداية التشديد الأخير ومع ذلك أعطوني ستة أشهر فقط وهي فترة قليلة بالنسبة لنا".
ولفت قشقري إلى تأثر أعمالهم التجارية ولاسيما تلك التي تتطلب معاينتها في بلد المنشأ والتي لا يمكن إنجازها عبر الهاتف أو الإنترنت.
ووفقاً لتصريحات مسؤولين صينيين فإن القيود المشددة على إصدار تأشيرات الدخول للسائحين والمسافرين لأغراض الأعمال تهدف إلى المساعدة على تأمين الألعاب الأولمبية والتي من المقرر رفعها بعد انتهاء الأولمبياد.
وكان تقرير نشر أخيراً قد أشار إلى انخفاض عدد السياح الأجانب الذين زاروا بكين في يونيو (حزيران) الماضي بنسبة 20 في المائة تقريباً عما كانوا عليه قبل عام وهو ما ينبئ بأن القيود على استخراج تأشيرات الدخول لحضور الأولمبياد.
ووفقاً لبيانات نشرت في موقع إدارة السياحة في بكين على الإنترنت فإن 299 ألف سائح زاروا العاصمة الصينية في حزيران (يونيو) الماضي بانخفاض 19.9 في المائة عن العام السابق ليبقى التراجع في أعداد الزائرين الأجانب مستمراً منذ نيسان (أبريل) الماضي حين وصل عدد الزوار القادمين من الخارج إلى 385 ألفاً. ويقول وكلاء سياحة وسفر إن بعض فنادق المدينة خفضت أسعار غرفها بنسبة كبيرة وأقر مسؤولون في المدينة أن حجوزات الغرف خلال فترة أولمبياد بكين بين الثامن والرابع والعشرين من آب (أغسطس) المقبل تقل عن 50 في المائة في فنادق الأربعة نجوم.