الدول المستهلكة تستفيد من ارتفاع أسعار النفط أكثر من المنتجة!
من يريد البحث عن المستفيد من الأسعار العالية للنفط فلينظر إلى الدول المستهلكة، لا المنتجة. هذا ما تقوله منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك)، التي ترى أنه عبر الضرائب تحصل الدول الغربية المستهلكة على عائد أكبر من برميل النفط ما يحصل عليه المنتجون.
إن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا تحصل على أكثر من 50 في المائة في شكل عائدات من لتر البنزين الذي يتم بيعه، ما يؤكد على رأيها أن ارتفاع الأسعار لا تستفيد منه الدول المنتجة فقط، فمعاناة المستهلكين في محطات الوقود من الأسعار المتصاعدة إنما تعود بشكل أساسي إلى سياسات الحكومات الغربية وقراراتها الضريبية.
في العام الماضي مثلا بلغ متوسط الضريبة البريطانية على لتر الوقود 55 في المائة من سعر البيع للجمهور، وفي فرنسا كانت النسبة 53 في المائة ومتقدمة بذلك على ألمانيا، حيث تبلغ النسبة 49 في المائة. أما اليابان فتصل إلى 38 في المائة، كندا 30 في المائة، بينما الولايات المتحدة وبكل الضجيج الذي يرافق أسعار الوقود، إلا أن نسبة الضرائب تبلغ 26 في المائة فقط.
وتحصل بريطانيا على 1.7 مرة أكثر من الضرائب على بيع الوقود مما تحصل عليه (أوبك) من مبيعات الخام، كما تحظى أيضا بهامش ربحي كبير وسط مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
وخلال الفترة بين عامي 2002 و2007 بلغ متوسط عائدات الضرائب 2.585 مليار دولار في الدول الصناعية الرئيسية، بينما كان متوسط دخل الدول الأعضاء في أوبك خلال هذه الفترة 2.539 مليارا فقط. كما بلغ متوسط العائد السنوي الضريبي في الدول السبع (الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا) 517 مليار دولار مقابل متوسط دخل سنوي بالنسبة لدول (أوبك) يصل إلى 508 مليارات، أي أن الفرق تسعة مليارات دولار، هي التي تمثل العبء على المستهلكين في الدول الغربية، وتعتبر دخلا صافيا مقابل التكاليف التي تتحملها الدول المنتجة من إنفاق على التنقيب ولإنتاج والتصدير بما يغطي كل شبكة العملية الإنتاجية بجانبيها الأمامي والنهائي.
وعليه يكون من السهل استخلاص حقيقة أنه إذا لم تكن هناك ضرائب عالية لما بلغ سعر البرميل الخام هذه المعدلات القياسية. وكما قال نائب رئيس الوزراء ووزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية، فإن (هذه فلوس سهلة تؤدي إلى عائدات سهلة)، والنتيجة أن الأوربيين يتحصلون على عائد أكبر من المنتجين ودون أن ينفقوا أو يستثمروا دولارا واحدا.