هبوط أسعار النفط يبقي الأسهم في المنطقة الموجبة
ساعدت المكاسب الجديدة في أسهم الشركات المالية والهبوط المبكر في سعر النفط، أسواق الأسهم الأوروبية والدولار على التقدم إلى الأمام يوم الأربعاء، رغم أن الاندفاع الأخير لحي وول ستريت أظهر علامات على أنه أخذ يفقد زخمه بالتدريج.
تعرضت أسعار النفط الخام لضغط شديد في أعقاب ظهور المزيد من الأدلة على أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة يمر بحالة هبوط. وبحلول منتصف اليوم في نيويورك تعافت أسعار العقود الآجلة في مطلع الشهر على خام غرب تكساس المتوسط بحيث جرى تداولها بسعر يقل 42 سنتاً فقط عن 128 دولاراً للبرميل، أي أن السعر أصبح الآن أقل بمقدار 19 دولاراً عن أعلى رقم قياسي سجله يوم 11 تموز (يوليو). ارتفعت مخزونات البنزين لدى أكبر مستهلك للطاقة في العالم بمقدار 2.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهو مقدار أعلى بكثير من الرقم الذي كان متوقعاً. وعمل هذا التراكم في الاحتياطي على التقليل من أهمية الهبوط الكبير غير المتوقع في مخزونات الخام.
قال إيد مورس، كبير اقتصاديي الطاقة لدى بنك ليمان براذرز Lehman Brothers: "عملت الأسعار المرتفعة والنمو الاقتصادي المتباطئ على دفع الطلب على النفط في الولايات المتحدة إلى الأدنى".
وقال: "إن صورة الطلب المتدهور تعزز اعتقادنا أن أسعار النفط تقترب من نقطة الانقلاب، حيث يتوقع أن يصل متوسط الأسعار إلى 110 دولارات للبرميل في الربع الرابع من عام 2008، وحدوث المزيد من الهبوط إلى سعر معقول مقدور عليه نسبياً وهو 90 دولاراً للبرميل بحلول الربع الأول من عام 2009".
يذكر أن الهبوط المبكر لأسعار النفط جرجر معه أسعار السلع الأخرى إلى الأدنى في أعقاب هبوط النفط. فالذهب، الذي يُنظَر إليه تقليدياً على أنه تحوط ضد التضخم، هبط إلى مستوى متدن للغاية هو 922.80 دولار للأونصة، وهو أدنى سعر يسجله منذ أسبوعين.
في أسواق العملات، سجل الدولار أعلى مستوى له خلال شهر في مقابل الين، حيث وصل سعره إلى حافة 108 ينات للدولار، في حين أن اليورو انخفض إلى أدنى مستوى له خلال أسبوعين، حيث وصل إلى رقم يقل قليلاً عن 1.57 دولار.
قال ستيف مايلون، وهو محلل استراتيجي للعملات لدى بنك سكوشيا كابيتال Scotia Capital: "في رأينا أن الدولار سيظل مدعوماً بصورة معقولة على المدى القريب. وحيث إن أسهم الشركات المالية تدفع بالأسهم إلى الأعلى رغم أخبار الأرباح المخيبة للآمال أمس، إلا أنه يبدو وكأن السوق تتبنى من جديد وجهة النظر القائلة إن من الأفضل أن تقوم البنوك بتخفيض قيمة موجوداتها في الفترة الحالية، لأن ذلك يعني أن تخفيض قيمة الموجودات في المستقبل سيكون أدنى من ذي قبل".
والواقع أن أسهم الشركات المالية من جديد تتصدر الارتفاع في أسواق الأسهم وسط شعور بالتفاؤل بأن الكونجرس الأمريكي سيوافق على خطة إنقاذ لوكالتي القروض السكنية فاني ماي وفريدي ماك، اللتين تعانيان أوضاعا في غاية السوء، كجزء من صفقة تهدف إلى التصدي للهبوط الحاد في سوق الإسكان الأمريكية.
تصدرت أسهم "فاني ماي" و"فريدي ماك" القطاع المالي الأمريكي في التوجه إلى الأعلى، وبحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر كيه بي دبليو KBW البنكي بمقدار 1.2 في المائة، في الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.3 في المائة، ومؤشر ناسداك بمقدار 0.7 في المائة.
في أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 بمقدار 2.1 في المائة، وهي أعلى زيادة له خلال يوم واحد منذ أربعة أشهر.
تسلقت الأسواق الآسيوية إلى أرقام عالية لم تسجلها منذ عدة أسابيع، حيث ارتفع مؤشر نيكاي 225 في طوكيو بمقدار 1 في المائة، ومؤشر هونج كونج ارتفع بمقدار 2.7 في المائة، ومؤشر تايبيه ارتفع بمقدار 3.5 في المائة.
قفز مؤشر مومباي بمقدار 5.9 في المائة، وبذلك يصبح مجموع مكاسبه خلال الجلسات الخمس السابقة 18.8 في المائة، بعد أن فازت الحكومة الهندية الائتلافية بتصويت مهم جداً على الثقة.
أكد أندرو جارثوايت، وهو محلل استراتيجي للاقتصاد العالمي لدى بنك كريدي سويس Credit Suisse، أن أسواق الأسهم تشهد الآن اندفاعاً يميز الأسواق ذات الأسعار المتراجعة ولا يشكل بداية اندفاع نحو الأسعار المرتفعة والأوضاع الطيبة.
وقال: "كان متوسط السوق في الأسعار المتراجعة خلال الكساد الاقتصادي هو 28 في المائة على مدى 13 شهراً، وفي الوقت الراهن فإن الولايات المتحدة تشهد تراجعاً في الأسعار بنسبة 17 في المائة على مدى تسعة أشهر. وكان متوسط اندفاع السوق في الأسعار المتراجعة هو 15 في المائة خلال 51 يوماً، وعلى هذا الأساس فإننا قطعنا نحو نصف الطريق خلال هذا الاندفاع". ولكنه حذر من أن أسواق الأسهم لم تشهد الاستسلام والهبوط على المستوى الذي شهدته في شهري كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس)، وبالتالي فإن الاندفاع الحالي يمكن أن يقصر عن الرقم المتوسط.
تقلصت الفروق في أسعار السندات على جانبي الأطلسي، حيث هبط مؤشر آي تراكس أوروبا للسندات الممتازة بمقدار 4.5 نقطة أساس عند 90.5 في المائة، وهبط المؤشر المقابل له في الولايات المتحدة، وهو مؤشر سي دي إكس نورث أمريكا، بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 132 نقطة أساس.
عملت النغمة المتحسنة في أسواق الأسهم والائتمان على دفع المستثمرين للهروب من أمان السندات الحكومية. ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين بمقدار خمس نقاط ليصل إلى 2.77 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل عشر سنوات ارتفع بمقدار أربع نقاط أساس ليصل إلى 4.14 في المائة.
في أوروبا، وصل العائد على سندات الحكومة الألمانية لأجل عشر سنوات إلى 4.7 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ عام، قبل أن يتراجع عند مستوى 4.64 في المائة. ولم يكن هناك أثر يذكر للبيانات حول تراجع الطلبات الصناعية في منطقة اليورو وتراجع الطلب على مزادات الأوراق المالية الألمانية لأجل 30 سنة.
كان أداء سندات الخزانة البريطانية متدنياً بعد أن اعتبر المستثمرون أن هناك نغمة متشددة في محاضر اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي البريطاني، الذي عقد في تموز (يوليو). وارتفع العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل سنتين بمقدار أربع نقاط أساس ليصل إلى 5.09 في المائة.