نيفادا الأمريكية تبحث عن حلول للطاقة باستخدام الرياح والمياه الجوفية

نيفادا الأمريكية تبحث عن حلول للطاقة باستخدام الرياح والمياه الجوفية

وجد زعيم الأغلبية في الكونغرس الأمريكي، هاري ريد، ملجأ لنفسه في انشغال الشعب الأمريكي بأسعار الطاقة المتصاعدة بحدة. وبينما تلقى دعوة الرئيس بوش والجمهوريين في الكونغرس للمزيد من الحفر النفطي، فإن هذا السيناتور الديمقراطي القادم من نيفادا ركز على الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة المتوافرة في ولايته بصورة أوسع مما هي عليه في بقية أنحاء الولايات المتحدة. وفي شيء من المخاطرة السياسية بالنسبة لهذا السيناتور الذي كان والده من المنقبين عن الذهب، فإن ريد يقود كذلك حملة معارضة إنشاء المصانع التي تعمل على حرق الفحم المخطط لإقامتها في نيفادا، حيث للنقابات والصناعات المتعطشة للطاقة صوتا أعلى من صوت حماة البيئة. وهو يواجه انتخابات 2010 في ولاية تتعادل فيها قوى الديمقراطيين والجمهوريين.
وقال كارل جاول المدير التنفيذي لجمعية الطاقة الحرارية الجوفية "لا تمتلك نيفادا الكثير من النفط والغاز، ولكن لديها الكثير من الطاقة الشمسية وطاقة الحرارة الجوفية. إن السيناتور ريد سياسي من الطراز العتيق، حيث يراقب دوائره الانتخابية، ويفهم المستقبل الكامن لهذه الولاية من خلال طاقة الحرارة الجوفية".
ويحصل سكان نيفادا على 9 في المائة من الطاقة التي يستهلكونها من مصادر طاقة متجددة، وهو رقم تسعى سلطات الولاية إلى رفعه إلى 20 في المائة بحلول عام 2015، وفقاً لقانون الطاقة في هذه الولاية. ويقول عدد كبير من خبراء الطاقة إن الإمكانيات أعظم بكثير من ذلك. وعلى الرغم من ضيق مساحة نيفادا، إلا أنها تتفوق على بقية البلاد من حيث مصادر الطاقة الجوفية والشمسية، حسب رأي المجموعات التجارية والإحصاءات الحكومية، كما أن لديها إمكانيات فيما يتعلق بتطوير طاقة الرياح. وأما احتياطيها من المواد الأحفورية، فهو قليل للغاية. وهنالك عدد من مشاريع الطاقة المتجددة التي تقام على وجه السرعة، حيث إن عدد مشاريع الطاقة الحرارية الجوفية في الولاية بلغ 40 مشروعاً مع بداية العام الحالي، وذلك للحصول على الحرارة من المياه الساخنة الجوفية، وتفوق طاقاتها في ذلك طاقات أي ولاية أمريكية أخرى.
ويرى ريد أن نمو صناعة الطاقة المتجددة يمكن أن يشكل ثروة كبرى من الوظائف الجديدة في نيفادا، وتقليل الاعتماد على المصادر الأحفورية التي يجري استيراد معظمها من خارج هذه الولاية.
وقال ريد في مقابلة أجريت معه "من السيئ للغاية أن يتطلب الأمر أزمة طاقة كالتي نعيشها حالياً لكي نركز على مصادر الطاقة المتجددة. وإنه زمن نشهد فيه تحليق أسعار الغاز، ولكنه يمثل كذلك فرصة لنا، حيث إن المصادر المتجددة جيدة للاقتصاد، كما تعمل على توفير الوظائف، إضافة إلى أنها ملائمة لحماية البيئة. وإن ذلك يمثل خليطاً جيداً للغاية من الأمور".
وربما يفضل ريد تركيزاً أقل على المصادر المتجددة خلال الأسابيع الأخيرة، هذه الصناعة الناشئة التي تعتمد على زيادات ضريبية بقيمة ستة مليارات دولار ما زالت عالقة في الكونجرس بسبب النزاع بين الديمقراطيين، والجمهوريين الذين يقودهم سيناتور نيفادا الآخر، جون إنساين.

الأكثر قراءة