الذكاء الانفعالي ودوره في تحسين مهارات التواصل مع زملاء العمل
تعد القدرة على التعامل مع الناس واحدة من أهم العوامل في تحديد احتمالات نجاح المرء في العمل. فعندما تنتاب المرء أفكار رائعة تفيد العمل، غالبا ما لا يجيد التعبير عنها لأن الكثير من الناس يفتقرون إلى مهارة التحدث والتواصل.
يقيم الشخص الذي يتميز بالذكاء الانفعالي علاقات مع الأشخاص الذين يعملون معه في المؤسسة. تتيح الثقة التي تتضمنها هذه العلاقات للأفراد العمل معا على الرغم من الصراعات ولكن دون إلحاق الضرر بقدرتهم على العمل سويًا.
يوضح الكتاب أنه لتصبح من أقوى بناة العلاقات، يجب أن تتعلم كيف تفهم تشابك العلاقات في مكان العمل، بتكوين فريق عمل وتشخيص أسباب انهيار العلاقات بدقة داخل العمل الجماعي.
يجب أيضًا أن نكون مستعدين لمناقشة الموضوعات المعقدة أو المشحونة بالانفعالات ونحافظ على سير المحادثات التي تجري خلالها حل المشكلات على الطريق الصحيح، بينما نحن مستمرون في تقوية علاقاتنا.
العلاقات داخل العمل معقدة نظرًا لأن لدينا علاقتين مختلفتين تمامًا مع العديد من رفقائنا في العمل إحداهما شخصية والأخرى مهنية. يتطلب هذان النوعان من العلاقات طرقا مختلفة جوهرية للارتباط بالشخص نفسه.
يجد معظم الأشخاص أنفسهم يواجهون بعض العقبات تجاه هذه التفرقة الخطيرة داخل العمل، التي من شأنها فتح باب المناقشات المفتوحة وحل المشكلات أمر صعب المنال.
لكي نعمل سويًا بشكل فعال يستلزم ذلك فهم مشترك للعمل الجماعي ومهارات الاتصال الضرورية لبناء العمل الجماعي وإعادة تحديده باستمرار مثل تغيير الظروف كما يحدث بشكل محتوم. يجب أن نتشارك الفهم المبدئي مع رفقائنا بالعمل عن علاقات العمل والعمل الجماعي والصراعات التي تتخلل العمل.
يجب أن يكون لدينا القدرة على الاختلاف وعدم الاتفاق مع الأشخاص في العمل مع الاحتفاظ بالقدرة على التعامل مع تلك التفاعلات بطريقة تترك العلاقات بيننا سليمة وغير مدمرة.
يصعب الحديث عن الصراع داخل العمل لأننا نميل أن نعزو المشكلة إلى السمات الشخصية أو عدم كفاءة الأشخاص الآخرين. على الجانب الآخر فإن الصمت داخل المؤسسات يحدث على العديد من المستويات. لا يتصل كثير من الأشخاص مع بعضهم البعض خاصة المشرفين أو المديرين بسبب خوفهم من النتائج.
اتخاذ الإجراءات يعني أخذ المخاطر، وهذا يعني قضاء الوقت في التفكير خلال بعض القضايا وكيفية الاقتراب من الأشخاص الآخرين للوصول لحل المشكلة.
بدلا من تصوير العمل الجماعي كقيمة أو هدف مجرد، يجب على كل شخص في العمل الجماعي تكوين اتفاقات ملموسة عن كيفية العمل سويا وما الذي يجب حدوثه لإحراز نتائج ناجحة. كما يجب أن يتفق الجميع على الأهداف والأدوار والإجراءات لتسهيل العمل الجماعي.