بوجاتي فيرون.. الأقوى حتى الآن بـ 16 صماما و1001 حصان
إعادة إحياء بوجاتي بعد سنوات طويلة من الغياب كان الهدف الأساسي لمجموعة فولكس فاجن الألمانية ورئيسها السابق "فرديناند بياخ"، فهذه الشركة العريقة كانت الأشهر في ثلاثينيات القرن الماضي، إذ كانت سياراتها تعتبر من سيارات النخبة، وما تبقى منها حتى الآن يعتبر من التحف النادرة كون إنتاج الشركة كان محدوداً للغاية.
واليوم وبعد مخاض عسير بدأ منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي استطاعت بوجاتي أن تعيد إنتاج سياراتها بشكل تجاري، وتعبير "تجاري" لا يعتبر في الحقيقة تعبيراً دقيقاً في حالة بوجاتي، فمجموع إنتاج هذه السيارة سيكون بحدود 70 سيارة سنوياً، وتعتبر الأغلى على الإطلاق مع ثمن يزيد على المليون يورو.
والسيارة التي تنتجها بوجاتي هي "فايرون" التي تعتبر أسرع وأقوى سيارة في الوقت الحاضر يتم إنتاجها تجارياً ووكيلها في السعودية شركة الغسّان للسيارات وتعرض هذه التحفة التي تعتبر الأغلى حتى الآن في فرع الشركة في مدينة الرياض، وبدأ إنتاج هذه السيارة في عام 2006، وقد واجه مهندسو الشركة مشاكل عديدة عند تصميم هذه السيارة التي أريد لها أن تكون الأقوى والأفضل على الإطلاق، فالهدف من إنتاج السيارة الوصول إلى قوة عالية جداً تزيد على الألف حصان، والوصول إلى سرعة قصوى تزيد عن 400 كيلو متر في الساعة، حتى أن رئيس المجموعة الألمانية السابق حذر من إمكانية إلغاء المشروع برمته إذا لم يتحقق الهدفان المذكوران.
على مستوى التصميم الخارجي فإن السيارة رياضية بامتياز مع وجود لمسات كلاسيكية سواء في الخلف أو الأمام حيث نجد مقدمة منخفضة وشبك تهوية تقليديا يشبه ذلك المعتمد في سيارات الشركة السابقة التي أنتجت في بدايات القرن الماضي.
وتضم المقدمة أيضاً فتحات تهوية كبيرة الحجم تساعد في تبريد محرك السيارة المثبت في الخلف إضافة إلى تبريد أسطوانات المكابح التي تعتبر فريدة من نوعها.
الخطوط الجانبية وتصميم مؤخرة السيارة يؤكد أن مصمميها استذكروا عهد بوجاتي القديم، فالانحناءة التي تمتد إلى مؤخرة السيارة تعكس كلاسيكية التصميم وتعطي السيارة شكلاً فريدا يختلف عن معظم السيارات المصنفة في فئة السيارات السوبر رياضية.
من الخلف تم اعتماد مصابيح دائرية مزدوجة في كل جهة، إضافة إلى فتحات عادم ذات تصاميم مختلفة، وتم كذلك اعتماد عاكس هواء خلفي متحرك بشكل أوتوماتيكي يقوم بوظائف متعددة منها تحسين ثبات الجزء الخلفي من السيارة عند السرعات العالية، وكذلك المساعدة في كبح تسارع السيارة، حيث يرتفع هذا العاكس بطريقة معينة عند الضغط على دواسة المكابح من سرعة عالية.
كذلك زود الجزء الخلفي من السيارة بفتحات تهوية تسمح بخروج الهواء الساخن من غرفة المحرك بشكل أسرع.
العجلات المعدنية مصنعة عند الصانع الشهير Oz وهي مغطاة بإطارات مطاطية من صنع ميشلان تعمل بنظام "باكس"، حيث يمكن السير بهذه الإطارات حتى عند فراغها من الهواء.
وحرص مصممو السيارة على إيلاء مقصورة الركاب أكبر عناية ممكنة، فسيارة يزيد ثمنها على المليون يورو يجب أن تكون مزودة بمقصورة ركاب تليق بها، ورغم انخفاض السيارة اللافت فقد تم توفير مقصورة تتمتع برحابة كافية لراكبين اثنين، إذ نجد مقاعد رياضية فخمة جداً مبطنة بأفخر أنواع الجلود على الإطلاق، إضافة إلى لوحة قيادة مبطنة بالجلد السويدي الفاخر، ومزينة بالألمنيوم المصقول، ويبرز الكونسول الوسطي الذي يضم مجموعة من مفاتيح التحكم الخاصة ببعض تجهيزات السيارة مثل مكيف الهواء الإلكتروني ونظام الاستماع الموسيقي عالي التقنية.
كما نجد مجموعة من المفاتيح الخاصة بهذه السيارة ومنها مفتاح التشغيل، ومفتاح التحكم بالانطلاق الذي يمنع انزلاق إطارات السيارة على نفسها ويسمح بانطلاقة هادئة وعادية عند الرغبة، كذلك مفتاح التحكم بإدارة المحرك، إضافة إلى مفتاح خاص للتحكم بنظام التعليق.
وضمن لوحة عدادات السيارة يبرز عداد خاص يقيس مقدار قوة السيارة بالنسبة لمقدار الضغط على دواسة الوقود.
والطريف أنه عندما تصل سرعة السيارة إلى 250 كيلومترا في الساعة يكون مؤشر القوة قد وصل إلى حدود 270 حصاناً فقط.
المحرك المعتمد في السيارة يعتبر من الناحية التقنية ابتكاراً كبيراً، فهو يتكون من 16 إسطوانة على شكل دبليو، وتبلغ سعته ثمانية لترات وهو مزود بأربعة شواحن هواء تعطي قوة خارقة تزيد على الألف حصان عند سرعة دوران للمحرك تبلغ ستة آلاف دورة في الدقيقة، فيما يصل عزم الدوران في حده الأقصى إلى 1250 نيوتن/م عند 2000 دورة في الدقيقة.
وبما أن عزم الدوران هذا يعتبر هائلاً بكل المقاييس فقد تم تصميم علبة تروس خاصة بهذه السيارة تكون قادرة على تحمل عزم بهذا الحجم، فتم الاعتماد على شركة "ريكاردو" لتطوير علبة تروس من فئة DSG تتكون من سبع نسب أمامية، وهي تنقل قوة المحرك إلى العجلات الأربع، ويتم في الوضع الطبيعي نقل 80 في المائة من قوة المحرك إلى العجلات الخلفية.
ومن أجل تبريد محرك مكون من 16 أسطوانة فقد تم اعتماد أربعة مبردات ماء بأحجام متفاوتة، إضافة إلى أربع مراوح تقوم بإخراج الهواء الساخن من غرفة المحرك.
نظام التعليق في السيارة هيدروليكي يعمل بشكل إلكتروني وفق ثلاث وضعيات من أجل الحصول على متعة القيادة الرياضية الصرفة أو القيادة السلسة المريحة.
وجهزت السيارة بمكابح متطورة تتكون من أسطوانات مصنوعة من السيراميك يبلغ قياسها في الأمام 400 ملم وفي الخلف 380 ملم، إضافة إلى ثمانية مكابس على كل عجلة.
أما فيما يتعلق بالأداء فهذه السيارة تنتقل من السكون إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.5 ثانية فقط وهو أداء يقارب أداء سيارات الفئة الأولى، فيما تبلغ السرعة القصوى للسيارة 407 كيلومترات في الساعة.
أما استهلاك الوقود فهو مقبول في ظروف القيادة العادية بالنسبة لحجم المحرك ويبلغ 20 لترا لكل 100 كيلومتر، أما عند القيادة الرياضية فيصل إلى معدلات عالية جداً تبلغ لتراً واحداً لكل كيلومتر، مع العلم أن سعة خزان الوقود تبلغ 100 لتر.