كرسي الأمير نايف للأمن الفكري يكرّس مفهوماً عميقا للأمن الشامل
عد الدكتور فالح بن محمد الصغير المشرف على موقع السنة النبوية إيجاد الكراسي البحثية من الأعمال المهمة التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية, وقال إن هذه الأعمال البناءة التي يسعى إليها المخلصون لدينهم ووطنهم.
وأوضح أن الإشادة الكبيرة التي جاءت من كثير من العلماء والمفكرين والباحثين لكرسي الأمير نايف للأمن الفكري دليل كبير على أهمية هذا الكرسي البحثي الذي أخذ على عاتقه هذا الموضوع التخصصي الدقيق، والذي يحمل آثاراً سلوكية في الفرد والمجتمع، ويهم جميع المختصين من علماء شريعة واقتصاد واجتماع وعلم نفس وأطباء، ومعلمين، وأولياء أمور وغيرهم، ومن هنا تتأكد الإشادة براعي هذا الكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظه الله ووفقه، المسؤول الأمني الأول، الذي يكرّس مفهوماً من أعمق مفاهيم الأمن الشامل، حيث يتعاضد الأمن من جميع جوانبه عسكرياًَ واجتماعياً ونفسياً واقتصادياً وإعلامياً وصحياً، وغيرها.
ولعل من بدهي القول: أن منطلقها كلها الأمن الفكري الذي يحدد معالم جزئيات هذا الأمن، فشكر الله لصاحب الكرسي تلك الجهود الجبارة المباركة.
ولا أستعجل مخرجات هذا الكرسي، وأسأل الله تعالى أن يجزي القائمين عليه راعياً، وحاضناً، ومشرفين وفرق عمل ومشاركين خير الجزاء.
أما الإجماع الثاني فهو التأكيد على تفصيل برامج الكرسي، فمن المعلوم أنه قد ابتليت البلاد منذ خمس سنوات بحملات تشهد زعزعة الثوابت الفكرية الشرعية، والثوابت المنهجية والمصطلحية، وتدعو للانفلات الفكري والعملي، ويأتي هذا الكرسي والمؤتمر وأمثاله ليكرس المنهجية الصحيحة ويقيم التوازن الفكري، المرتبط بأصوله ومنطلقاته الشرعية، والاجتماعية، والوطنية، لينطلق منه رؤى فكرية واستراتيجيات عملية، ليكون فيها الأثر العملي، والسلوك القويم.
والإجماع الثالث كان في ذلك التفاعل الإيجابي من الحضور على تباين أعماله، وتنوع اهتماماتهم، وتخصصاتهم ففيهم العلماء الشرعيون، والأطباء النفسيون، والمتخصصون في الآداب والتربية، والمفكرون والمثقفون، والإعلاميون، ورجال الأمن، والطلاب والرجال والنساء. وهذا التجاوب والتفاعل الإيجابي من الجميع يدل دلالة واضحة على أن القضية تهم الجميع، وفي شأن الجميع، وتهدف إلى مصلحة الجميع، وعليه فالمشاركة الفاعلة من الجميع تصب في خدمة الجميع، ويطالب لها الجميع، حقق الله آمال الجميع.
وأما الإجماع الرابع فكان ذلك التفاعل في الورشة مع محاور المؤتمر الذي يرجى أن يركز على جملة قضايا فكرية وعملية ابتداء بمفهوم الأمن الفكري، والعوامل المؤثرة في المفهوم، والتحديات التي تواجه الأمن الفكري، وأسباب الانحراف الفكري، وعوامل الوقاية من هذا الانحراف، ونقاط المعالجة لهذا الانحراف.
ولا شك أن الإجماع على ضرورة بحث هذه العناصر مما يثري المؤتمر، ويعين على تسجيل نتائج إيجابية وعملية يكون لها تأثيرها في الواقع العلمي والعملي.
والإجماع الخامس هو مما ظهر على تفاؤل المشاركين في هذه الورشة من أن يحمل المؤتمر في طياته مجموعة من المخرجات التي يكون لها الأثر في الواقع والمستقبل، فتفاءل الجميع: أن يصحح المؤتمر مفاهيم علاها غبش كثير، وأن يولّد أبحاثاً راقية في مستواها وتحليلها ونتائجها، وأن يتم تلاقح أفكار العلماء والباحثين ليوحّدوا كلمتهم حول الأمن الفكري، وأن يكون من أهم المخرجات برامج عملية تشترك في تطبيقها المؤسسات الحكومية والمجتمعية والأسرة فيعم نفعها.
فيما كان الإجماع السادس وهو مما سرّ كثيراً في هذه الورشة التحضيرية ذلك الإجماع الذي يؤكد ثابتا من أهم الثوابت بأن المجتمع السعودي لحمة واحدة له منطلقاته الشرعية، وثوابته الدينية، وخصوصياته على أرض الواقع، ومصالحه الوطنية، التي أجمع الحاضرون على أن التعدي عليها خرق للإجماع، وأن الانحراف الفكري أقوى خوارق الإجماع فهو مرفوض مهما كان مصدره، ومعتنقوه، وأن مسؤولية مقاومة هذا الانحراف على عواتق الجميع.
أما الإجماع السابع اتضح من السرور الذي ظهر على الجميع بتعدد مناشط الكرسي البحثية، ولعل هذه المناشط توجد مخالفات مع مؤسسات وأفراد ليتم تفعيل تلك المناشط فتنزل على أرض الواقع، فلا تذهب تلك الجهود سدى، فتجد فيها ما يحافظ عليها، ويبصرها بالأساليب الناجحة في تعاملها مع الأبناء والبنات، ويجد الإعلام ما يفتح له آفاقاً من البرامج الحية التي تسهم بشكل فاعل في وقاية المجتمع من الانحرافات، وفي علاج الظواهر الخاطئة فيه، ويجد فيها الكتاب والمفكرون والمثقفون ما يثرون به الساحة الثقافية والفكرية من الكتابات الجادة البعيدة عن التسطح في تناول المشكلات، فمن الخير أن يتعاضد الكرسي مع سائر الجامعات ومؤسسات التعليم ومواقع الإنترنت الجادة، والإعلام ورجال العلم والفكر ليؤتي ثماره المرجوة.
وقال الدكتور الفالح إن من الخير أيضاً أن يستخدم الكرسي جميع وسائل التقنية وما يجدّ فيها لحمل رسالته وأخص مواقع الإنترنت، ووسائل الجوال، والدورات التدريبية، والمحاضرة، والندوة، والحوار الطلابي، والمجلات، وغيرها.
الإجماع الثامن: لقد تعدى التفاعل مع الورشة إلى ذكر شيء من أسباب الانحراف الفكري الذي هو أكبر عوامل الخلل في الأمن الفكري ومن ذلك:
1- الانحراف عن العقيدة الصحيحة، فالعقيدة واضحة في أصولها ومنطلقاتها ومصدرها، ومتى ما حصل الانحراف فيها فمؤداه إلى الانحراف العملي.
2- الخروج عن المصدرية العلمية في التلقي، فمصادر التلقي في هذا الدين: القرآن الكريم والسنة النبوية، وتتلقى بفهم العلماء المعتبرين المبني على فهم السلف الصالح.
3- الخروج عن الوحدة العملية المبنية على البيعة الشرعية، ومنابذتها، وتهييج العواطف والمشاعر ضدها.
4- التلقي عن المجاهيل غير المعروفين، والتسليم لشبههم.
5- الجهل بمصادر التشريع، وبفقه الشريعة، وما ينبني على ذلك من مراعاة المصالح والمفاسد.
6- تجرؤ الصغار على الكبار، والتطاول عليهم بالإفتاء، أو التخطئة والتجهيل.
7- التأثر بالغزو الفكري الذي يسهم عكسياً في النفخ في الرماد، ويؤثر في مسلمات الدين، وثوابت البلد.
الإجماع التاسع: ضرورة الإسهام في المعالجة الفكرية كل يحسبه كتابة في صحيفة، أو في إلقاء محاضرة، أو برنامج إعلامي، أو مشاركة في ندوة، أو طرح رأي، أو مناقشة في موقع على النت، أو رسائل صغيرة، أو حوارات بناءة، أو صياغة مشاريع ونحوها، الذي يؤمل من المؤتمر ومن الكرسي صياغتها صياغة تفصيلية نافعة.
الإجماع العاشر: الدعاء من الجميع للجميع بالتوفيق والتسديد، والصبر والإعانة، والأجر والمثوبة، والعاقبة الحسنة، وللوطن بحمايته وحفظه، ونمائه وتطوره.